مواثيق الامم المتحدة تحثم على فرنسا الاعتراف بجرائمها الوحشية في حق الأمازيغ وتقديم الاعتذار والتعويض المادي

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس في خطاب القاه في رواندا امام الشعب الرواندي، أنه جاء إلى رواندا "للاعتراف بمسؤولية" بلاده عن الإبادة الجماعية، طالبا الصفح والمغفرة، في حين وصف الرئيس الرواندي بول كاغامي الخطاب بأنه "أهم من الاعتذار". 

وقال ماكرون في الخطاب الذي ألقاه بعد زيارة المتحف التذكاري "أقف بجانبكم اليوم بتواضع واحترام، جئت للاعتراف بمسؤولياتنا ونطلب الصفح من الشعب الرواندي".

وبعد الاعتراف  تحثم مواثيق الأمم المتحدة على  فرنسا الاعتراف أيضا بجرائمها في حق الأمازيغ الأبرياء في شمال افريقيا وتقديم الاعتذار الرسمي والتعويض المادي لاحفاد الضحايا والارامل وهم  بالملايين ، إبان مرحة الاستعمار الوحشي لبلدان شمال افريقيا كما ينص على ذلك معاهدات ومواثيق الأمم المتحد المتعلقة بجرائم الحرب في القرن العشرين.

فالجرائم لا تتقادم بمرور الزمن، ومهما طال الزمن فمن الواجب على فرنسا كي  تُصنف ضمن الدول الديموقراطية الحضارية المحترمة لحقوق الانسان تقديم اعتذار رسمي وتعويض مادي للضحايا عن جرائهما الفظيعة  والوحشية في الامازيغ الاحرار المقاومين الرافضين  للوجود  للاستعماري الفرنسي في وطنهم... ولا تزال جرائم فرنسا مستمرة حتى اليوم ضد أمازيغ منطقة أزواد شمال مالي وقصفهم بالطائرات بعد اعلانهم رغبتهم الاستقلال عن حكم النظام الديكتاتوري في مالي العميل لفرنسا والمدعوم من طرفها.

وكانت جرائم فرنسا في حق الامازيغ الابرياء والمقاومين الرافضين للوجود الاستعماري في الجزائر والمغرب تتمثل في التعذيب الوحشي،  وقطع الرؤوس، والتمثيل بالجثت، والقصف الوحشي للقرى وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، والحصار والتجويع والتشريد وتجريد السكان الامازيغ من آلاف الهكتارات من اراضيهم  ومنحها للخونة والعمللاء والمتواطئين...


فرنسا الامازيغ

و قد أضاف الرئيس الفرنسي ماكرون في خطابه الاضطراري أمس في رواندا، أن فرنسا "عليها واجب اليوم هو النظر إلى التاريخ بدون مواربة، والإقرار بمساهمتها في المعاناة التي لحقت بالشعب الرواندي، إذ فضلت لزمن طويل الصمت على النظر إلى الحقيقة".

وقال إن بلاده "وقفت فعليا بجانب نظام ارتكب إبادة، وبتجاهلها الإنذارات الصادرة عن المراقبين ذوي الرؤية الأكثر وضوحا إنما تحملت مسؤولية فادحة في تسلسل أحداث قادت إلى الأسوأ، في حين كانت تسعى تحديدا لتداركه".

وخلص تقرير وضعه مؤرخون إلى "المسؤوليات الجسيمة والمروعة" لفرنسا و"تغاضي" الرئيس الاشتراكي حينذاك فرانسوا ميتران ومحيطه حيال جنوح حكومة "الهوتو" المدعومة آنذاك من باريس إلى العنصرية والإبادة الجماعية.

وكان تقرير امريكي من 600 صفحة قد اتبث تورط فرنسا في المجازر التي وقعت في رواندا سنة 1994 و التي راح ضحيتها أكثر من 800 ألف شخص خلال 3 أشهر، وواعتبر هذا التقرير الذي أعده مكتب المحاماة "ليفي فايرستون ميوز" في واشنطن، بتكليف من الحكومة الرواندية في عام 2017، أن فرنسا كانت تعلم بالاستعداد لإبادة جماعية لكنها استمرت في تقديم "الدعم الراسخ" العسكري  لنظام الرئيس الهوتو جوفينال هابياريمانا العميل لها، واستمر هذا الدعم حتى عندما "أصبحت نوايا الإبادة الجماعية واضحة".

وأكد معدو التقرير دور فرنسا في هذه المجازر، وقالوا "خلصنا إلى أن الدولة الفرنسية تتحمل مسؤولية كبيرة في جعل الإبادة الجماعية المتوقعة ممكنة" وخاصة بالنسبة لإثنية التوتسي الرافضة للهيمنة الفرنسية على البلاد.

 جرائم الاستعمار الفرنسي والاسباني في حق الأمازيغ 

يذكر أن الامازيغ في المغرب والجزائر  من وقف ضد الاستعمار حربيا حيث واجهوا بشجاعة زحف جيوش الدولتين الاستعماريتين فرنسا واسبانيا بالسلاح و قاوموها بشراسة وضحوا بالغالي والنفيس دفعا عن الوطن ، وما يؤكد ذلك كون كل المعارك الحربية ضد القوتين الاستعمارتين فرنسا واسبانيا في المغرب والجزائر خاضها الامازيغ، سواء في الريف والاطلس وسوس والجنوب الشرقي، وفي مقدمتها معركة انوال بالريف ومعركة الهري بالاطلس ومعركة بوغافر  بالجنوب الشرقي ومعركة ايت عبد الله بسوس وانتفاضة ايت بعمران بإفني وانتفاضة أيت باها ... وكذلك في الجزائر في منطقة القبايل والاوراس ... والقائمة طويلة. 

فكان انتقام الدولتين الاستعماريتين فرنسا واسبانيا حينها رهيبا، وظلما فظيعا في حق الامازيغ، حيث تم شن حصار عسكري شديد على كل المناطق الامازيغية المقاومة لاخضاعها بالحديد والنار، ورافق ذلك ارتكاب مجازر رهيبة في حق السكان المدنيين الابرياء.

جرائم الاستعمار الفرنسي ضد الامازيغ
صورة فظيعة لرؤوس مقاومين أمازيغ ببلدة أكوراي الامازيغية باقليم الحاجب نواحي مدينة مكناس تم التمثيل بهم انتقاما منهم لمقاومتهم ورفضهم لمعاهدة الحماية وللوجود الاستعماري الفرنسي، وامعانا في الانتقام المرضي بعد سقوط جنود الاستعمار الفرنسي صرعى على أيدي المقاومين الامازيغ، تم استعمال صور الرؤوس المقطوعة على شكل بطائق بريدية يرسلها الجنود الفرنسيين لزواجتهم بفرنسا لإبراز بطولاتهم الزائفة

كما تم قصف قرى الريف بالغازات السامة التي أدّت الى موت آلاف الضحايا الابرياء  وظهور تشوهات خلقية وتسميم التربة والبيئة ولا تزال اثار القصف سارية حتى اليوم في شكل انتشار امراض مزمنة في مقدمتها مرض السرطان بالمنطقة.

قصف الريف بالغازات السامة والاسلحة الكيماوية
لجأ الاستعمار الاسباني الى قصف قرى وسكان الريف بالغازات السامة المحرمة دوليا ضد المدنيين بعد هزيمته النكراء امام المقاومين الامازيغ في معركة أنوال بقيادة البطل الامازيغي الشهم محمد بن عبد الكريم الخطابي.

وكانت كل المناطق الامازيغية هي الاكثر تضررا ومعاناة خلال فترة الاستعمار . وقد استشهد خلال سنوات الاستعمار الاسباني والفرنسي لشمال افريقيا آلاف الشهداء من خيرة الرجال الامازيغ الاحرار، وعُذّب المئات منهم انتقاما، ودمرت مئات البيوت والقرى بالقصف بالقنابل عبر الطائرات الحربية والمدافع.

 وقد خلف كل ذلك آلاف الايتام والارامل و استشهاد آلاف المدينين الابرياء من الاطفال والنساء ايضا.

قطع رؤوس المقاومين جريمة ضد الانسانية
من الجرائم الفظيعة لجيش الاستعمار الفرنسي والاسباني ضد الرجال الاحرار، قطع الرؤوس والتمثيل بها، انتقاما منهم لرفضهم قبول معاهدة الحماية والوجود الاستعماري
مقاومين أمازيغ قام الاستعمار  بأسرهم ووضع الاغلال في اعناقهم  وتعذيبهم بسبب مقاومتهم العنيفة ضد وجوده، في حين كان الخونة المتواطئين مع الاستعمار من النخبة المخزنية ينعمون في رغد العيش

كما انتزع الاستعمار الفرنسي بالقوة آلاف الهكتارات من الاراضي الخصبة من القبائل الامازيغية والتي تم تفويتها لغير اصاحبها بعد انسحاب المستعمر  وحُكم على مناطق الامازيغ  طيلة فترة الاستعمار وحتى اليوم  بالتهميش ! في حين ينعم اليوم احفاد الخونة المتواطئين مع الاستعمار في رغد العيش.

و تعتبر كل الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي والاسباني في حق الامازيغ في القانون الدولي اليوم جرائم ضد الانسانية تستوجب الاعتذار الرسمي و التعويض المادي، ولا تتقادم بمرور الزمن.