من التاريخ : عندما إستنجد ملوك العرب بالجيش ألامازيغي الذي أنقدهم من الهلاك المحقق

بعد  حالة الانهزام والمحنة العظيمة التي عاشها ملوك الطوائف العرب بالاندلس سنة 1050 ميلادية والتي أدت لخضوعهم لسلطة ألفونسو السادس ملك قشتالة ودفع الجزية له، فأدت حالة الانهزام هذه الى سقوط  مدينة طليطلة في يد ألفونسو السادس وجيشه عام1085 م، فقرر  الملوك العرب بالاندلس حينها إرسال رسائل إستغاثة وإستعطاف للملك الأمازيغي يوسف بن تاشفين تستنجده وتطلب منه الغوث والنصرة ..

رسم فني للملك الأمازيغي يوسف ابن تاشافين يقود جيشه من الفرسان الامازيغ

فكان اجتماع قرطبة حيث عقد مؤتمر شارك فيه الملوك و الأمراء العرب بالأندلس، واجتمعوا بالقاضي العربي عبيد الله بن محمد بن أدهم، وقالوا له: ألا تنظر ما نحن فيه من الصغار والمذلة، وإعطائنا الجزية للروم بعد أن كنا نأخذونها منهم، وقد غلب اليوم على البلاد الفرنجة، ولم يبقى لنا إلا القليل، وإن دام هذا دهب ريحنا  وعادت البلاد نصرانية، وقد رأينا رأيًا نعرضه عليك، فقال: وما هو، قالوا: نكتب  الى أمير المسلمين يوسف بن تاشفين ملك افريقية، ونسأله العبور إلينا، لنجدتنا وحمايتنا ...

فأرسل الأمراء العرب بالاندلس رسالة استغاثة الى القائد الامازيغي يوسف بن تاشفين ومما جاء فيها حسب المؤرخين : 

«إلى حضرة الإمام أمير المسلمين يوسف إبن تاشافين، إنا نحن الأمراء العرب في الأندلس، قد تفرق جمعنا، وتوالى علينا هذا العدو المجرم اللعين أذفنش (ملك قشتالة)،  فقد أسر المسلمين وأخذ البلاد والقلاع والحصون، وليس لنا طاقة عليه، وقد سائت الأحوال وانقطعت الآمال، وأنت أيدك الله ملك المغرب، إستنصرنا بالله ثم بك، واستغثتنا بحرمكم، لتجوزوا لجهاد هذا العدو الكافر .. وإغاثتنا من الهلاك المحقق »  ... أبطال الفتح الإسلامي (الطبعة الأولى).

ولما وصلت الرسالة لابن تاشفين أكرم حامليها، ثم استشار  معاونيه وقضاة البلاد ، فأشاروا عليه بنجدة المستغيثين به ،  فأرسل يوشف بن تاشفين لملوك الطوائف العرب بالاندلس رسالة جوابية جاء فيها : 

«من يوسف بن تاشفين ..، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد، فإنه وصلنا خطابكم المكرم، فوافقنا على ما تضمنه من استدعائنا لنصرتكم، وما ذكرتموه من كربتكم، فنحن مبادرون لنصرتكم وحمايتكم ... » نفس المصدر السابق.

فجهّز القائد الامازيغي يوسف بن تاشافين جيشا ضحما من أقوى الفرسان الأمازيغ وتولى قيادته بنفسه وعبر به فورا الى الاندلس فكانت معركة الزلاقة الشهيرة التي إستمرت ثلاثة ايام والتي انتصر فيها جيش الملك الأمازيغي يوسف بن تاشافين إنتصارا عظيما وانهزم  فيها جيش ألفونسو .

 وقد أبلى الفرسان الأمازيغ في المعركة بلاءً عظيما دفاعا عن الملوك العرب و مسلمي الاندلس الى درجة إضطرار الحرس الخاص ليوسف ين تاشافين المكون من أربعة آلاف فارس الى النزول إلى قلب المعركة، فاستطاع أحدهم الوصول الى ألفونسو السادس ملك قشتالة ، وطعنه في فخذه بالسيف، طعنة نافذه. فأنقد الملك الامازيغي بذلك ملوك العرب بالاندلس من الهلاك ومن المدلة والخضوع ، وأخّر  سقوط الاندلس لأربعة قرون أخرى .

 لكن اليوم رغم  كل هذه التضحيات و المواقف العظيمة التي اسداها الامازيغ للعرب وسجلها التاريخ لازال اليوم الكثير من العرب خصوصا القومجيين منهم يقابلونها بالجحود والنكران بل ويحتقرون الامازيغ أيما إحتقار ويصفونهم باقدح النعوث ويسعون بكل خبث الى طمس واقبار اللغة والثقافة الامازيغية العريقة في وطنها كي تحل العروبة محلها!! ، فهل هناك ندالة ودناءة أبشع من هذه !!؟؟ .