إكتشافات أثرية هامة تؤكد عراقة الانسان الامازيغي في شمال افريقيا مند آلاف السنين

تؤكد كل الاكتشافات الاثرية  و الدراسات التاريخية أصالة وعراقة الانسان الامازيغي بشمال افريقيا مند ما قبل التاريخ، و كل الادلة الاركيولوجية تؤكد أنّ شمال أفريقيا منطقة مأهولة بالانسان منذ عصور ما قبل التاريخ ، وعبر مراحل تاريخية شكلت تسلسلا مستمرا و امتدادا للوجود البشري الامازيغي المستمر بالمنطقة حتى عصر التاريخ المدون  ، و هذه الحقب التاريخية السحيقة قبل الميلاد انتقل فيها أسلاف الامازيغ طبيعيا من مرحلة الصيد الى مرحة  الرعي وتربية المواشي الى مرحلة الزراعة ومنها الى عصر التجارة و التبادل و الاتصال بالشعوب المجاورة .

هذه الحقائق التاريخية و ايضا دراسات علم الجينات الحديث تفند و تنسف نسفا كل الاساطير و الخرافات و الاكاذيب التي تزعم بأن الأمازيغيين من أصول مشرقية عربية أو من اليمن!! ، كما يحلو لبعض الجهلاء المغرضين  تكرار هذه الخرافات المغرضة ، والرد البسيط على مزاعم هؤلاء ، هو صريح و واضح عن طريق الآثار و النماذج الأثرية التالية التي ترجع إلى أكثر من 100.000 عام قبل أن يعرف التاريخ شعبا إسمه العرب أو حمير باليمن . و قبل وجود الفنيقيين و الاغريق و  الرومان على مسرح التاريخ بقرون من الزمن.

إكتشافات أثرية هامة  تؤكد عراقة الانسان الامازيغي في شمال افريقيا مند آلاف السنين

نقوش صخرية لحروف تيفيناغ تعود لقرون سحيقة قيل الميلاد

إفري ن عمار  شمال المغرب

الموقع الاثري  إفري ن عمار شمال المغرب يعود تاريخ الانسان به  الى ما قبل  175 الف سنة 

 مكّنت الأبحاث التي قام بها المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث  والمعهد الألماني للأركيولوجيا بموقع إفري ن عمار  الواقع على بعد نحو 50 كيلومتراً جنوب مدينة الناظور شمال شرق المغرب. من اكتشاف عدد هائل من اللقى الأثرية  تعود إلى نحو 175 ألف سنة تتضمن حلي و رؤوس رماح وأدوات مذنبة استعملها الإنسان آنذاك في الصيد وأدوات أخرى كالمكاشط والمحكات والصفائح التي قد تكون استعملت في تقطيع اللحوم . و أصداف من صنف /ناساريوس/ استعملها الإنسان الشمال أفريقي القديم كحلى. وتعد هذه الادوات الاثرية المؤرخة بأكثر من 80 ألف سنة من أقدم أشكال التعمير الرمزي التي  تدل على اصالة و عراقة الانسان العاقل بشمال افريقيا . ويرجح الباحثون ارتباط هذا التعمير الرمزي بظهور اللغة .

بقايا الانسان المكتشف بموقع  إفري ن عمار  الذي يعود تاريخه الى حقبة ما قبل التاريخ 

موقع بئر العاتر بالجزائر 

تم كتشاف بقايا للحضارة العاترية الامازيغية  في منطقة بئر العاتر بولاية تبسة و التي تعود إلى العصرين الحجريين الوسيط و الأعلى (50000 سنة إلى 7500 سنة قبل الميلاد). وأبرزت الحفريات الأثرية الأسلحة المستعملة في الصيد و المصنوعة من الحصى و الخشب و الحبال عبارة عن فؤوس و رؤوس عصى الرماح   بحيث ظهرت هذه الصناعات خلال 15000 سنة قبل الميلاد بنواحي وهران قبل أن تنتشر في كل الساحل المغاربي خلال ال5000 سنة الماضية.

موقع تامرهات شمال الجزائر

بدأت الأبحاث الأثرية قبل التاريخية في هذه المنطقة، منذ العشرينات من القرن الماضي فقد توصّل الباحث إرمان في تنقيباته بكهوف وملاجئ زيامة إلى لعثور على بقايا أثرية متنوعة : هياكل عظمية مع بقايا اغراض و عظام الحيوانات التي كان الإنسان يصطادها (3) ، وتلت بعد ذلك أبحاث وتنقيبات أرامبورغ (4) وبراهيمي (5) وساكسون (6) في مواقع أفالو بو رمل (Afalou bou r mel) وتازا (Taza) وتامرهات (Tamarhat) أثبتت وجود صناعة قبل تاريخية تتكوّن من أدوات حجرية صغيرة الحجم تعود إلى الحضارة الإيبرومورية (ما بين 25000 و 10000 سنة ق.م.)

موقع تاسيلي جنوب الجزائر 

نقوش لحروف تيفيناغ تعود لقرون سحيقة قبل الميلاد نقشها اسلاف الامازيغ  

مند اوائل القرن الماضي قامت البعثات الاجنبية الاوربية باكتشاف  الكثير من  التحف الفنية التاريخية  في أشكال نقوش لحيوانات مختلفة و حروف تيفيناغ  في منطقة تاسيلي جنوب الجزائر نقشها اسلاف الامازيغ ويعود تاريخها لما قبل التاريخ  و تعتبر هذه المنطقة من المواقع الأثرية القديمة التي تعتبر احدى اكبر التجمعات الفنية الصخرية للنقوش الامازيغية حوالي  ( 15000 رسم و منحوت ) ، التي يرجع تاريخها إلى العصر الحجري الحديث عندما كان المناخ المحلي رطب بكثير مع تواجد السافانا بدلا من الصحراء.وتتنوع الصور الموجودة بين صور لعمليات رعي الأبقار وسط مروج ضخمة، وصور لخيول‏‏، ونقوش لانهار وحدائق غناء، وحيوانات برية، ومراسم دينية، وبعض الآلهة القديمة. وقد كان الوصول إلي اكتشاف هذه الكهوف صعبا ومتأخرا، نتيجة لوقوعها في قلب منطقة "جبارين" حيث الصحراء قاحلة والمناخ شديد الحرارة. يسكن السلسلة الجبلية فرع من امازيغ الطوارق وهم كل الأجّر يتمركزون في عاصمة تاسيلي جانت .

موقع أكاكوس بالصحراء الكبرى جنوب ليبيا

رسوم تاريخية  لحيوانات منقوشة بدقة عالية على الصخور مند حقبة تاريخية سحيقة جدا نقشها اسلاف الامازيغ 

من اهم المناطق التي تحتوى على الآثار الامازيغية الي تعود الى ما قبل التاريخ  هي جبال اكاكوس بصحراء فزان التي تشتهر بنقوشها القديمة، كما أنها غنية بمجموعة المنحوتات واللوحات المرسومة على الصخر أعلنت من قبل اليونيسكو كموقع للتراث العالمي في العام 1985 بسبب أهمية هذه اللوحات والمنحوتات والتي يعود تاريخ بعضها إلى 21,000 عام. والتي تعكس ثقافة وطبيعة التغيرات في المنطقة حيث عاش اسلاف الامازيغ . وهذه  اللوحات والمنحوتات هي لنقوش تيفيناغ و لحيوانات مثل الزرافات و الفيلة و النعام و الجمال وأيضا مجموعة من الناس و الاحصنة، صور رجال تصور مواضح الحياة المختلفة للإنسان الامازيغي القديم  مثل طقوس الصيد و الرقص و الاحتفال  .

موقع مقالع طوما وسط المغرب 

تقع هذه المقالع جنوب غرب الدار البيضاء على بعد حوالي 8 كلم. ترجع أهمية هذه المقالع إلى مجموعة من الاكتشافات التي تمت بها، حيث تم العثور على بقايا ما يسمى "بالإنسان القائم"( فك سفلي، عظام الجمجمة وفك علوي) وكذلك على أدوات حجرية ترجع إلى الفترة الأشولية وبقايا عظام الحيوانات.

ترجع هذه البقايا إلى حوالي 400.000 قبل الآن وقد أثبتت أعمال التنقيب بموقع طوما1 في عام 1986 إلى أن مجموعة من الأدوات تعود إلى العهد الآشولي القديم وترجع إلى حوالي 700.000 سنة. هذه الأدوات هي إحدى العلامات الذي تدل على أن استيطان الإنسان بالمغرب يرجع إلى حوالي بداية العهد البليوستوسين الأوسط.

موقع سيدي عبد الرحمان في الساحل الاطلسي للمغرب

يقع هذا الموقع جنوب مدينة الدار البيضاء وقد ابتدأت الحفريات بهذا الموقع منذ سنة 1941 وقد أدت أعمال استغلال هذا المقلع إلى اكتشاف مجموعة من المغارات: مغارة الدببة، مغارة وحيد القرن، مغارة الفيل، رأس شاتوليي.....هذا الموقع يكتسي شهرة كبيرة وذلك نظرا لبقايا الإنسان التي تم اكتشافها به سنة 1955 والتي تعود الى حوالي 200.000 سنة . ولقد تم اكتشاف مجموعة من الادوات الحجرية وبقايا مجموعة من الحيوانات التي تنتمي الى فصائل متنوعة. وهذا التراث المعروف على الصعيد العالمي هو مهدد بالاندثار وذلك نتيجة الزحف العمراني والمضاربات العقارية.
حلي تعود لما قبل التاريخ تم اكتشافها في المغرب 

موقع جبل يغود وسط المغرب 

الموقع يقع بين مدينتي آسفي ومراكش. الحفريات التي تم القيام بها بهذا الموقع أدت إلى اكتشاف بقايا الإنسان وخاصة جمجمتين مع أدوات ترجع إلى الفترة الموستيرية وعظام حيوانات.

دراسة عظام الإنسان جعلت الباحث " إنوشي" يصنفها في عداد الإنسان النيوندرتالي، لكن الدراسات الحديثة أثبتت أن إنسان جبل يغود هو إنسان عاقل بدائي.

تاريخ الموقع يمكن آن يوضع بين 90.000 و 190.000 سنة، الشيء الذي يبين أن إنسان يغود يمكن أن يكون قد عاش في نفس الفترة أو في عهد سابق لأول انسان عاقل عثر عليه بالشرق الأوسط.

مغارة تافوغالت شرق المغرب

تقع هذه المغارة بالمغرب الشرقي، على بعد حوالي 55 كلم شمال غرب وجدة. انطلقت الحفريات الأثرية بهذا الموقع منذ سنة 1951 من طرف مجموعة من الباحثين الأجانب وذلك بتعاون مع المغرب، وقد أسفرت عن مجموعة من النتائج المهمة وأثبتت وجود الانسان في المنطقة وذلك منذ العصر الحجري القديم الأوسط. وتبقى أهم حضارة يعرف بها موقع تافوغالت هي الحضارة " الآيبروموريزية" والتي أثبتت نتائج التأريخ تواجدها بالموقع بين 21.900 و 10.800 قبل الفترة الحالية. يتميز هذا الموقع بأهمية اللقى الأثرية والمتمثلة في مجموعة من الهياكل العظمية والأدوات الحجرية والعظمية وكذلك الحلي وبقايا عظام الحيوانات.

كهف تحت الغار شمال المغرب

يقع هذا الموقع جنوب شرق مدينة تطوان وقد تم اكتشافه منذ سنة 1955. الآستبارات التي تم القيام بها سنة 1984 وكذا الحفريات الأثرية الممتدة بين 1989 و 1994 أثبتت أن الموقع عرف الاستقرار خلال فترات ما قبل التاريخ وقبيل التاريخ، حيث عرف تعاقب مجموعة من الحضارات وهي كالتالي: مختلف حضارات العصر الحجري الحديث وخاصة ما يعرف بحضارة " الكارديال"، والحضارة الجرسية "Campaniforme " وحضارة عصر البرونز.

موقع الروازي وسط المغرب

يقع هدا الموقع على بعد 30 كلم من الرباط وهو عبارة عن مقبرة تم اكتشافها سنة 1980 . أسفرت حفريات الاتقاد التي تم القيام بها سنة 1982 على نتائج مهمة تخص العصر الحجري الحديث حيث تم اكتشاف بقايا الإنسان ومجموعة من اللقى الأثرية البالغة الأهمية: أواني خزفية، أواني من العاج وحلي من العاج....الفترة التاريخية التي تنتمي إليها هذه المقبرة هي العصر الحجري الحديث بمراحله الوسطى والحديثة والتي تؤرخ بحوالي 3800ق .م.

موقع مزوارة غرب شمال المغرب 

يوجد الموقع بدائرة العرائش وهو يعتبر من أشهر المآثر بشمال غرب المغرب . الموقع عبارة عن ربوة دائرية الشكل تقريبا( قطب شمال جنوب 54م شرق غرب 58م) محاطة بدائرة مكونة من 167 مسلة نحتها الانسان الامازيغي القديم بدقة متناهية على شكل أعمدة ضخمة، غير أن هذه الأعمدة أو المسلات قد اندثر مجملها بفعل الزمن وعوامل التعرية الطبيعية وكذلك البشرية. أهم ما يميز الموقع هو تواجد مسلتان يبلغ طول إحداها أكثر من أربعة أمتار وهو ما يعرف " بالوتد".

الأحجار العملاقة التي شيد بها سور الموقع وعظمتها تذكرنا بالمآثر "الميكاليتيكية" المتواجدة بجنوب إسبانيا والبرتغال. أما تاريخ بنائه فهو غير مضبوط، لكن يؤكد مؤرخون أنه يرجع إلى فترة ما قبل التاريخ أو بالأحرى الفترة الممهدة للتاريخ، أما بناؤه سنة 1600 ق.م  فيبقي مجرد فرضية.

موقع كمبوت جنوب تونس 

تم اكتشاف الموقع الأثري الذي يقع على بُعد 5 كيلومترات من مدينة صغيرة تسمى كمبوت، وتتبع لمدينة رمادة التابعة بدورها إلى محافظة تطاوين الامازيغية أقصى جنوب شرقي تونس. و يقع هذا الموقع تحت جبل  وهو عبارة عن مغارات وبناية صغيرة غير مكتملة ورماديات صغيرة وكبيرة (بناء دائري الشكل، يستعمل في عدة أشياء مثل الطهي). وتعودج هذه الاثار الى العصر الحجري، وهو تجسيد لما يُعرف في التاريخ بثورة العصر الحجري الحديث وهي لحظة وعي الإنسان بالحجارة حيث يجسد مشهد وجود بناء صغير بالحجارة بجانب مغارات طبيعية محفورة في الصخور .

النقوش الصخرية الامازيغية 

نقش صخري امازيغي يوجد بمنطقة الاطلس  بالمغرب ويعود لما قبل التاريخ 

تعتبر شمال افريقيا من بين المناطق العالمية الغنية بالنقوش الصخرية، وهذه النقوش نقشها اسلاف الامازيع على الصخور كتعبير فني على امتداد شمال افريقيا وهي تنتشر في عدة مناطق  بالمغرب و الجزائر و ليبيا و تونس و الصحراء الكبرى . ويعتبر موقع أوكيمدن، الذي يوجد على بعد 72 كلم من مدينة مراكش، إلى جانب موقعي ياكورت وغات، من أهم مواقع النقوش الصخرية بالمغرب. ويعد هدا الموقع متحفا حقيقيا  في الهواء الطلق يعرض مئات النقوش التي خلفها قدماء الامازيغ ( مند حوالي 5000 سنة)من خلال رسومات متنوعة والتي تجسد اشكال فنية متنوعة وبعضا من مظاهر حياتهم اليومية.

الخلاصة 

 تثبت كل هذا الاكتشافات الاثرية ، وهي عينة صغيرة فقط ، أن الإنسان الأمازيغي  كان موجودا بموطنه شمال افريقيا مند غابر الازمان كامتدادا لاسلافه القدامى و لم يأتي من الشرق الاوسط او اليمن في زمن ما كما يزعم ذلك بعض المغرضين من القوميين العرب ، لأن ارض شمال افريقيا لم تكن ارض خلاء  مند عصور ما قبل التاريخ و كل الادلة التاريخية تثبت عراقة الامازيغ بشمال افريقيا ، بل و تثبت أنه في هذا التاريخ كان اسلاف الامازيغ  متقدمين في تنظيمهم الاجتماعي ومنتوجاتهم الثقافية التي يدل عليها صنع واستعمال الحلي و النقش الفني على الصخور في وقت كان الإنسان في باقي المعمور لم يخرج بعد من حالة الطبيعة ليدخل إلى حالة الثقافة.