لمحة عن حياة الفنان الامازيغي الراحل المايسترو موحا أولحسين أشيبان

يعتبر الفنان الامازيغي الراحل المايسترو موحا اولحسن اشيبان احد أشهر الشخصيات الفنية في المغرب باعتباره أحد أشهر مؤدي الرقصة الاستعراضية الأمازيغية أحيدوس واحد اعمدتها الكبار ، ليس غريبا بالنسبة لمن يعرفون الرجل الذي له مكانته كواحد من أعلام الفن الامازيغي أحيدوس في المغرب، بل الاكثر شهرة منذ استقلاله حتى اليوم، وهذا ما جعل المعلنين التجاريين لايترددون عن اعتبار «موحا» ضمن نجوم الاعلانات رغم انه بلوغه من العمر عتيا.

ولد الفنان الامازيغي المايسترو موحا سنة 1916 في احدى قرى اقليم خنيفرة (وسط المغرب)، وبدأ حياته فلاحا ، وتعلم الغناء على يد والده قبل ان يلتحق بكتيبة الجنود المغاربة في الجيش الفرنسي التي شاركت في الحرب العالمية الثانية ضمن قوات الحلفاء ضد النازية سنة 1939، واشتهر بين رفاقه بعدم استطاعته مفارقة آلة الدف اثناء استراحة المحاربين. وبعد عودته للمغرب كون فرقة «احيدوس» للرقص والغناء الامازيغي العريق.


وعندما ذاع صيته في المغرب كانت فرنسا اول دولة اجنبية توجه له دعوة مع فرقته للمشاركة في المهرجانات الموسيقية، وزار العديد من الدول العربية والغربية والافريقية، وتم دعوته لإيقاد شعلة افتتاح كأس العالم في اسبانيا سنة 1982 بتشريف من عاهل اسبانيا الملك خوان كارلوس، والتقى في السنوات الماضية العديد من الملوك والرؤساء من ضمنهم الرئيس الاميركي الراحل رونالد ريغان، الذي اطلق عليه لقب «المايسترو» لقيادته فرقته بشكل لافت وهو يتنقل بين اعضائها برشاقة ضاربا على الدف، وقد عرض عليه الرئيس  ريغان ايضا  البقاء في اميركا لفترة خمس سنوات لتقديم عروضه الفنية في باقي الولايات ، ولكن حاجة المغرب له لتمثيله في الملتقيات والمهرجانات والمعارض الفنية محليا وعالميا حالت دون ان يلبي رغبة الرئيس الاميركي الاسبق.

فاز برنامج وثائقي حول "المايسترو" موحى أو الحسين أشيبان سنة 2005  بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان (الجزيرة) للإنتاج التلفزيوني. وقد  شارك خلال حياته الفنية في حواي  150 من الملتقيات الثقافية والمهرجانات الفنية الدولية في أفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة ، وقد حاز على عدة أوسمة وجوائز فنية دولية سلمت له من طرف شخصيات عالمية،  على رأسها  وسام الفنان العالمي الذي سلمته له ملكة بريطانيا سنة 1981 ، وقد عاش حياته في عمر مديد ناهز 113 سنة متمسكا طوال عمره بحياة الزهد والبساطة ولم يسعى قط وراء المال والجاه رغم احترافه فن أحيدوس منذ العام 1950 عندما اتخذه كمهنة فنية بمشوار طويل مما أكسبه لقب المايسترو بامتياز.


عرفت المهرجانات الفنية التي نظمت في المغرب في الفترة الاخيرة ومن ضمنها مهرجان الفنون الشعبية بمراكش، لاول مرة غياب الشيخ موحا، فقد حل محله ابنه البكر ، 40 عاما، في قيادة فرقة رقصة أحيدوس ، والتي يبلغ عدد افرادها 25 امرأة ورجلا، والذين ما زالوا يلقبون قائدهم السابق بـ«النسر» نظرا للحركات التي كان يؤديها برشاقة اشبه بنسر يتأهب للتحليق، لكن سكان قريته بالاطلس، والتي اخذت الفرقة منها جل رجالها في ابداية ، ظلوا يطلقون عليه بلغتهم الامازيغية اسم (أزم) أي الاسد.