الجزائر تهدد بدعم إقامة جمهورية الريف الأمازيغية شمال المغرب بعد إعلان المغرب دعم استقلال منطقة القبائل بالجزائر

خلفت المذكرة الدبلوماسية المغربية الموجهة لدول عدم الانحياز بالامم المتحدة و التي أعلن من خلالها المغرب عن دعم  حق ”تقرير مصير منطقة القبائل الامازيغية”، وتصريحات ممثل المملكة المغربية لدى الأمم المتحدة عمر هلال الداعمة لإسنقلال منطقة القيائل، موجة استنكار وإدانة واسعة من طرف أحزاب سياسية جزائرية ونخب ومواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبروا أن ما أقدم عليه المغرب سلوك خطير ويدفع نحو التوثر الذي سينقلب على حدود وخريطة المغرب.

في هذا السياق أنتشرت الكثير من التصريحات على مواقع التواصل وفي الصحافة الجزائرية لمواطنين ونخب سياسية وديبلوماسيين ورؤساء أحزاب سياسية جزائريين محسوبة على النظام الجزائر تهاجم المغرب وتدعو لطرد سفير المغرب ودعم إقامة جمهورية الريف الأمازيغية شمال المغرب كرد فعل صارم على موقف المغرب بالامم المتحدة الداعي لدعم إستقلال منطقة القبائل الأمازيغية شمال الجزائر...

من جانبه  أدان مكتب مجلس الأمة الجزائري (الغرفة العليا للبرلمان) موقف المغرب  واعتبر أن “الخطوة التي أقدم عليها مُمثل المملكة المغربية بالأمم المتحدة، لن تغفرها الجزائر للمخزن واصفا إياها بـ “السقطة غير المقبولة وغير المعقولة”...

العلم الجزائري المغربي الامازيغي


في المقابل ظهرت الكثير من منشورات رواد المواقع التواصل الاجتماعي ربطت بين دعوة المغرب لدعم حق الشعب القبائيلي الامازيغي في تقرير مصيره الذي يرتكز في دعوته على الجانب اللغوي ، وما يمكن أن يواجهه المغرب بالداخل من مطالب مماثلة على أساس لغوي ، وأطلق جزائريون على موقع تويتر هشتاغ:  “#جمهورية الريف الديمقراطية” واخر يدعو إلى “#طرد السفير المغربي بالجزائر” وآخر تحت شعار “الجزائر خط أحمر”  كرد على دعوة المغرب لتقرير مصير منطقة القبائل الامازيغية شمال الجزائر.

وفي هذا السياق أيضا كتب الإعلامي الجزائري جمال معافة على حسابه الرسمي بموقع فايسبوك بأن “الجزائر واحدة موحدة بكل أبنائها وكل شبر من أراضيها المسقية بدماء شهدائنا يا نظام المخزن… كان أولى لكم السعي لاسترجاع سبتة ومليلة وإعطاء أهل الريف الأمازيغ حقوقهم وتطبيق لوائح الأمم المتحدة بخصوص تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي”.


في حين نشر الإعلامي الجزائري نصر الدين بن حديد المقيم بتونس على موقع “فايسبوك” تدوينة عنونها بـ “نظام المغرب: من فقا عينه فما ظلم إلا نفسه” جاء فيه: عندما نسلّط أضواء التحليل المجرّد من أيّ عاطفة، ونُعمل أدوات النقد المعمول بها في مجال العلوم السياسيّة، نجد أن تصرّف النظام المغربي حين أشار إلى حقوق “الشعب القبائلي” لا يعدو أن يكون سوى نمط من أنماط “الانتحار السياسي”، لأنّ الإشارة إلى منطقة القبائل في الجزائر على أنّها ملك لشعب “القبائل” سيستوجب يوما ما، طال الزمن أو قصُر الحديث عن “الشعب الأمازيغي” داخل التراب المغربي و”حقوقه” في إقامة “دولة مستقلّة”. مضيفا بأنه “يمكن الجزم أنّ الأطراف الصهيونيّة الشريكة في هذه “اللعبة المغربيّة”، التي وعدت باستفزاز الجزائر من باب تحسين شروط التفاوض لا غير، قد فتحت على الرباط (عن قصد ودراية وإمعان) “أبواب البلاء” .

وفي قراءته للموقف المغربي رأى الكاتب الصحافي الجزائري حمزة محصول أن المغرب “أراد من خرجة السفير هلال إلحاق أكبر قدر من الحرج للجزائر، عندما اختار دول حركة عدم الانحياز وهي مساحة نفوذ تقليدي وقوي وقائم على مبادئ راسخة بالنسبة للجزائر”، مشيرا إلى أن الخطوة “تأتي بعد أسابيع قليلة من تصنيف الجزائر لـ”الماك” كحركة إرهابية، ليقدم بذلك دليلا قطعيا على دعمه لجماعة تخريبية إرهابية وبالتالي صنف نفسه بنفسه كراع للإرهاب ضد بلد جار”.

واعتبر حمزة محول في تصريحه للصحافة أن المغرب يريد اللعب على وتر الإثنيات، والأقليات الاثنية لإلحاق الضرر بالبلدان التي لا تشاطر رؤيته لحل النزاع في الصحراء الغربية، لكن الأمر سيرتد عليه، ففتيل جمهورية الريف وأمازيغ المغرب ما زال قابلا للاشتعال وبأقوى شرارة ممكنة”.

وكانت الخارجية الجزائرية قد وصفت، في بيان لها أمس الجمعة، تصرف المغرب بـالمغامر اللامسؤول والتحريضي، معتبرة إياه انحرافا خطيرا، “وطالبت الجزائر من جارتها “توضيحا حول موقفها النهائي من الحادثة الخطيرة”، مشيرة في البيان ذاته إلى أن “تصرف المغرب يندرج ضمن حملتها المعادية للجزائر”.