مؤرخون: عملة المرابطين الأمازيغ كانت أقوى عملة في العالم في عصرها مثل الدولار اليوم بالادلة

بعدما أنشأ المرابطون الأمازيغ  إمبراطوريتهم الكبرى في شمال افريقيا التي كانت حدودها تمتد من نهر السينيغال جنوبا الى  شمال شبه الجزيرة الايبيرية شمالا الى تخوم بحيرة تشاد شرقا، أسسوا مدينة مراكش وإتخدوها عاصمة حكمهم،  وسكّوا عملة خاصة بهم من الذهب الخالص، وقد كانت هذه الأمازيغية أقوى عملة في عصرها وعملة التعامل  بين تجار ضفتية البحر الابيض المتوسط لإنها مسكوكة من الذهب الخالص.

 وهي العملة التي عرفت في سائر بلدان البحر الابيض المتوسط والحوليات القشتالية، في عصرها، باسم [ EL MARAVIDI ]  أي (( المرابطي )) ....

ويؤكد المؤرخون الاجانب، على راسهم ستيفان اودوان Stéphane Audoin، والموسوعات التي تذكر هذه العملة  الذهبية التاريخية القوية، انها تحكمت في أسواق العالم لفترة طويلة من الزمن في عصرها، فكانت بمثابة (( العملة الموحدة )) في جميع الجهات بين التجار من مختلف بلدان العالم في عصرها...

الدينار المرابطي اقوى اغلى عملة في العالم القديم
عملة المرابطين الامازيغ  من العملات النادرة اليوم المصنوعة من الذهب الخالص

لقد ضرب المرابطون الامازيغ  عملتهم الخاصة من الذهب الخالص، بكميات وفيرة جدا، وكان عليها إقبال كبير في داخل امبراطوريتهم وفي خارجها، لكونها مصنوعة من الذهب الخالص، وقد قلدها بعض ملوك أوروبا مع احتفاظها بنفس الاسم الذي هو [ EL MARAVIDI ]. بسبب سمعتها الكبيرة وثقثة الناس فيها وقوتها التجارية في عصرها.

ومما يؤكد إستعمال الدينار المرابطي كوحدة نقدية في سائر أوروبا المسيحية، ما جاء في  احدى الوثائق التاريخية أن :

" كونط دو بروفانس سنة 1162م  يعد الإمبراطور بان يدفع له مبلغ 12 الف دينار مرابطي".

وقد جرى تداول الدنانير المرابطية الذهبية في سائر بلدان البحر الابيض المتوسط، وهكذا نرى أن كُونْطْ دُو بْرُوفَانْسْ يعد عام 1162م الإمبراطور بأنه يدفع له مبلغ إثني عشر ألف دينار مرابطي .

وقد جرى تداول الدنانير المرابطية في أوروبا الغربية  أيضا حيث عثر على دنانير منها دفائن بِدِيرِ طُولُونِ وفرنو و سانت رومان.


وكان التجار المشارقة والمغاربة الوافدون على الإسكندرية يحرصون على ان يتقاضوا أثمان سلعهم بالعملة المرابطية التي كانت بالتأكيد أكثر قيمة من غيرها من العملات المتداولة في مصر آنداك، بل إن سمعة العملة المرابطية امتدت شرقا إلى ابعد من مصر، فثمة وثيقة صينية مؤرخة في سنة 1187م تقول : إن مولاپني(( MULAPNI )) وهي محرفة من كلمة مرابطي، المركز التجاري لأقطار حوض المتوسط.

وحتى عندما نقرأ عن محاولة كريستوف كلومبوس القيام برحلته الاستكشافية في اواخر القرن الخامس عشر صيف 1492م نجد ان ملكة قشتالة تزوده بمليون ومائة واربعين الف دينار من عملة( ( المرابطي )) الذي كان اسمه وما يزال يجلجل في الاركان.

 وكانت هذه العملة تعرف في العالم الاسلامي وفي المشرق الاقصى بإسم الدينار المرابطي الذهبي، نسبة إلى أمبراطورية المرابطين الأمازيغ الذين سكّوها بعدما بسطوا نفود حكمهم على النصف الغربي لشمال افريقيا والاندلس والسينيغال منذ منتصف القرن الحادي عشر ميلادي واستمر حكمهم  قرنين من الزمن.

وهكذا نرى هذا الدينار المرابطي يقوم بدور هام في الحياة الاقتصادية لسائر بلدان حوض البحر المتوسط في العصر الوسيط.

وكان قد اكتشف علماء فرنسيون في علم الأركيولوجيا أكثر من ألفي قطعة نقدية قديمة تعود الى دولة المرابطين الأمازيغ.

وبحسب ما نقلته الصحافة الفرنسية، فالاكتشاف جرى في منطقة كلوني، الواقعة وسط شرق فرنسا، من طرف أساتذة وطلبة في شعبة الأركيولوجيا التابعة لجامعة ليون 1 و2. ما يِؤكد أن سكان أوربا الوسطى أيضا كانو يتعاملون تجاريا بعملة المرابطين ويعملون على  إدخارها.

وقد قام رجال البحث بتحليل كيماوي لعدد من النقود المرابطية بالنسبة لفترة ما بين 1050م إلى سنة 1200م للتدليل على صحة ما ذهب اليه المؤرخون الاقتصاديون من أن عملة المرابطون المصنوعة من الذهب الخالص قامت بدور بارز في الحياة الاقتصادية لبلدان حوض البحر المتوسط في القرون الوسطى.

وقد أثبتت هذه الدراسة الدور الكبير الذي قام به المرابطون الأمازيغ في إزدهار التجارة  وفي توزيع الذهب المغربي في منطقة البحر المتوسط حيث كان لتجارتهم نشاط كبير ونفود ملحوظ، كما حظيت عملتهم بسمعة كبيرة في الاوساط التجارية الدولية في عصرها.

وهكذا نرى ان دول أوروبا على ذلك العهد، ولو انها تعتز بسيادتها الوطنية وتدافع عنها، الا انها لم تجد مانعا، ومع كل ذلك من تقبل وضع كان يفرضه ازدهار اقتصادها وانتعاش ثرواتها بإعتماد الدينار المرابطي في تعاملتها التجارية الخارجية.

المصادر:
الموسوعة البريطانية
مقالة للدكتور المغربي عبد الهادي التازي نشرتها أكاديمية الممبكة المغربية في أحد أعداد مجلتها.
الموسوعة الحرة ويكيبيديا.