صدور المعجم الإسباني الأمازيغي بدعم من الحكومة الإسبانية
تعززت المكتبة الأمازيغية خاصة ومجال الدراسات المعجمية على وجه العموم بصدور عمل معجمي هام، يتعلق الأمر بالمعجم الإسباني الأمازيغي والأمازيغي الإسباني تكناريت للدكتور الجامعي أحمد صابر.
ويقع هذا المعجم في حوالي 470 صفحة من الحجم المتوسط وهو صادر بدعم من برنامج تنمية اللغة الإسبانية بالجامعات المغربية وهو برنامج يحظى باهتمام كل من الحكومة الإسبانية ووزارة الثقافة ومعهد الدراسات الإسبانية البرتغالية والسفارة الإسبانية بالمغرب وجامعة محمد الخامس بالرباط.
ويعتبر الدكتور أحمد صابر، مؤلف المعجم، أستاذا باحثا في العديد من المجالات: اللسانيات، الترجمة، التواصل الثقافي، التاريخي. وهو حاصل على الدكتوراه من جامعة محمد الخامس بالرباط، ويعمل حاليا عميدا لجامعة ابن زهر. وسبق له أن أصدر سنة 2008 كتابا هاما بعنوان: جزر الكناريا وشمال إفريقيا، متوازيات لسانية وثقافية (مثال المغرب).
ويتضمن هذا العمل الجديد إهداء وكلمة شكر ومقدمة كتبها الدكتور حسن بكري من جامعة ابن زهر بأكادير متناولا فيها تاريخ اهتمام البحث العلمي الإسباني بالثقافة واللغة الأمازيغيتين خاصة من خلال زاوية الأعمال المعجمية بكل من منطقة الريف والجنوب المغربي، إذ توقف في هذا المضمار عند عدد من التواريخ الكرونولوجية ذات الدلالة والتي تؤرخ لإنجاز أعمال ودراسات لسانية ومعجمية أمازيغية إسبانية عبر فترات تاريخية طويلة وممتدة. إضافة إلى تقديم عام أنجزه المؤلف نفسه هذه المرة محاولا قدر الإمكان تحديد الدواعي الكبرى التي حدت به إلى إصدار هذا العمل بالإجابة عن سؤال: لماذا الحاجة إلى معجم مزدوج إسباني أمازيغي، أمازيغي إسباني؟ .
حيث أشار فيها إلى الأدوار والمهام الكبرى الملقاة على عاتق كل الباحثين خاصة مع تزايد الاهتمام بالثقافة واللغة الأمازيغيتين كإرث إنساني عالمي في الكثير من الجامعات والمعاهد العليا بأوربا وكذلك بالمنطقة المغاربية. كما تطرق فيها إلى الاهتمام الذي توليه جامعة ابن زهر بأكادير باحتضانها لشعبة الدراسات الأمازيغية وماستر اللغة الأمازيغية منذ سنة 2006 حيث أصبحت الحاجة العلمية إلى مختلف الأدوات العلمية من معاجم لغوية ومؤلفات متخصصة أكثر ملحاحية من أي وقت مضى.
ويتضمن هذا المعجم الجديد مدخلين: إسباني أمازيغي ثم أمازيغي إسباني، إضافة إلى ملحق خاص يهتم بترجمة التعابير الحوارية المعروفة في اللغة الإسبانية إلى اللغة الأمازيغية، كما أن مدخل كل حرف على حدة يتضمن صورة أيقونية تحيل على مظهر من مظاهر الحياة الثقافية في منطقة تامازغا (شمال إفريقيا) وهو ما يحيل على نوع من تخليد هذه المظاهر الثقافية والاحتفاء بها.
غلاف المعجم الأمازيغي الاسباني |
ومن نافلة القول الإشارة إلى فوائد مثل هذه الأعمال المعجمية الكبرى، فمثل هذا المعجم من شأنه أن يعزز الرصيد المعجمي المتوفر حاليا على مستوى اللغة الأمازيغية مع استحضار حاجات هذه الأخيرة طبعا إلى أدوات معجمية سواء المتخصصة أو المتعددة المداخل اللغوية، كما أن الدراسات الأجنبية بدورها (الإسبانية في هذه الحالة) تتوفر على أداة جديدة تقترب منها من الغنى اللغوي والإنساني للأمازيغية وهو ما بمقدوره تحفيز الباحثين الأجانب إلى المزيد من الاهتمام والعناية بهذا المعطى الثقافي واللغوي الهام.