لمحة عن القائد الأمازيغي أنطالاس الذي طرد الوندال من شمال افريقيا

يعتبر القائد الأمازيغي أنتالاس  (أنطالاس) Antalas ، أحد أعظم  القائدة العسكريين الأمازيغ في القرن السادس الميلادي بشمال أفريقيا .

 وقد لعب القائد الأمازيغي أنطالاس دوراً رئيسياً في إنهاء الوجود الوندالي نهائيا بشمال افريقيا، بعدما خاض حروبا  طاحنة ضد الوندال  Vandales، والدين قاومهم  بشراسة حتى تم طردهم نهائيا بشمال افريقيا خلال النصف الأول من القرن السادس عشر الملادي .


وُلد القائد الأمازيغي أنتالاس سنة 499 ميلادية في  منطقة بيزاسينا Byzacène (وسط تونس الآن). وقد بدأ حياته العسكرية  مبكرا في سن 17 ، حوالي 516 م .  وسرعان ما جمع  آلاف المؤيدين الأمازيغ من حوله ، وأصبح قائد فرقة عسكرية خاصة ، وحوالي 517 ، خلف والده في الحكم.

وفي عام 529 ، بدأ في  خوض معارك مفتوحة ضد  التواجد الوندالي في سواحد شمال افريقيا . و في عام 530  كون  جيش أمازيغي كبير من كل القبائل الامازيغية  وحقق في نفس العام  انتصارا حاسما  ضد الوندال  Vandales  تحت حكم ملكهم  الوندالي هلدريق Hildéric  وهو ما أدى في الاخير الى أنهيار مملكة الوندال ثم سقوطها  نهائيا  سنة 533. 

الوندال شمال افريقيا
المناطق الساحلية التي احتلها الوندال بشمال افريقيا  قبل طردهم

 والوندال  Vandales هم قبائل جرمانية زحفت منذ مطلع القرن الخامس الميلادي من ألمانيا إلى إسبانيا ومنها إلى شمال أفريقيا (وذلك في سنة 429 م) بقيادة زعيمهم جنسريق Genséric حيث انتهز الوندال فرصة اضطراب الأحوال في  شمال أفريقيا بعد إنخصار الممالك الأمازيغية الكبرى،  فعبروا البحر الابيض المتوسط ،  وأحتلو سواحل شمال افريقيا وضموا إليها جزيرة صقلية والعديد من جزر البحر المتوسط، وسرعان ما تحوّلوا إلى أعظم قوة بحرية في غرب البحر المتوسط حينها.  

وفي عام 455، احتل الوندال مدينة روما فخربوها واستباحوها وقتلوا إمبراطورها وأخذوا الإمبراطورة ليسينيا إيدوكسيا وابنتها رهينتين، وفي عام 530 أعلن القائد الأمازيغي أنطالاس Antalas الحرب ضد الوجود الوندالي بسواحل شمال أفريقيا،  وبعد حروب طاحنة تمكن من هزيمتهم أخيرا سنة 530 م ، فإنحصر وجودهم بجزيرة صقيلية وجزء صغير من سواحل شمال افريقيا (تونس حاليا) .

 وفي عام 533 م أرسل الإمبراطور البيزنطي جستينيان الأول قائده بيليساريوس على رأس حملة عسكرية كبيرة استطاعت أن تحل محل الوندال في شمال أفريقيا سنة 534م. فدخل أنطلاس في مواجهات عنيفة ضد  البزنطيين أيضا والتي إستمرت أربع  سنوات أخرى حتى استشهاده،  فأستمرت المقاومة الشعبية الأمازيغية ضد الوجود البزنطي حتى ظهور الملك الأمازيغي أكسيل الذي أتم القضاء على الوجود البزنطي في شمال افريقيا.

المصادر:

  • The Prosopography of the Later Roman Empire, Volume III
  • History of the Later Roman Empire
  • (Antalas ) Encyclopedia Wikipedia English version