خطير: تنظيم "القطط" العروبي بالجزائر يدفع بالبلاد نحو المجهول ويسعى لحرب أهلية بين المستعربين والأمازيغ

لقد أبان الصراع السياسي في الجزائر، الدائر حاليا بين إرادة الشارع الذي يطمح للتغيير الحقيقي وبين سلطة تقليدية مستبدة متمسكة بمواقعها، عن النوايا العنصرية الحقيقية لدى بعض الافراد والتنظيمات بالجزائر، وأضحت قضية الهوية ألعوبة بين أيدي بعض الانتهازيين منهم رغم مخاطر الانفجار على الجميع، بعدما سمح الحراك الشعبي بدفع المكنونات المكبوتة نحو السطح، تحت نشوة التلذذ بالحرية، أو المناورة بها لأغراض ايديولوجية.

فقد صدمت الأصداء الواردة من اجتماع سري، عقد مؤخرا في مدينة مستغانم بغرب البلاد، الرأي العام الجزائري، وأبانت عن أخطار حقيقية تهدد كيان الدولة والسلم الاجتماعي في البلاد، قياسا بالأفكار والتصورات العنصرية التي تداولها لقاء “تنظيم القطط” العروبي، تجاه أحد أبرز مكونات المجتمع والهوية الوطنية وهو الجزء الأمازيغي الاصيل...

وكان شعار “صفر قبائل”، أحد أبرز التصورات التي تداولها ناشطون معادون للمكون الأمازيغي بالجزائر بكل وقاحة، وأظهر التسجيل المسرّب من نقاش دار بين الحاضرين وبين المنظرين، أن الشعار  المستفز “صفر قبائل” الذي يرمز إلى “جزائر دون أمازيغ” لم يرق للجميع بسبب عنصريته، ما دفع بعض التنظيمات الحاضرة للتدخل والاعتراض...



ويلمح جزء من النقاش الذي ورد في التسريب المذكور، إلى أن المسألة تتعلق بتنظيم بصدد التهيكل في مختلف الولايات والمحافظات والبلديات، يضطلع بتجريد العنصر الامازيغي من أي نفوذ في المراكز والمؤسسات وقطع الطريق عليهم للوصول إلى أي موقع مهم في المستقبل، وحصر وجودهم في الجزائر كالأهالي والاقليات المقهورة.

وأطلق المجتمعون على أنفسهم تسمية “القطط” تيمنا بكبيرهم “الماريشال القط”، وهو الاسم المستعار للناشط السياسي محمد الوالي، الذي قضى سنوات من عمره اشتغل خلالها على تغذية خطاب عنصري معاد للأمازيغ بالجزائر وحملهم مسؤولية الوضع الذي تعيشه البلاد منذ عقود، وانتقد ما وصفه بـ”التغلغل المنظم” لهم في مؤسسات الدولة كالجيش والاستخبارات، والإدارة والإعلام والمصارف والأعمال والشركات الكبرى على حساب من كان يصفهم بـ”الأغلبية العربية”.

وبغض النظر أيضا عن الخلفيات السياسية والأيديولوجية لقرار الجنرال قايد بن صالح، القاضي بحظر رفع رايات الهوية الأمازيغية في المسيرات والمظاهرات شهر  يونيو الماضي، وما أثاره من جدل واحتقان لدى الشارع، إلا أنه سمح بإندفاع بعض خفافيش الظلام المعادية للأمازيغية من جحورها خاصة بعض المتطرفين المستعربين الذين يتوهمنو انفسهم عرب ويتعصبون لعروبة وهمية فباتوا يحاربون العنصر الأمازيغي علنا بالحزائر بأساليب عنصية خسيسة ما قد يقود البلاد نحو المجهول .

ويبدو أن حضور ناشطين معتدلين من منطقة القبائل إلى اجتماع مستغانم، قد أعاق المرور المرن لتصور “صفر قبائل” العنصري، الذي يرمز إلى “جزائر دون أمازيغ”، في كل مراكز السلطة وصنع القرار، رغم وفاء الأمازيغ للمشروع الديموقراطي الذي ناضلوا من اجله مند عقود ضد كل اساليب الحكم المشرقية الديكتاتورية الدخيلة.

08/09/2019 
 عن مصدر جزائري مطلع.