كيف جاءت عبارة (أنا مزاوك فيك) الاستعطافية الى الدارجة المغربية ؟ .. الامازيغية تكشف السر

جل المغاربة يرددون عبارة (أنا مزاوك فيك) عند إستعطاف أحدهم للصفح عنه،  دون ان يعرفوا أصل هذه العبارة وكيف ظهرت في الدارجة المغربية بهذا المعنى؟ 

لن تفيدنا العربية الفصحى هنا للبحث عن اصل هذه العبارة، ومن أين جاءت الى الدارجة، ولا الفرنسية أيضا، لكن الأمازيغية هنا فقط هي التي ستجيب عن سر  هذه العبارة...


كان المجتمع الأمازيغي القديم يطبق قوانين خاصة به ضد المخالفين ومرتكبي الجرائم والجنح كالقتل والسرقة والضرب والتخريب ...الخ،  وكانت تلك القوانين تسمى "إزرفان"، وكانت العقوبات فريدة  من نوعها عبارة عن غرامات مالية من المواشي "تافكورت"، أو إستضافة وإطعام أفراد القبيلة "توفرا"، أو التهجير والنفي من القبيلة "أزواك" أو مصادرة الممتلكات ..الخ ، وذلك حسب نوع  وشدة الجريمة. 

وكانت أقصى العقوبات التي تُطبق هي نفي المتهم وتهجيره عن القبلة ومصادرة ممتلكاته، أو بعبارة أوضح إجبار أهل القرية على مقاطعته وترحيله ومصادرة بيته وأرضه حيث يهاجر رغما عنه، ويسمى المتهم حينها بالامازيغة "أمزواك amzwag" أي المهاجر رغما عنه، و يلجأ  عادة الى قبيلة أخرى بعيدة كالمتسول في احسن الاحوال "ليزاوك" في أهلها (نيكي زاوكغ غيتون)، أي أنا أطلب منكم الصفح و لن أكرر الفعل مرة اخرى، لكي يستضيفوه ويصفحوا عنه ويطعموه، ومن تم جاءت عبارة "أنا مزاوك" المتداولة بالدارجة المغربية عند إستعطاف احدهم لطلب الصفح، ومن تم تمدد معناها لتشمل الاسعطاف بصفة عامة.

ومن الطرائف انها اصبحث تستخدم كدعاء  أحيانا عند الشدائد الهموم التي تواجه الانسان المغربي عموما : أنا مزاوك في آسيدي ربي ... ، وهناك مئات العبارت الاخرى ذات الاصل الأمازيغي متداولة بكثرة في الدارجة المغربية مما يؤكد أن الامازيغية متجدرة في حياة المغاربة المستعربين مهما حاولوا التنكر لها.