الادارة الأمريكية في عهد ترامب تغير نظرتها للمغرب: المسألة الأمازيغية أهم بكثير من مسألة الصحراء

صدر يوم 13 مارس 2019 التقرير السنوي الامريكي الجديد الذي تعده وزارة الخارجية الأمريكية عن حقوق الإنسان في العالم، تحت إدارة الرئيس الجديد دونالد ترامب هذه السنة.

وتُظهر القراءة الأولية لهذا التقرير الجديد في الجانب المتعلق بالمغرب، مقارنة مع التقارير السابقة، والتي تنشرها الإدارة الأمريكية سنويًا ، تغييراً جذريًا في أهم  القضايا في المغرب وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها الجديد.

تقرير وزارة الخارجية الامريكية لحقوق الانسان عن المغرب


فمقارنة بالتقارير السابقة، يلاحظ أنه لأول مرة تولي الادراة الامريكية للمسألة الأمازيغية الأولوية و الأهمية الكبرى في جميع الفصول أمام مسألة الصحراء والقضايا الاخرى.

فقدخصصت وزارة الخارجية الأمريكية حيزا كبيرا لوضعية اللغة والثقافة الأمازيغيتين وللتهميش الإقتصادي الشديد الذي تعاني منه المناطق الناطقة بالامازيغية ضمن تقريرها الجديد، حيث سجلت "وجود تراجعات وتضييقيات على العديد من المسائل المرتبطة بالأمازيغية، خصوصا في مسائل التنمية وتدريس اللغة الأمازيغية، كما إعتبر  التقرير المناطق الأمازيغية هي الأكثر فقرا في التراب المغربي، بفعل السياسة العدائية التي تنهجها الدولة المغربية مند عقود حيث تعمل على نهب ثرواتها المعذنية الغنية وتصادر اراضي السكان بدعوى تحديد الملك الغابوي، وهي نفسها  المناطق التي تنتشر فيها الهشاشة وتستفحل فيها الهجرة نحو المدن الداخلية "بسبب افتقارها لأبسط الخدمات الاساسية" حسب نص التقرير.

في التحليل السياسي ، هذا أمر مهم للغاية.

و وفقًا لبعض المحللين، فإن هذا قد يكون ترقية داخلية من قبل الإدارة الأمريكية. لكن من الذي يمكن أن يتجاهل  أنه خلال تاريخها طوال 40 عامًا ،قبل بروز المسألة الأمازيغية، كانت لمسألة الصحراء  إهتماما نسبيا من قبل الغربيين، لكن بعد بروز المسألة الأمازيغية والتعريف بها دوليا بفعل نضال الشعب الامازيغي الأصلي بشمال افريقيا، تغيرت المعادلة و أصبحت التقارير الدولية المهتمة بحقوق الانسان تولي المسألة الأمازيغية الاولوية والاهتمام مقارنة بغيرها من القضايا دات الطابع الحقوقي بالمغرب وشمال افريقيا .

وقد نالت المسألة الأمازيغية مشرعية وإعترافا دوليا أكثر، حيث لم يناضل سلميًا لعقود من الزمن أي شعب في العالم بأسره من إجل نيل حقوقه اللغوية والثقافية والاعتراف الرسمي بلغته في دستور بلاده . لكن هناك شعب واحد في العالم فقط  قام بذلك ، إنه الشعب الامازيغي . وحسب محللّين فإنه من الناحية الإستراتيجية لدى الادراة الأمريكية ، فإن المسألة الأمازيغية  أصبحت أكثر أهمية بكثير ، لكون دعمها مساهمة قوية في كبح الفكر الظلامي ومحاربة وإجتثات جذور الارهاب الذي يتغذى من الفكر الوهابي المشرقي  .

إليك النسخة الكاملة للتقرير السنوي لسنة 2019 الذي اصردته وزارة الخاجية الامريكية حول حقوق الانسان في المغرب ، كما نُشر ، وسنعود إلى هذا الموضوع بمزيد من التفاصيل فيما بعد .