الفلسطينيون يعلنون تأييدهم للبوليزاريو وصدمة كبيرة في صفوف المغاربة المستلبين المهوسين بفلسطين

مباشرة بعدما تعّمد العديد من النشطاء الحقوقيين والسياسيين المغاربة تجاهل مسأة معتقلي حراك الريف المظلومين وعائلاتهم، وفضّلوا تنظيم  وقفة احتجاجية بالرباط امام البرلمان يوم الجمعة الماضية للتضامن مع الفلسطينيين، فكان من غرائب الأقدار أن جاء رد الفلسطينيين صادما وصاعقا بعد يومين فقط، حيث أعلن النشطاء الفلسطينين عن اعترافهم وتضامنهم مع جبهة البوليزاريو، المعادية للمغرب، وتأييدهم لها، واعتبروا المغرب ضمنيا "دولة إحتلال" مثل اسرائيل وإعتبروا الصحراء منطقة محتلة مثل فلسطين !!.


وقد كان ذلك خلال مسيرات "العودة الفلسطينية" بقطاع غزة، حيث رفعت خلال تلك المسيرات أعلام جبهة البوليساريو، جبناً مع العلم الفلسطيني، ولم يرفع  خلالها علم المغرب، مع مشاركة "اللجنة الفلسطينية للتضامن مع الشعب الصحراوي"، في المسيرات التي تأتي من أجل توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية، وكأن لسان حال الفلسطينين يقول لا حاجة لنا بتضامنكم أيها المغاربة المستلبين المغفلين.

 فلسطينيون في غزة يرفعون علم البوليزاريو ويعلنون دعهم لـ"الشعب الصحراوي"

وقد صرّح الفلسطيني محمد أحمد ماضي، رئيس "اللجنة الفلسطينية للتضامن مع الشعب الصحراوي"، في تصريحات صحفية لمواقع البوليساريو، أنه "رَفَعَ علم الجزائر وعلم الصحراء الغربية ويعرف ما الذي يفعله، وإذا قال المغرب أنه يَشْتَغِلُ لصالح جبهة البوليساريو فل يقدم بيانات تؤكد تلقي أموال بهذا الصدد"، مضيفا أنه " لا يتعامل مع منظمة إرهابية بل مع شعب يوجد في شمال القارة الإفريقية".

محمد أحمد ماضي، رئيس "اللجنة الفلسطينية للتضامن مع الشعب الصحراوي
الفليسطيني محمد أحمد ماضي، رئيس "اللجنة الفلسطينية للتضامن مع الشعب الصحراوي"، يرفع علم البوليزاريو داخل بيته


وأضاف رئيس اللجنة الفلسطينية للتضامن مع الشعب الصحراوي، معلناً عدم اعترافه بمغربية الصحراء أن: "شعب الصحراء، تمثله حركة لها مسؤولين في مقر الامم المتحدة معترف بهم من طرف المنتظم الدولي، ولهم سفارات في دول العالم بما في ذلك إفريقيا".

وبالموازات مع ذلك تم تنظيم يوم تعريفي بقضية "الشعب الصحراوي" بفلسطين، حيث توافدت أعداد كبيرة من الفلسطينيين على خيمة رئيس "اللجنة الفلسطينية للتضامن مع الشعب الصحراوي" على حدود قطاع غزة، حيث تم رفع علم البوليزاريو وارتداء الزي التقليدي الصحراوي بالإضافة لتقديم شروحات عن تاريخ القضية الصحراوية و نضال "الشعب الصحراوي"  . وحضرت وسائل إعلام عربية وفلسطينية لهذا الحدث الذي أثار انتباه المشاركين في فعاليات مسيرة العودة الكبرى .

ويأتي كل هذا بعد عقود من المسيرات والتظاهرات في المدن المغربية للتضامن مع فليسطين، والتي تدعوا لها ابواق الاحزاب العروبية والاسبلامية في المغرب وفي مقدمتها حزب العدالة والتنمية التي ترصد لها كل الامكانيات وتجلب لها الحشود .

آلاف المغاربة المستلبين في مسيرة سابقة بالرباط تهتف بغزة و فلسطين 

 نتمنى ان يكون هذا الحدث الصادم درسا ورسالة مفهومة لهؤلاء المغاربة المستلبين المهوسين بفلسطين الى حد الجنون، والذين يهتمون الى حد الهوس بكل قضايا المشارقة التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ويتجاهلون قضاياهم الوطنية الاساسية التي تهم الشعب المغربي مثل قضية معتقلي حراك الريف وجرادة وقضية البطالة والتهميش والفقر  والفساد. والذي يتهمون النشطاء الأمازيغ بالصهيونية بسب موقفهم المحايد من الصراع العربي واليهودي وتعاطفهم مع القضية من منطلق إنساني وليس ايديولوجي. 

تجدر الإشارة، إلى أنه مباشرة بعد اعلان الزفزافي تعرضه للتعذيب في مخافر الشرطة بأساليب مهينة للكرامة، قامت مجموعة من النشطاء الحقوقيين والسياسيين المغاربة، بتجاهل ذلك وفضّلو تنظيم وقفة احتجاجية بالعاصمة الرباط، يوم الجمعة الماضية، تضامنا مع الشعب الفلسطيني الذي يخوض مسيرات العودة التي انطلقت منذ يوم 30 من مارس الماضي، تلبية لدعوة العديد من الفصائل الفلسطينية. و هو التضامن الذي لم يكترث له الفلسطينيين اصلا الذين اعلنوا في المقابل تضامنهم مع "الشعب الصحراوي"، فكان جزاء المغاربة الذين تكبدوا عناء الاحتجاج وسط الرباط جزاء سنمار .