تخريب لوحات فنية مكتوبة باللغة الامازيغية بتونس من طرف أشخاص متعصبين للعروبة

قام  أشخاص متعصبين للعروبة بتونس بتخريب وفسخ لوحتين كبيرتين تحملان كتابة بالخط الامازيغي تيفيناغ بريشة الفنان التونسي ضو القمودي على واجهة بشارع الحبيب بورقيبة وسط مدينة المكناسي التونسية بولاية سيدي بوزيد.

وكانت احدى هذه اللوحات النادرة تحمل رسم لأمرأة أمازيغية مع كتابة بالحروف الامازيغية  تيفيناغ تعبيرا عن الانتماء للقارة الافريقية حسب قول الفنان التونسي ضو القمودي الذي قام برسمها ، وأخرى تحمل اسم مدينة المكناسي باللغة الأمازيغية باسلوب فني جميل، فقام هؤلاء الأشخاص المتعصبين للعروبة بتخريب اللوحتين، وطمس معالمها ومحو محتواها بشكل كامل ، بدعوى أنها "تمس بالعروبة و تهدد الانتماء العربي لتونس" حسب تبريرهم !!! .

الامازيغة تونس

تفاصيل أكثر في تسجيل صوتي لصاحب اللوحات الفنان ضو قمودي الذي عبر عن صدمته واستغرابه من تخريب اللوحتين الامازيغيتين دون غيرهما، والذي اصبح مهددا لا لشي سوى لقيامه بإبراز الجدور الحضارية الامازيغية لبلده تونس في الفضاء العام  بطريقة فنية :

التسجيل الصوتي 




حادثة تخريب وإزالة اللوحتين الامازيغيتين من شوارع مدينة المكناسي بتونس استنكرها مجموعة من الفنانين ونشطاء المجتمع المدني الاحرار بتونس  الذين عبروا عن غضبهم ورفضهم لهذا العمل الحقير  ورفضهم لقمع الفنان باسم الايديولوجيا، مصرحين أن لكل فنان الحق في التعبير الحر عن آرائه و افكاره وعما يخالجه بريشته دون ترهيب او قمع، وبعضهم  تساءل  هل  أصبح الفن جريمة؟ وهل اصبح الاعتراف بانسانية الانسان معضلة؟ وهل التعبير عن الانتماء الى القارة الافريقية جريمة؟ وهل كتابة احرف باللغة الامازيغية باتت تهديدا للعرب والعروبة؟ اسئلة طرحها أيضا كل من شاهد التخريب الحقير الذي طال اللوحتبن بعد ان ازدانت باجمل الرسومات الفنية الامازيغية.

كما عبر  بدوره رئيس جمعية فن المكناسي عن رفضه لهذه الحادثة بالقول « عندما تصبح الأيديولوجيا مبررا لقمع الآخر و الاعتداء على أعماله الفنية فهذا يؤكد ضعف مستوى من يدعون الدفاع عن العروبة... ضو ڤمودي شاب أبدع في عديد المناسبات ورسم على جدران مدينة المكناسي عديد اللوحات الفنية والتي تحمل في كل مرة رسائل راقية بعيدة عن الصراعات الأيديولوجية ونظرية المؤامرة التي تتغلغل في مخيلة البعض . ما حدث مهزلة تؤكد افلاسهم و عجزهم على التعبير والتغيير في مجتمعنا» .

يذكر أن تونس تاريخيا هي بلد أمازيغي، و حتى إسم تونس الحالي هو إسم أمازيغي محض وهذا ما يجهله جل العروبيين المتعصبين للعروبة والذين يحاربون الامازيغية في تونس رغم كون تونس في عمقها التاريخي والثقافي تنبض بالهوية الامازيغية ولايزال جزء من سكانها ناطقين بالامازيغية الى اليوم.

فهل تؤكد هذه الحادثة أيضا مقولة ابن خلدون الشهيرة "أينما حل العرب حل الخراب"؟.