لنبدأ بتسمية بلدنا ومعالمنا بأسمائها الأمازيغية الأصلية ! ولنقاطع المصطلحات المزيفة المغرضة !

قد يكون هناك من يرى أن مسألة المصطلحات والتسميات ما هي إلا شكليات سطحية لا تسمن ولا تغني من جوع، وأن الأهم هو الاعتراف بالهوية الأمازيغية واللغة، والدمقرطة، والعلمانية السياسية، والمساواة...إلخ فقط . 

وهذه النظرة قد تكون صائبة إذا تعلق الأمر بمصطلحات محايدة ذات أهمية محدودة، ولكن حينما يتعلق الأمر بأسماء متعلقة بوجودنا وتاريخنا وإنتماؤنا كالإسم الذي نطلقه يوميا على البلد الذي ننتمي إليه تاريخيا و ولدنا وترعرعنا فيه،و وطن أجدادنا، فإن أهمية هذا المصطلح تصبح مركزية لأن المسألة مسألة هوية وتاريخ وإنتماء حضاري  وليست فقط مسألة شكليات.


مصطلح "المغرب" كلمة أجنبية تم فرضها بعد الحماية على الشعب الأمازيغي من طرف النخبة الفاسية المخزنية ،التي أورثها المستعمر الفرنسي السلطة ، على أنها الاسم الشرعي والوحيد لهذا الجزء الغربي من العالم الأمازيغي تامازغا. وقبل ذلك لم يكن  مصطلح “المغرب” معروفا قبل ذلك سوى كإسم لأرض شمال افريقيا عامة لدى المؤرخين المشارقة، بينما كانت هذه الكلمة قبل ذلك مجهولة لدى عامة السكان خصوصا الشعب الأمازيغي . 

بينما الإسم التاريخي للبلد هو الاسم الامازيغي : مراكش، و هو الاسم الأكثر تاريخية وشرعية عبر التاريخ الحقيقي لبلادنا. ورغم الشرعية التاريخية لكلمة “مراكش” والشيوع الشعبي لكلمة “المروك” المشتقة منه ، فقد تم تجاهل هذين المصطلحين وتعويضهما بمصطلح غريب وأجنبي على السكان هو “المغرب” .

كلمة “المروك” ما تزال مستخدمة من طرف العديد من المواطنين ، وأحيانا للنقد والتنكيت والسخرية من الوضع ومن النظام كأسلوب من أساليب النقد الذاتي الشائعة لدى كل الشعوب. ومن المثير للاهتمام أن المواطن العادي حينما يتحدث عن وطنه فهو يعمد تلقائيا إلى تجاهل المصطلحات الرسمية ذات الحمولة المتكلفة مثل “المغرب” و”المملكة” ويختار الرجوع إلى الأصل واستخدام كلمات متجدرة أو شعبية بسيطة مثل “المروك” و”لبلاد” و”ثامورث” و”تامازيرت”.

زيادة على ذلك فإن أقرب شعب إلينا في العالم (على جميع المستويات) وهم إخواننا الجزائريون (أو الدزايريون) يسموننا المروك والمروكيين، وليس “المغرب” ولا “المغاربة”، ويستوي في ذلك الناطقون بالأمازيغية الجزائرية والناطقون بالدارجة الجزائرية. ولا نسمع منهم “المغرب” إلا في نشرات الأخبار الإنشائية المكتوبة بلغة عربية كلاسيكية لا يتكلمها أحد في البيت ولا في الشارع الجزائري. والمروك كلمة مشتقة من “مراكش” الامازيغية  وقد تكون متأثرة بالكلمات الأوروبية المشتقة هي الأخرى من “مراكش”.

علال الفاشي أحد زعماء مزوري  هوية وتاريخ بلاد مراكش


مراكش” هو الاسم الأكثر عمقا وأصالة في تاريخنا منذ ما يزيد عن تسعة قرون . كانت العاصمة مراكش مركزا إداريا وسياسيا لكل مناطق البلد في عهد المرابطين والموحدين وبدايات تاريخ المرينيين، ثم عادت مجددا كعاصمة للسعديين. وبقي اسم "مراكش" عبر التاريخ متداولا بشكل رسمي في الداخل والخارج  إسما للبلد حتى بعدما لم تعد مدينة مراكش عاصمة للبلد، وظلت كل الدول المتعاقبة على البلد تعرف بـ "سلطنة مراكش" .

ولا يمكن إغفال ذلك الدليل الآخر الساطع والمحفور في كل اللغات الأوروبية وهو كلمات Marruecos و Morocco و Marokko و Marocco و Marroc و Maroc. وكلها كلمات مشتقة من كلمة “مراكش” الأمازيغية التي كانت الاسم الوحيد الذي عرف به التجار الأوروبيون بلادنا التي كانوا يتوافدون عليها للتجارة. 

أما في اللغتين الآسيويتين: الفارسية (إيران وأفغانستان) والأوردو (باكستان) فإنهم مازالوا يسمون بلادنا “مراكش” إلى حد هذه اللحظة. زيادة على أن العرب (وإلى وقت قريب جدا) كانوا يسمون بلادنا مراكش وليس المغرب. ولم يبدأ العرب في السبعينات والثمانينات باستخدام كلمة “المغرب” إلا بعد إصرار الدولة المخزنية التي أسسها اليوطي على ترويج مصطلح “المغرب” وقتل كلمة “مراكش” الامازيغية وحصرها في مدينة مراكش والتي حاولوا تغييرها أيضا بإسم المدينة الحمراء !!!.
"Marrakesh" (مراكش) remains the current name for Morocco in many south Asian languages such as Persian (Iran), Urdu (Pakistan), Punjabi (India) and Pashto (Afghanistan). Also in Egyptian and Middle Eastern Arabic literature the name for Morocco (as a distinct country/state) was "Marrakesh" (مراكش), until about the 2nd half of the 20th century.
The word "Marrakesh" is made of the Berber word combination Mur N Akush meaning "Land of God".

عندما استقل المروك شكليا عن الاستعمار الفرنسي (الذي يسمى في أدبيات المخزن بـ سلطات الحماية)، لم تستشر النخبة المخزنية  الشعب في أي شأن من شؤونه المصيرية. فغيروا اسم البلاد حسب أهوائهم ، وفرضوا التعريب ، وفرضوا العربية لغة رسمية ولغة التعليم والإدارة والإعلام دون أن يستشيروا أحدا. ولم يشرح أحد للشعب الأمي المسكين (في الاستفتاءات الصورية) آنذاك أن الامازيغية لغة الأجداد قد تقرر قتلها وتعويضها بلغتين أجنبيتين، وتعريب البلد، وأن اسم البلاد قد تقرر أن يكون “المغرب”!

أثناء انعقاد "ندوة اتحاد المجامع اللغوية العربية" في الرباط في نونبر 1984 ،  بشر العروبي المخزني الموريسكي عبد الهادي التازي إخوانه العرب المشارقة،قائلا: 
"إذا كان لي ما ألخص به نجاح حركة التعريب طيلة ربع القرن الأخير من حياة المغرب المعاصر، فبهذه الكلمة القصيرة: إن ما حققته المملكة المغربية، بعد الاستقلا ، يفوق ما حققه المغرب عبر أحقابه التاريخية الطويلة، منذ أن فتحه عقبة بن نافع."

أنظروا الى قمة الدناءة ومنتهى الشوفينية والخساسة كيف يفتخر أمام المشارقة ويبشرهم بنجاح جريمة  إبادة اللغة الامازيغية وطمس الهوية الامازيغية وإحلال العروبة محلها !!! . 

لكن التأريخ يسجل، والشعب الأمازيغي لم يقل بعد كلمته بعد في ما يخص هذه الجرائم ، وغيرها من القضايا. لقد فكروا في مكاننا وقرروا عنا وحكموا باسمنا ونفذوا على ذمتنا !. وقد حان الوقت لتغيير هذا التاريخ الفاسد! والبداية تكون دائما بالرموز والمصطلحات من أجل تعبيد الطريق لصلب الأمور!

إن النخب السياسية العروبية التي قررت أن يكون اسم بلادنا عربيا رغما عن التاريخ وضدا على الجغرافيا إنما هي راغبة في فرض وعيها العرقي العروبي المريض على الشعب الأمازيغي من أجل حكمه والتسيد عليه. يريدون إجبارنا على التبعية للمشرق العربي وجعل  هذا “المغرب”  يدور في فلكه ويستمد هويته من موقعه الغربي على بوصلة الأصل العربي المشرقي.

إن المثقفين والمواطنين الاحرار الغيورين على هذا الوطن يجب أن لا يقبلو بتسمية بلدهم باسم أجنبي مغرض لا أصل له في ثقافتهم وتاريخهم ، ولا معنى له سوى في ثقافة المشارقة ، ولم يعرفه أهل البلاد أبدا إلا بعد خروج الاستعمار الفرنسي ونصبه لذوي الطرابيش الحمراء من الأندلسيين الفاسيين، الخونة المتواطئين مع الاستعار،أوصياء على مصالحه الاقتصادية وحماة للغته الفرنسية ولإرثه الاستعماري.

لنبدأ بتسمية بلدنا ومعالمنا بأسمائها الأمازيغية الأصلية ، ولنطبق الامر على جميع أسماء المدن والاماكن الجغرافية التي طال أسماءها التعريب والتزوير و نقوم بإحياء أسمائها الامازيغية الاصلية، ولنقاطع المصطلحات المخزنية المزيفة المغرضة !