وضعية كارثية للأمازيغة بالاعلام العمومي مقابل طغيان العربية رغم ان الأمازيغ يدفعون ملايير الضرائب سنويا


بعد خمس سنوات من إطلاقها ، لاتزال القناة الثامنة "تمازيغت" دون المستوى المطلوب  الذي يأمله المشاهد المغربي الناطق بالأمازيغية رغم أنها القناة الوحيدة بالمغرب المخصصة للامازيغية ، مقابل 10 قنوات تبث بالعربية على مدار اليوم !!.

ورغم ذلك فقناة تمازيغت مجبرة ايضا على تقديم نسبة من برامجها بالعربية أيضا!!!، بل ولاتزال هذه القناة تعيش عدة اكراهات أهمها وأكبرها هو اقتصارها على 12 ساعة من البث المعاذ، منذ 2010 سنة إحداثها وحتى بعد مضي أزيد من اربع سنوات على دسترة اللغة الأمازيغية لغة رسمية للبلاد، وبعد اصدار دفاتر التحملات التي أوصت منذ 2012على الانتقال بها للبث الدائم 24 ساعة/24 لكن ذلك لم يحدث حتى اليوم !!. 




هذه الوضعية الكارثية والمتردية لا تعيشها قناة "تمازيغت" فقط، بل الأمازيغية بصفة عامة بمختلف المنابر الاعلامية العمومية الاخرى التي تمول من ضرائب الأمازيغ ، فرغم أن دفاتر التحملات لسنة 2012 أوصت بضرورة تخصيص 20% على الاقل من برامج القناة الاولى باللغة الامازيغية (رغم أن الأمازيغ يشكلون نصف السكان) إلا أن ذلك لم يتحقق حتى الأن رغم البرمجة الجديدة لبرامج القنوات، وعلى العكس من ذلك فالقناة الأمازيغية زادت مادتها باللغة العربية عن 20% التي أوصت بها تلك الدفاتر!!!!. 

نفس الوضع تم تسجيله بالقناة الثانية "2M" التي لم تدرج في طلبات عروضها أي برنامج باللغة الأمازيغية، وكذا قناة "مي دي 1" التي ما تزال تصك آذانها عن كل ما له علاقة باللغة الامازيغية ضمن باقة برامجها، والأمر عينه يقال عن قنوات: الرابعة والرياضية والعيون الجهوية والمغربية والسادسة والأفلام. 

وفيما يخص البرامج الأمازيغية التي تبث بالقنوات العمومية التي تمول من ضرائب الأمازيغ وثروات وطنهم  فإنها  تعرف عدة اختلالات خطيرة وتعيش وضعية كارثية لا تتساوى فيها الاازيغية مع برامج اللغات الأخرى كالعرية والفرنسية !!! .

 سواء من حيث انتاج البرامج الأمازيغية التي هي أقل بكثير من نظيراتها غير الأمازيغية، أو من حيث لغة التواصل مع الجمهور، أو من حيث جودة المنتوج ومدى مراقبته ومتابعته، وسواء من حيث الترجمة وكلفتها المختلفة بين الترجمة للعربية والترجمة للأمازيغية، وسواء في ظروف اشتغال العاملين في الاعلام الأمازيغي التي لا تقارن بظروف اشتغال العاملين في الاعلام غير الأمازيغي... 

وطبقا للهدف الذي سطره "المركز المغربي للإعلام الامازيغي" في قانونه الأساسي، القاضي برصد وضعية الأمازيغية في الاعلام العمومي ومتابعة ظروف العاملين به وانتاج تقرير سنوي حياله، جاء هذا التقرير الأول من نوعه ببلادنا الخاص بوضعية الامازيغية في الاعلام العمومي أسودا وكارثيا . حيث أورد التقرير ما يلي : 

أولا: البرامج والأعمال التلفزيونية بين دفاتر التحملات وطلبات العروض 


تؤكد وزارة الاعلام والاتصال طبقا لما جاء في المادة 11 من دفتر تحملات الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة على أن الشركة تعتمد على برمجة تعكس تنوع مقومات الهوية المغربية وتجلياتها الثقافية واللغوية والفكرية والمجالية والاجتماعية، المنفتحة على الثقافات واللغات الاجنبية والقيم العالمية وتساهم عبر مختلف برامجها في ابرازها وإغنائها...

كما تلتزم الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة ببث البرامج التي تدخل في اطار الالتزامات الكمية المنصوص عليها بهذا الدفتر، بالعربية والامازيغية والتعبيرات المغربية ماعدا في حالة التزام مخالف منصوص عليه في المواد 39 و60 و96 و120 و124 من هذا الدفتر. 

بمعنى أنه من الواجب استعمال اللغتين العربية والأمازيغية والتعبيرات المغربية جنبا الى جنب دون مفاضلة أو إقصاء ماعدا في الحالات الاستثنائية المنصوص عليها في المواد السالفة الذكر.

فما مدى تطبيق هذه المقتضيات اليوم؟ 

A ـ القنوات العمومية 

1- القناة الأولى الوطنية : 

لقد أوصت دفاتر تحملات الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة في المادة 39 المتعلقة بالتنوع اللسني الخاص بالقناة الأولى على أن "تخصص الأولى 70% على الاقل من مدة الشبكة المرجعية باللغة العربية وباللسان الحساني الصحراوي واللهجات المغربية الأخرى و20% على الأقل بالأمازيغية. ويمكن للأولى أن تخصص برامج باللغات الأجنبية الأكثر تداولا في العالم. ويمكن للقناة مخالفة النسب السالفة الذكر في حدود 05% لكل منها اذا دعت الضرورة الى ذلك." 

- حجم التنفيذ: 
لا يتم احترام بث 20% من برامج الأولى باللغة الأمازيغية، والتي لاتتجاوز في احسن تقدير 10% ، وعادة ما ثبت البرامج الامازيغية بها بالفترات الصباحية وبعد الظهيرة بعيدا عن أوقات الذروة، كما أنها في عمومها برامج مملة لانها معادة ومترجمة لا غير . ولا يبث أي برنامج بها في باقة برامج المساء حيث دروة المشاهدة.بينما تبث 90% من برامجها بالعربية.

2- القناة الثانية 2M: 

نسبة البرامج الامازيغية ضئلة جدا وهي برامج في عمومها معادة ومترجمة عن العربية، وحتى نشرة الأخبار الخاطفة بالأمازيغية هي نشرة مترجمة عن العربية وتبث بالصوت فقط دون تخصيص مقدم أخبار خاص بها!!!. 

هذه النسبة الضئيلة من البرامج الأمازيغية بالقناة الثانية تبث خارج أوقات الذروة في الصباح الباكر وبعد الظهيرة، ولا يبث أي برنامج بها في باقة برامج المساء والظهيرة. بالإضافة الى ذلك تبث القناة برامج بالعربية تحتقر الانسان الأمازيغي !!. 

3- قناة الرياضية 

تنص المادة 102 من دفاتر التحملات على أن: تبث الرياضية، بصفة منتظمة، نشرتين للأخبار في اليوم على الاقل، باللغتين العربية والامازيغية. 

- حجم التنفيذ: 
ولا برنامج واحد باللغة الأمازيغية، 0% من التنفيذ 

4- قناة الرابعة 

تنص المادة 120 الخاصة بالتنوع الثقافي واللغوي بدفتر التحملات على أن: تبث قناة "الاسرة والطفل" برامجها أساسا باللغة العربية والامازيغية مع انفتاحها على اللغات الاجنبية، وترفق البرامج المقدمة بغير اللغة العربية بترجمة مكتوبة الى اللغة العربية اذا أمكن ذلك. 

- حجم التنفيذ: 
ولا برنامج واحد باللغة الأمازيغية، 0% باستثناء إعادة بث بضعة برامج قناة تمازيغت.

5- قناة المغربية

مما جاء عن التنوع اللسني بالمغربية حسب المادة 96 من دفتر التحملات هو أن "تبث القناة برامجها باللغة العربية والفرنسية والاسبانية وبالانجليزية." فقط !!!

- حجم التنفيذ:
تبث القناة اعادة لبعض برامج قناة تمازيغت ضمن برامجها المؤقتة .

6- قناة السادسة: 

تبث قناة السادسة بشكل يومي بعض البرامج الدينية باللغة الأمازيغية .

7- قناة السابعة: 

تنص المادة 107 الخاصة بالخصائص العامة للبرمجة لقناة السابعة: تساهم في تثمين التنوع الثقافي واللغوي في المغرب عبر بث الاعمال التخيلية التلفزية والسينمائية بالامازيغية. 

- حجم التنفيذ: 
تبث القناة السابعة أحيانا نادرة بعض أفلامها باللغة الأمازيغية 

8- تمازيغت: 

أوصت دفاتر تحملات الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة المغربية في المادة 60 الخاصة بالتنوع اللسني بالقناة الثامنة تمازيغت على أن "تخصص تمازيغت على الاقل 70% من مدة الشبكة المرجعية باللغة الامازيغية مع مراعاة التنوع اللساني، وعلى الأقل 20% باللغة العربية وباللسان الحساني الصحراوي واللهجات المغربية الأخرى. 

ويمكن لقناة تمازيغت أن تخصص برامج باللغات الأجنبية الأكثر تداولا في العالم. ويمكن للقناة مخالفة النسب السالفة الذكر في حدود 05% لكل منها إذا دعت الضرورة الى ذلك. ترفق البرامج الناطقة بالامازيغية بترجمة مكتوبة باللغة العربية وفي البرامج التعليمية تضاف أيضا كتابة ما يبث بحرف تيفيناغ حسب الامكانيات المتوفرة." 

- حجم التنفيذ: 
يلاحظ بقناة تمازيغت أن الجزء الخاص فيها باللغات الأخرى قد تم تجاوزه حيث نجد اللغة العربية حاضرة بقوة في عدة برامج دون ترجمة وبشكل مستفز أحيانا. ولا تتجاز نسبة البث بالأمازيغية أحيانا 50% والباقي بالعربية رغم ان هذه القناة الوحيدة اليتيمة تم تحصيصها للأمازيغية.

كما يلاحظ أن جل البرامج الامازيغية دون المستوى الاحترافي المطلوب ، كذلك يلاحظ أن البرامج الأمازيغية هي التي تقوم فقط بترجمة مكتوبة للعربية . 

9- ميدي 1 تي في: 

نصت دفاتر تحملات قناة "MEDI 1 TV" في المادة التاسعة منها على أن القناة ستسهر على ضمان التنوع الثقافي واللغوي للمجتمع المغربي. 

- حجم التنفيذ: 
لا يوجد برنامج واحد باللغة الأمازيغية بقناة ميدي 1 تي في. !!!!

10- قناة العيون الجهوية: 

لا يوجد برنامج واحد باللغة الأمازيغية بقناة العيون الجهوية 

B - المحطات الاذاعية: 

فيما يخص الالتزامات المطبقة على الخدمة الاذاعية للشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة وفق دفاتر التحملات فإنها في المادة 124 المتعلقة بالتنوع الثقافي واللغوي تقول بانه تبث البرامج حسب اختيار خدمة البث الاذاعي للشركة وخصوصا بحسب مصدرها والجمهور الموجهة اليه وساعات بثها باللغة العربية والامازيغية والتعبيرات المغربية أو بلغة أجنبية. 

وفي المادة 126 الخاصة بالاذاعة الوطنية تؤكد على أن الاذاعة الوطنية تبث برامجها باللغة العربية أو التعبيرات اللسنية المغربية على مدار الساعة. 

- الإذاعة الأمازيغية: 

ما تزال تقدم برامجها بتجهيزات قديمة بدائية وبشكل تقليدي لا يرقى لمنافسة منتوج الإذاعة الأخرى وتصر إدارتها على لهجنة الأمازيغية ضدا على معيرتها. 

بالإضافة الى انها الإذاعة الوطنية الوحيدة التي لا يغطي بثها مساحة 24 ساعة !!! . بالاضافة الى أن ترددها لا يغطي كامل التراب الوطني .

- إذاعةMFM : 

قلصت الاذاعة نسبة بثها باللغة الأمازيغية من ساعة و نصف يوميا الى 03 دقائق يوميا فقط !!!، والتي تنحصر في نشرة الأخبار. بعد حذفها لبرامج دينية و اجتماعية ناطقة بالأمازيغية. 

- إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم: 

تبث إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم بشكل يومي برامج دينية باللغة الأمازيغية 

- إذاعة RADIO Plus: 

نسبة بثها باللغة الأمازيغية لا تتجازو ساعتين يوميا، وتبث على الصعيد الوطني. 

- إذاعة 2M: 

لا تتجاوز نسبة بثها باللغة الامازيغية ثلاثة دقائق يوميا !!!، وتنحصر في نشرة الأخبار. 

D ـ باقي الاداعات التي تغيب بها الامازيغية نهائيا 

 يغيب البث باللغة الامازيغية في الإذاعات التالية: 
ASWAT 
Hit radio 
Med radio 
Midi 1 
Lux radio 
Médina radio 
Atlantic radio
radio Mars 


أهم الملاحظات المسجلة على برامج الامازيغية بالاعلام العمومي 

- ضعف المضمون والجودة –التقنية والفنية واللغوية- في أغلب البرامج المقدمة والمواضيع المقترحة وضيوف الحلقات والطريقة الإخراجية، في خرق واضح للالتزامات المتعاقد عليها بين القناة وشركات الانتاج، حيث أن أغلب هذه الأخيرة ماتزال تعمل بمنطق: "إنها فقط قناة تامازيغت"، في تبخيس وتحقير واضح للمشاهد وللمشتغلين بهذا المجال. 

- أخطاء في كتابة اللغة الأمازيغية بحروف تيفيناغ سواء في البرامج التي تنتجها القناة أو التي تنتجها شركات الإنتاج لصالح القناة. 

- الاستمرار في تكرار الأخطاء اللغوية من قبل المنشطين والمعلقين والصحفيين دون تصحيح . 

- بعض مقدمات ومقدمي الأخبار والبرامج بالامازيغية لا يستعملون اللغة الأمازيغية بل يتكلمون بلغة عربية بروابط أمازيغية. 

- كل البرامج الأمازيغية بالقناة الثانية والأولى تبث في الصباح وبعد الظهيرة خارج أوقات الذروة ، ولا يبث أي برنامج بها في باقة برامج المساء والظهيرة. 

- هناك نقص كبير وغياب في: 


· غياب برامج حوارية حقيقية، هادفة، في السياسة والشأن العام باللغة الأمازيغية. 

· غياب برامج للأطفال باللغة الأمازيغية، نظرا لما لهذه الشريحة من أهمية في الحفاظ على اللغة والثقافة والقيم المغربية. 

· غياب برامج تعنى بالتكنولوجيا المعلوماتية والعلوم الحديثة والطبيعية والاجتماعية، وكأن الامازيغية ليست لغة للعلم والمعارف. 

· غياب برامج تربوية هادفة ومبنية على أسس علمية ولسنية تستعمل لغة معيارية موحدة لكل فروع اللغة الأمازيغية. 

سلبيات تطغى على البرامج الامازيغية دون غيرها

- سهرات يغلب عليها طابع الفولكلور والبهرجة وتقزيم أصالة وتراث الوطن والمواطنين المغاربة، خاصة الناطقين منهم باللغة الأمازيغية. 

- فرض الترجمة النصية باللغة العربية (sous titrage) على كل البرامج الأمازيغية، وعدم فرض الترجمة النصية باللغة الامازيغية على البرامج العربية في باقي القنوات. وهذا من شأنه تكريس منطق التبعية وضرب المكتسبات الدستورية التي ساوت بين اللغتين الرسميتين للبلاد. 

- ضعف التجديد والعصرنة والابتكار في اخراج برامج القناة الثامنة، حيث نجدها لا تتساير مع روح التطور في مجال السمعي البصري. 

- الاعتماد على دبلجة مسلسلات وسيتكومات وأفلام بالية أستهلكت تعود لسنوات خلت كان المشاهد المغربي قد انتقدها في التلفزة المغربية نظرا لرداءتها ونراها تعاد عبر منبر القناة الثامنة باللغة الأمازيغية بعد مرور عشرات السنين على إنتاجها، وهذا فيه انتقاص للمشاهد المغربي والناطق بالأمازيغية بالخصوص. 

هذه الملاحظات وغيرها ساهمت في تراجع نسبة المشاهدة بنسبة كبيرة حسب المتتبعين والمنظمات الأمازيغية والحقوقية، كما ساهمت في نفور المواطنين من الأمازيغية التي تعكسها القناة الثامنة في رداءة المنتوج وضعف الأداء وغياب الابداع والابتكار والافتقار للجودة والاتقان. 

وضعية العاملين في حقل الاعلام الأمازيغي: 

- يعيش العاملون التقنيون والصحفيون و الإداريون وضعية جد مزرية وفقا لتصريحاتهم بأنفسهم لوسائل الإعلام المختلفة، وضعية لا تشجع على الإبداع والابتكار والخلق والتتبع. 

- وضعية غير مشرفة تلك التي يعيشها العاملون التقنيون والصحفيون بالبرامج الامازيغية في شركات الإنتاج، وضعية أقل ما يقال عنها أنها استغلال ممنهج للطاقات الشابة وتبخيس واحتقار لما يقومون به من أعمال، فمن جهة هم مجبرون على العمل كمتعاقدين (فري لانس) مع الشركات بأثمنة أقل بكثير من نظرائهم العاملين في الاعلام غير الأمازيغي، ومن جهة أخرى هم مهددون بالتوقف عن العمل في أية لحظة بمجرد انتهاء مدة تسجيل البرامج ما يعني أنهم يعيشون عدم استقرار دائم، ومن جهة ثالثة فان هؤلاء الصحفيين والمنشطين والتقنيين والمعدين والمترجمين والمعلقين يعملون بدون أية حقوق تضمن سلامتهم ودون الاستفادة من الضمان الاجتماعي وغيره لأنهم مجبرون على العمل كأشخاص ماديين (فري لانس). 

- جميع العاملين اليوم في الشركات الخاصة من غير المشتغلين بعقود دائمة هم مهددون بالطرد في أية لحظة، وسيتم تعويضهم بآخرين قد يكونون أقل منهم سعرا لا أعلى جودة وأداء، وهذا ما خلف لنا بطالة ملحوظة في صفوف مجموعة من المنشطين التلفزيونيين والصحفيين والمعدين في حقل الاعلام الامازيغي، ومن شأن هذه البطالة أن تزداد سنة بعد أخرى مالم يتم حماية حقوق هؤلاء العاملين من طرف الوزارة والقناة الثامنة نفسها. 
- ليس هناك أجر محدد ومضبوط وفق القانون للعاملين بشركات الانتاج في حقل الاعلام الأمازيغي، وهذه الشركات تشتغل بمنطق البقاء للأقل سعرا، ومنها من تتراجع عما اتفقت عليه مع الصحفيين والتقنيين دون وازع أخلاقي ومهني سواء من حيث الأجرة أو العمل المتفق عليه.

- الموارد البشرية العاملة بالقناة الثامنة تعتبر قليلة ولا يمكنها مسايرة انتظارات الشعب المغربي، الذي يبغي الجودة والتطوير والابتكار، حيث يلاحظ المشاهد البسيط أن فقرة الأخبار مثلا تكون في أغلبها اقتباسات مترجمة عن الأولى والقناة الثانية، بل وفي أحايين عدة يقدم جزء كبير من روبورطاجاتها بصوت نفس المعلق. 


 مقارنة بين كلفة البرامج وكلفة الترجمة: 

يتضح انطلاقا من مجموعة من طلبات العروض المقدمة من طرف الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة المغربية وجود تمييز واضح فيما يخص كلفة برامج القناة الأولى والقناة الثامنة، حيث أنه نجد برنامج بنفس المدة ونفس المكونات والاهداف بثمن مختلف بين القناتين، حيث يكون السعر بالقناة الأولى دائما أعلى منه بقناة تمازيغت، فقط لأن الأول ينتج باللغة العربية والثاني باللغة الأمازيغية. 

نفس الشيء يقال عن سعر الترجمة من العربية للأمازيغة والعكس، حيث يكون ثمن الترجمة للعربية أعلى دائما وبعدة أضعاف من الترجمة للأمازيغية. 

ومن شأن هذا كله أن ينعكس سلبا على جودة المنتوج المقدم للمشاهد المغربي الناطق باللغة الأمازيغية. 

- ثبات مدة البث في ست ساعات يعكس صورة التحقير التام الذي تعاملت به الدولة والمسؤولين عن الاعلام ببلادنا مع كل ما هو أمازيغي، رغم أن بنود دفاتر التحملات التي أتى بها السيد وزير الاتصال تنص على بلوغ 24 ساعة من البث قبل نهاية ولاية الحكومة الحالية. 

- الغياب التام لأية برامج أمازيغية رمضانية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية (الأولى) وكذا شركة صورياد (القناة الثانية)، تكريسا للتهميش الممنهج الذي يطال الأمازيغية بهاتين القناتين، وهو يخالف بشكل صريح ما جاءت به دفاتر تحملات الحكومة الحالية. 

- الغياب التام لأية برامج أمازيغية بقنوات الرابعة والسادسة والسابعة والرياضية وميدي 1 وقناة العيون الجهوية. 

- احتكار بعض شركات الانتاج للبرامج الخارجية وحصولها على أكثر من برنامج وعمل تلفزي، وحرمان أخرى من أي من هذه البرامج ما يهدد الصحفيين والتقنيين بالتوقف عن العمل بتلك الشركات خصوصا أن الشركات الفائزة بتلك البرامج تعمل بمنطق تقليل المتعاقدين، كما أن هذا من شأنه تقليل المنافسة وجودة تلك الأعمال بتكدسها في يد طائفة واحدة دون أخرى، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول ضوابط ومعايير انتقاء الشركات. 

 تحديد المسؤوليات: 

إننا في المركز المغربي للاعلام الأمازيغي نجد أن هذا المستوى الضعيف والتراجع الخطير الذي وصل اليه اعلامنا الوطني يتحمل مسؤوليته الجميع، وهو ليس مسؤولية هيئة واحدة بعينها، أو حزب أو مؤسسة، بل هو نتيجة تراكمات سابقة وأخرى حالية تتحملها هذه الهيئات حسب أهميتها وقدرتها وسلطتها، ولسنا هما بصدد تذكيرها بمهامها تلك، وهي كالتالي: 

- حكومة المملكة المغربية 

- وزارة الاتصال 

- البرلمان المغربي 

- المجلس الأعلى للحسابات 

- المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي 

- المندوبية السامية للتخطيط 

- المجتمع المدني 

- الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري "الهاكا": 

إن الظهير المحدث للهيئة والمنظم لتخصصاتها ينص في مواد عدة على مسؤولية الهيئة في مراقبة التقيد بدفاتر التحملات كما هو مبين في المواد التالية : 

المادة08: السهر على تقيد جميع السلطات والاجهزة المعنية بالقوانين والأنظمة المطبقة على قطاع الاتصال السمعي البصري. 

المادة 11: مراقبة تقيد هيئات الاتصال السمعي البصري بمضمون دفاتر التحملات وبصفة عامة تقيدها بالمبادئ والقواعد المطبقة على القطاع. 

المادة 12: المصادقة على دفاتر التحملات الخاصة بالشركات الوطنية للاتصال السمعي البصري العام ومراقبة التقيد بها. لكن، ورغم كل هذه المواد التي ينص عليها الظهير والتي تمنح الهيئة صلاحيات كبرى لضمان تقيد الشركات بدفاتر التحملات إلا أنها لا تستعملها لضمان التعدد الثقافي وتكريس المساواة في المشهد الإعلامي المغربي، ولم تنشر أي تقرير في هذا المجال. 

 التوصيات: 

1. قطع الطريق أمام لوبيات الاعلام وأمام كل من يستغل الاعلام الأمازيغي مطية لتحقيق المصالح الشخصية ومصدراً للريع، من شركات انتاج ومتدخلين ووسطاء وموظفين وغيرهم، وتعريضهم للمساءلة القانونية إذا ثبت في حقهم ذلك. 

2. دعوة جميع الفاعلين والمتدخلين في الاعلام الوطني لفضح أية خروقات يَرصُدونها أو يُخْبَرون بها صغيرة كانت أم كبيرة، مع تحري المهنية اللازمة في التثبت من المعلومة. 

3. ضرورة احترام عدد الساعات المبرمجة للأمازيغية بالقنوات العمومية، وتحري الجودة والأصالة فيما يعرض فيها. 

4. البدء الفوري في زيادة ساعات البث بالقناة الثامنة "تامازيغت" 

5. الرصد الفوري لجودة الاعمال المقدمة من طرف شركات الانتاج ورفض بث غير الصالح منها والتي تتنافى مع بنود عقود العمل، واعلام الرأي العام بذلك، وتطبيق المسطرة القانونية مع الجميع. 

6. اعتماد اللغة الامازيغية المعيارية في البرامج الثقافية والتربوية والتعليمية والدرامية والموجهة للأطفال، واستعمال اللهجات في البرامج الحوارية والسياسية والاقتصادية والتوعوية دون الاعتماد المفرط على لهجنة الامازيغية كما يقع اليوم. 

7. ضرورة حماية حقوق المشتغلين في الاعلام الأمازيغي بكافة أشكاله وأصنافه، وصيانة كرامتهم وحقوقهم المشروعة لذى شركات الانتاج والمؤسسات الاعلامية الخاصة. مع الزام شركات الانتاج على وضع معايير علمية ومهنية في اختيارها للصحفيين والمنشطين والتقنيين المشتغلين لدينا في البرامج الامازيغية، وضرورة التصريح بهؤلاء العاملين لدى القناة ووزارة الاتصال قصد تتبعهم وحمايتهم من كل جور قد يلحقهم مستقبلا. 

إننا في المركز المغربي للإعلام الأمازيغي نعبر للرأي العام الوطني عن بالغ انشغالنا بالوضعية الاستثنائية والخطيرة التي يعيشها ويعرفها اعلامنا العمومي الامازيغي يوما بعد آخر، خصوصا والأمر كله يحدث تحث نظر وسمع الوزارة الوصية على هذا القطاع التي نطالبها بتنفيذ ما قامت بالمصادقة عليه آنفا في دفاتر التحملات وطلبات العروض. 

عن المكتب الاداري للمركز المغربي للإعلام الأمازيغي بتصرف.