أهم أشغال المؤتمر الامازيغي التامن لأمازيغ العالم المنعقد بمدينة افران

اختتمت في مدينة افران وسط المغرب اشغال المؤتمر الامازيغي الثامن لأمازيغ العالم وقد دامت اشغال المؤتمر ثلاثة ايام  تداول خلالها المؤتمرين اهم جوانب المسألة الامازيغية ببلدان شمال افريقيا .

وقد دعا “رشيد الراخا”، رئيس التجمع العالمي الأمازيغي ، في تصريح للصحافة ، على هامش افتتاح المؤتمر الذي ينظمه التجمع، تحت شعار “ما هو المشروع المجتمعي والقيمي المشترك للشعب الأمازيغي؟”، إلى منح الحكم الذاتي للمناطق الأمازيغية في شمال إفريقيا، كمنطقة القبايل الجزائرية والريف (شمال شرق) وسوس (وسط)  بالمغرب، وأزواد بشمال مالي.

أهم أشغال المؤتمر الامازيغي التامن لأمازيغ العالم المنعقد بمدينة افران 


خلال اشغال المؤتمر طالب “امازيغ اليزيد”، الناشط الأزوادي ، بالاستقلال الذاتي لأزواد عن مالي، مشددا على أن “أمازيغ أزواد متشبتون بحقوقهم في الاستقلال وسينالونها بكل الطرق سواء وافقت حكومة مالي أو رفضت ”. وتابع قائلا إن منطقة أزواد غنية بالثروات الطبيعية لذلك فإن مالي “تسعى لاستغلالها بدون أن تعطي الحقوق للأمازيغ السكان الأصليون للمنطقة”.

أما “مينة بن الشيخ”، رئيسة فرع المغرب للتجمع العالمي الأمازيغي، فقالت إن المغرب “رغم أنه خطى خطوات مهمة في الاعتراف باللغة والثقافة الأمازيغية، توجت بإقرارها اللغة الامازيغية لغة رسمية بالبلاد إلى جانب العربية، إلا أن هذا لا تصل إلى الطموح الذي نطمح إليه كأمازيغ”.

وذكرت ما اعتبرته “تراجعا” في السنوات الأخيرة في تدريس الأمازيغية في بعض المناطق بالمغرب، والإعلام العمومي المغربي، والتأخر في إصدار القوانين التي أقرها الدستور لتفعيل ترسيم الأمازيغية في الإدارة والحياة العامة في المغرب، وقالت إنه “لا يزال هناك تهميش يطال الأمازيغية المغرب”، ودعت إلى “المساواة التامة بين العربية والأمازيغية”.


و تراوحت مطالب ناشطين أمازيغيين من ليبيا وأزواد والجزائر بين الدعوة إلى التنصيص الدستوري على رسمية اللغة الأمازيغية، والمطالبة بالاستقلال أو الحكم الذاتي. جاء ذلك خلال اشغال المؤتمر التي اختتمت يوم الاحد .

وطالب “خودير سكوتي” الناشط الأمازيغي وممثل التجمع العالمي الأمازيغي بالجزائر، بالحكم الذاتي لمنطقة مزاب (جنوب) الجزائرية، واصفاً وضعية الأمازيغ بمناطق القبايل ومزاب وغرداية بالـ “القاتمة”. وقال إن النظام الجزائري يسعى إلى تغيير معالم ما وصفه بـ”الهوية الأمازيغية” بالبلاد، واصفا الدولة الجزائرية بـ”المستعمرة”، بل ووصف سياستها في منطقة مزاب الجزائرية بـ”الجهنمية والاستيطانية”.  كما اتهم الدولة الجزائرية بـ”تدمير المعالم الأثرية للحضارة الأمازيغية قبل الإسلام، وطمس الهوية الأمازيغية بمزاب”.


بدوره قال “محمد بن صالح الأنصاري” مسؤول العلاقات الخارجية في جمعية “أمنار” بأزواد، إن “المطالبة باستقلال أزواد عن مالي لم تأتِ عبثا، وإنما جاءت من خلال تجارب متكررة، من خلالها توصل المواطن الأزوادي الى أن التعايش مع الحكومات المالية بهذه الطريقة الممنهجة غير الإنسانية وغير الأخلاقية التي تستهدف المواطن البسيط غير ممكن”.

واعتبر أن “تعامل الحكومة المالية مع منطقة أزواد ولد قناعة عند أبناء المنطقة أنه لا يمكن أن تكون هناك حياة لهم ضمن هذه الدولة، وأنه لابد من استقلالية، يمكن أن تشمل هذه المنطقة وتحافظ على أهلها وإنسانيتهم وكرامتهم”.

وأضاف “الأنصاري” أنه “كما أن هناك خصوصية اجتماعية لمنطقة أزواد، فنحن نسعى سياسيا إلى أن تكون لنا خصوصية سياسية”، معتبرا أن ما سماه “الخصوصية السياسية” لن “تضمن ما لم تكن هناك إرادة من أطراف النزاع،  لكن هذه الأطراف غالبا هي التي تسبب في خلق التوتر بين مكونات المجتمع من الداخل عسكريا وثقافيا وسياسيا”.

ورأى أن مطالب الأمازيغ في أزواد تتلخص أساسا في حياة كريمة تضمن الخصوصية لأهل المنطقة والمحافظة على التعايش السلمي بين مكونات المنطقة، باعتبار أن المنطقة فيها مكونات مختلفة ارتضت أن تتعايش سلميا تحت إطار ثقافة أمازيغية تحترم الجميع وتعترف للجميع بفضله، بحسب قوله.

أما “نصر أبو زخر” الناشط الأمازيغي الليبي فقال إن التنظيمات الأمازيغية المسلحة بليبيا لن تسلم سلاحها، قائلا “لن نسلم سلاحنا لأي أحد، فالسلاح مستمر والنضال مستمر”. ووصف فترة حكم معمر القذافي لليبيا بـ”الفترة المظلمة” في تاريخ الأمازيغ في ليبيا، معتبرا أن الثورة الليبية أعطت دفعة كبيرة لما سماه “الحراك السياسي والنضال الأمازيغي، حيث تمكن الأمازيغ من الحصول على السلاح، لأن التسلح في مواجهة القذافي كان ضروريا وحاسما”.

وقال إن الأمازيغية في ليبيا لا زالت تعيش تحديات دستورية من أجل إقرار اللغة الأمازيغية لغة رسمية لليبيا، بالإضافة إلى التحدي الثقافي، داعيا إلى ما وصفه “إسلام أمازيغي غير عربي، مبني على المساواة والتسامح مع الديانات العقائد الأخرى”.
صورة جماعية للمؤتمرين 

يذكر ان هذا المؤتمر عقده  “التجمع العالمي الأمازيغي”، الذي  تأسس قبل حوالي 4 سنوات، على يد عدد من مؤسسي “الكونغريس الأمازيغي العالمي”(الذي تأسس سنة 1995)، قبل انفصالهم عن هذا الأخير، على إثر أزمة تنظيمية في سنة 2008. و التجمع العالمي الامازيغي هو منظمة غير حكومية عالمية تعنى بالإنسان الأمازيغي وكل قضاياه الهوياتية، الثقافية، الحقوقية، التاريخية ،السياسية و اللغوية .