الناشط الامازيغي احمد عصيد ينتقد الموقف الفلسطيني المتلوّن من قضية الصحراء ويفضح تواطؤ القوميين العرب المغاربة معهم

بقلم الاستاذ أحمد عصيد
16/11/2020
قضية الصحراء في مرآة فلسطين

الارتباك الذي عبر عنه بعض القياديين الفلسطينيين بخصوص قضية الصحراء والمستجدات الأخيرة بمعبر الكركرات يستحق من المغاربة وقوفا نقديا صارما، فالمسؤول الفلسطيني بالجزائر قال كلاما عبر زميله بالمغرب عن خلافه، باحثا عن تبريرات واهية لمشكل حقيقي ما فتئ الفلسطينيون يقعون فيه منذ عقود في حق الوحدة الترابية للمغرب.

إن الموقف المشرّف للفلسطينيين في وضعيتهم الحالية تجاه القضايا الخلافية لبلدان منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، هو التزام الحياد، حتى يضمنوا وقوف الجميع معهم في قضيتهم، لأن مصلحتهم في عدم التخندق مع هذا الطرف أو ذاك، خاصة وأن ثمة قضايا ترتبط بالشعور الوطني لشعوب وقيادات المنطقة، وكذا برهانات إقليمية بعيدة عن الصراع العربي ـ الإسرائيلي، بينما يؤدي اللعب على الحبال إلى إضعاف التكتل حول القضية الفلسطينية التي عرفت بدورها تراجعات كبيرة في الآونة الأخيرة بتخلي عرب الخليج عنها بشكل علني.

قضية الصحراء المغربية موقف الفلسطينيين احمد عصيد



من جانب آخر الملاحظ على العديد من الأطراف الفلسطينية احتفالها الدائم برموز "الجمهورية العربية الصحراوية" في مختلف تظاهراتها، حيث يخصص دائما رواق للبوليساريو على حساب المغرب، ورغم ذلك تنتظر التنظيمات الفلسطينية من الشعب المغربي مآزرتها في قضيتها ضدّ إسرائيل، مما يزيد الوضع سريالية والتباسا.

ما هو رأي السيد خالد السفياني ومن معه من التنظيمات المغربية التي تعمل من أجل حشد الدعم لحق الشعب الفلسطيني ؟ لماذا يسكتون عن هذا الموضوع ؟ ولماذا لا يستعملون سلطتهم المعنوية وعلاقاتهم الودّية لدى رفاقهم القياديين الفلسطينيين لمطالبتهم بالتزام الحياد في صراع إقليمي بين دولتين ليس لهما معا أي موقف سلبي من القضية الفلسطينية ؟ 

هل تسمية "الجمهورية العربية الصحراوية" كافية لجعل التيار القومي العربي والتيار الإسلاموي بالمغرب يتواطئان مع القيادات الفلسطينية ضدّ الوحدة الترابية للمغرب ؟

إن من حق الشعب الفلسطيني الحصول على دعم الشعب المغربي لقضيته، والتي هي قضية عادلة بلا شك، لكن مغامرة قيادات التنظيمات الفلسطينية وخاصة منها السلطة الفلسطينية و"حماس" تستوجب نوعا من المحاسبة، لأن السكوت عنها في الظرف الراهن يجعل المشهد يزداد عبثية.

وقد سبق للزعيم ياسر عرفات أن ارتكب خطأ فادحا في أبريل 1987 بالجارة الجزائر عندما منح زعيم البوليساريو الكلمة في مؤتمر فلسطيني كما لو أنه رئيس دولة، لكن تداعيات تلك الواقعة كانت سلبية جدا على القضية الفلسطينية، ولعلها كانت بداية الموقف العبثي الحالي الذي ليس من مصلحة الفلسطينيين أن يستمر.