النّاشطة الأمازيغية نوال بنعيسى تغادر المغرب نهائيا وتنال اللجوء السياسي بهولندا

بعد معاناتها الطويلة مع القمع والتضييق والاستفزازات المستمرة  قررت الناشطة الامازيغية البارزة في حراك الريف، نوال بنعيسى Nawal Benaissa ، مغادرة المغرب بشكل "نهائي"، حيث حصلت   رسميا  على حق اللجوء السياسي بهولندا.

 وكانت النّاشطة الحقوقية نوال بنعيسى، محكومة بـ 10 أشهر موقوفة التنفيد، وقد تلى ذلك استفزازات ومضاياقات انتقامية مستمرة بسبب تزعمها احتجاجات حراك الريف خلفا لناصر الزفزافي المحكوم  ظلما بـ 20 سنة سجنا نافدة.

نوال بنعيسى Nawal Benaissa  حق اللجوء السياسي هولندا

وظلت نوال بنعيسى تعتبر الوجه النسائي البارز في الحراك الاحْتجاجي الذي شهده منطقة الريف شمال المغرب مع مجموع منة أبناء المنطقة في مقدمتهم زعيم الحراك ناصر الزفزافي الحكومين  بالسجن ظلما 20 سنة.

وقد منحت السلطات الهولندية للناشطة الأمازيغية نوال بنعيسى، التي تشترك مع ناصر الزفزافي، القائد الميداني لحَراك الريف، في لقب "أيقونة الريف"، اللجوء السياسي بعد تقدمها بطلبه خلال الشهور الماضية، وهي تتواجدُ في أوروبا منذ أزيد من 8 أشهر، على حد قولها.

 نوال بنعيسى Nawal Benaissa

ومعروف أنّ الناشطة الحقوقية نوال بنعيسى المنحدرة من منطقة الرّيف كانت قد اشتكتْ من منْعها من السفر من طرفِ السلطات المغربية في اتجاه مطار أمستردام بهولندا، بعدما تلقّت دعوة من الحزب الاشتراكي الهولندي للمشاركة في ندوة دولية حول السلام.

وقالت بنعيسى للصحافة: "لا أستطيع التعبير بحرية في وطنني، ولا يمكنني التجمع مع الأشخاص، كما أنه لا يمكنني المشاركة في مظاهرات (...) أنا أعاني من مضايقات".

 نوال بنعيسى Nawal Benaissa  حراك الريف


وفي السياق، أرجعتْ بنعيسى سبب إقدامها على هذه الخطوة هي وابنها الأصغر إلى إحساسها بـ"الحكرة" داخل وطنها، موردة: "الإدارات في الحسيمة تمتنع عن تقديم الخدمات لأفراد عائلتي الذين يعانون من استفزازات متواصلة، ورغم تقديمي شكايات إلى عدة جهات لم ألمس أيّ تحسن".

وتمثّل نوال بنعيسى، وهي أمّ لأربعة أبناء، الوجه النسائي البارز في الحراك الرّيفي الذي انطلق من الحسيمة بعد مقتل بائع السمك محسن فكري؛ وسبق للقضاء أن أدانها بعشرة أشهر حبسا موقوف التنفيذ، بسبب مشاركتها في احتجاجات الريف.

 نوال بنعيسى Nawal Benaissa
وكتبت الناشطة في صفحتها الرسمية على "فايسبوك": "نعم وطني أرضي انتمائي هويتي جنسيتي طفولتي ذكرياتي حياتي..نعم إنني كما قيل ويقال توصلت بقبولي كلاجئة سياسية في هولندا.. نعم تلقيت الخبر بعدما جفت مشاعري ودموعي..نعم شاهدت الفرحة في كل العيون حولي بالخبر..لمحت أملا في عيون كثيرة في الملجأ الذي أقيم فيه، لمحت فرحا وغدا لا أدري لونه".

وزادت الحاصلة على اللجوء السياسي بهولندا: "هل سأزغرد كما يفعل الأغلبية لفرحهم بقرار القبول؟.. أريد أن أفعل شيئا..لكني لا أحس بشيء.. أمي ارتاحي لا تخافي علي مجددا، فلن يتمكن أحد من اعتقالي وتعنيفي..أمي حصلت على اللجوء اطمئني".

وأردفت الناشطة ذاتها: "من يتكلم بالحق في وطني يسجن أو ينفى، وفي بعض الحالات يقتل، كما قتل محسن فكري وعماد العتابي..سامحني أمي سامحني والدي.. سامحوني أهلي لأني عرضتكم لكل هذه المعاناة معي...وشكرا لهذه الحروف التي أكتبها الآن فقد أطلقت سراح دموعي لأبكي بحرقة على تربة وطن حرمنا منها لأننا فقط أحببناها".