حقيقة بني هلال في بلاد الامازيغ .. نسف أكاذيب العروبيين المغرضة بالأدلة العلمية

كانت قبيلة بنو هلال البدوية في اول أمرها تسكن في  الصحراء بالحجاز في الجزيرة العربية ، وكانت  تعيش على البداوة و الخشونة والنهب و قطع الطرق . و لما ظهر القرامطة  في الجزيرة العربية الذين سرقوا الحجر الاسود و نهبوا اموال  مكة و عطلوا موسم الحج  ، إنحازت تلك القبيلة لهم واعانتهم في حروبهم و غاراتهم على الحجاج و القوافل التجارية .  وفي زمن العزيز، الخليفة الفاطمي ، تم طرد تلك القبائل من الحجاز الى صحراء سيناء بمصر بسبب توحشها وخشونتها وفسادها ونزلت في الصعيد المصري تجاه البحر الاحمر و بقيت هناك على بداوتها و خشونتها تقطع الطرق و تنهب القوافل .

حقيقة بني هلال  في بلاد الامازيغ ونسف أكاذيب العروبيين


عندما انقلب المعز بن باديس في تونس على الخلافة الفاطمية رأى المستنصر الفاطمي أن يرمي المعز بن باديس بتلك القبائل  المتوحشة لينتقم منه من جهة ، و لينقذ مصر من فسادها و تخريبها من الجهة الاخرى . فبدأ تهجير هذه القبائل البدوية المتوحشة في منتصف القرن الخامس المهجري ، فاندفعوا كالجراد الجائع  ينهبون كل ما وقع في أيديهم و يخربون ما قدرو عليه .

1 ـ يقول ابن خلدون في كتاب العبر  الجزء الأول- 8 من 258:
والمغرب لما جاز إليها بنو هلال  منذ أول المائة الخامسة وتمرسوا بها لثلاثمائة وخمسين من السنين قد لحق بها وعادت بسائطه خراباً كلها بعد أن كان ما بين السودان والبحر الرومي كله عمراناً تشهد بذلك آثار العمران فيه من المعالم وتماثيل البناء وشواهد القرى والمدر.
2 ـ و يقول عالم الاجتماع العراقي الذكتور علي الوردي :
كانت بلاد المغرب قبل هجوم بني هلال عامرة بالخيرات ، و كانت التجارة و الصناعة فيها مزدهرة . ثم إنقلبت بعد الهجوم الى ارض يشيع فيها الفساد و الخراب . و بقي الخراب ظاهرا  في المغرب مدة طويلة . و من الادلة على ذلك ما يحدثنا به عبد الله التيجاني الرحالة التونسي الذي تجول في تونس وليبيا في اوائل القرن الثامن ، إذ قال في معرض حديثه عن مدينة صفاقس : إنه كان فيها من قبل بساتين وغابة زيتون ملاصقة لسورها ، و لكن عربان بنو هلال خربوها فلم يبقى فيها الآن شجرة قائمة .

أعداد خرفية لا أساس لها من الصحة !

من الاكاذيب المضحكة حول قصة بني هلال قيام بعض العروبيين بالنفخ في أعداد هؤلاء الأعراب الراعاة  المخربين الذين تم طردهم الى شمال أفريقيا في القرن الحادي عشر فيجعلون منهم مئات الآلاف بل الملايين احيانا رجما بالغيب دون دليل !!! كما حدث عندما ادعى احد مساطيل القومية العربية بكل وقاحة ان عدد بني هلال يتجاوز المليون !!!

وهذه الاعداد الخرافية  ليست مبالغ فيها و خيالية فحسب  بل مغرضة بالـتأكيد ، و الغاية منها طبعا هي الايحاء بان كل سكان شمال افريقيا المستعربين اليوم هم أحفاد بني هلال!! و هذا ما سيتم نسفه و تفنيده بالادلة العلمية بعد قليل ، فكيف يعقل تنقل مجموعة بشرية هائلة بهذا العدد مشيا على الاقدام لمسافات طويلة ؟! كيف كان مأكلهم ومشربهم وتواصلهم !!! .هذا شيء من الخيال و الفانتازيا طبعا ولا يصدقه عقل سليم ، فلم يشهد التاريخ حدثا مثل هذا قط ببساطة لأنه شيء مستحيل في ذلك العصر، أما  الحقيقة هي أن بني هلال كانوا مجرد مجموعة معدودة بسيطة من البدو الرُحّل و قطاع طرق هائمين غير مرغوب فيهم تم طردهم من المشرق بسبب همجيتهم  ولا يتجاوز عددهم بضعة ألالف فرد كاقصى تقدير مثل كل قبائل الجزيرة العربية أنداك . و قد قتل الطاعون الفتاك الذي إجتاح كامل شمال افريقيا بعد قدومهم أكثر من نصفهم بعد ذلك .

جل المعرّبين اليوم في شمال افريقيا أمازيغ و ليسوا احفاد بني هلال


لا يعقل ابدا ان يصبح نسل مجموعة قبائل اعرابية تعد على الاصابع  نزحت الى شمال افريقيا  ما مقداره  160 مليون نسمة اليوم في شمال افريقيا و هو عدد سكان شمال افريقيا اليوم  ..وفي مقابل ذلك  يكون نسل مئات القبائل العربية الكبرى الاخرى بالجزيرة العربية اليوم  فقط 40 مليون نسمة  و هو عدد سكان الجزيرة العربية اليوم  !!! كيف يعقل هذا . هذا شيء خرافي ضد العقل و المنطق  .

إن القول بان كل سكان شمال افريقيا المعرّبين اليوم هم احفاد بني هلال و غيرهم .. هو محض خرافة و أكذوبة فضحها علم الجينات الحديث Y-DNA فاصبح اليوم هذا الادعاء مجرد اسطورة  مضحكة يرددها بعض الاميين السذج ببغائيا ، و الحقيقة ان  جل سكان شمال افريقيا  الحاليين المعرّبين اليوم هم امازيغ مستعربين في غالبيتهم وينتسبون لنفس السلالة التي ينتسب اليها الامازيغ الناطقون بالامازيغية كما أثبتت ذلك التحاليل العلمية للهابلوغروب الدموي للسكان والتي تؤكد ان ازيد من %90 من سكان شمال افريقيا  ينحدرون من نفس  الهابلوغروب الدموي E1b1b1b الذي ينتمي اليه جميع الامازيغ بينما العرب ينتمون للهابلوغروب الدموي  J1 و النسبة الباقية الـ %10ى تتوزع بين الاعراق الاخرى كالعرق الاوربي و الافريقي الاسود جنوب الصحراء و التركي و المشرقي ... و هذا ما يؤكد ان فلول أعراب بني هلال الداكني البشرة  تفرقت و ذابت في السكان الاصليين  و لم يبقى لها اثر يميزها ، خصوصا  أن الملامح الامازيغية البيضاء هي الأغلبية الساحقة من سكان أفريقيا الشمالية  بينما بنو هلال كانوا متلفحي السمر داكني البشرة كحال كل القبائل البدوية العربية  الصحراوية في الحجاز و الشام  أنذاك  .

عملية حسابية بسيطة تفضح اكاذيب القوميين العرب 

لنساير مزاعم القوميين العرب المغاربة للحظة و نفترض جدلا ان عدد بني هلال هو بمئات الالف كما يزعم هؤلاء المغرضين ، ثم نقوم بحساب بسيط  لنسبة النمو السكاني في ذلك الوقت التي لا تتجاوز اليوم %2  في العالم الثالث فما بالنا بنسبة النمو السكاني في القرون الماضية التي كانت أقل بكثير طبعا  و كانت تقترب من الصفر بسبب  الاوبئة الفتاكة وسوء التغذية والمجاعات والامراض و انعدام  الادوية . لكن لا باس فقط لنساير مزاعم القوميين العرب لنفضح اكاذيبهم  المضحكة .

لنفترض جدلا ان عدد بني هلال حسب زعمهم هو 200000 كاقصى تقدير..
و اذا علما ان تاريخ تهجير بني هلال  كان 1100 ميلادية ، يعني مند 900 سنة .
و إذا اخدنا نسبة النمو السكاني الحالية في العالم الثالث و هي %2.
و اذا اخدنا بعين الاعتبار المجاعات و الاوبئة التي  ضربت شمال افريقيا كالطاعون الذي حصد مئات الالوف .

و بعملية حسابية بسيطة سنصل في الاخير الى ان عدد احفاد بني هلال اليوم  لن يتجاوز في احسن الاحوال عشرة ملايين نسمة
 موزعة بين مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريطانيا ، يعني أقلية عرقية : إذن ماهي اصول بقية السكان المستعربين الكتيفة المتبقية التي تتجاوز عشرات الملايين بالمنطقة ، ببساطة انهم  مصريين وامازيغ مستعربين ، لانه اثناء  تهجير  بني هلال الى شمال افريقيا لم تكن منطقة خالية من السكان بل كانت مأهولة  بمئات الآلاف من الامازيغ ، و ايضا مئات  الالاف من المصريين كانوا يسكنون  صعيد مصر برمتها ، فكيف يعقل ان يختفي احفاد هؤلاء السكان الاصليين لهذه المنطقة بهذه البساطة بشكل لا يتناسب مع عدد اجدادهم الهائل؟ّ! إلا ان يكون الامازيغ والمصريين  اصيبوا بالعقم بينما يتكاثر الاعراب الهلاليين  بالانشطار الخلوي مثل البكتيريا ّ!!! يبدوا انه على المرء  ان  يلغي عقله و يلقي به بعيدا حتى يصدق اوهام وهراء القوميين العرب اللامنطقي المضحك السخيف ، فقليل من الموضوعية رجاءً.

يقول أبن خلدون .
قد ذكرنا ما كان من امر هذا الجيل من البربر و وفور عدده و كثرة قبائلهم و اجيالهم ... و ما تشهد اخبارهم  كلها بانه جيل عزيز على الايام و انهم قوم مرهوب جانبهم شديد بأسهم كثير جمعهم مظاهرون لأمم العالم و اجياله من العرب و الفرس و اليونان و الروم .

الامازيغ هم الاغلبية العرقية الساحقة في شمال افريقيا 

خريطة تشرح أماكن ونسبة توزيع  السلالات البشرية الكبيرة في العالم ، ومما يتضح في الخريطة عن شمال أفريقيا فان السلالة الامازيغية التي تنتمي الى E1b1b  و التي يرمز لها باللون البني الفاتح في الخريطة هي السائدة و الغالبة  في شمال افريقيا  ، اما السلالة العربية فهي اقلية يرمز لها باللون الاخضر الغامق و الباقي اقلية تتوزع بين السلالات الاوربية و الافريقية جنوب الصحراء .

وما يؤكده التاريخ و تثبته كل الادلة العلمية خصوصا تحليلات الهابلوغروب الدموي هو ان الامازيغ يشكلون الاغلبية الساحقة حتى اليوم  في شمال افريقيا  ولم يكونوا قط أقلية في تاريخهم في شمال افريقيا بل كانوا و لازالو دائما أغلبية  إثنية رغم استعراب الكثير منهم في يومنا هذا نتيجة سياسة الحكومات المغاربية المتعصبة للعروبة الرامية لطمس الهوية الامازيغية ، وكل مظاهر الثقافة الامازيغية في شمال افريقا !.

العرب أقليلة عرقية في شمال افريقيا .. الحقيقة المرة 

العرب أقليلة عرقية في شمال افريقيا و لا ينفع النفخ في اعداد بني هلال وغيرهم  ، و المتأمل للخريطة الجينية التالية ، يلاحظ أن نسبة العرق العربي بشمال افريقيا لا تكاد تتجاوز الـ %10 في احسن الاحوال و هي نفس النسبة في أسيا و اروبا . و هذه هي الحقيقة المرة للقومين العرب المغاربين المتعصبين للعروبة القائلين بعروبة سكان شمال افريقا كذبا و بهتانا دون دليل يذكر سوى الاعتماد على بعض الخرافات و الاساطير التي يفندها العلم الحديث . و الخريطة التالية توضح ننسبة السلالة العربية ضمن السكان في العالم  :

الخريطة توضح نسبة السلالة التي ينتمي لها العرب ضمن سكان عالم ، و المتأمل للخريطة يلاحظ أن نسبة السلالة التي ينتمي لها  العرب في شمال أفريقيا بالكاد تتراوح ما  بين %2  و  %10 في جل الاحوال حسب مفتاح الخريطة. و هي نفس النسبة تقريبا بعموم أروبا و الهند و وسط أسيا ايضا .

تنقل بني هلال من المشرق الى المغرب ليست هجرة بل نفي وطرد   

أحد أكبر الاكاذيب التي تروج حول بني هلال هي وصف تنقلهم من المشرق الى المغرب بالهجرة وهذا غير صحيح بتاتا بل الحقيقة تم  نفيهم وطردهم في اتجاه المغرب  وترحيلهم رغما عن انوفهم من المشرق و اجبارهم على مغادرة المكان كونهم قبيلة مخربة غير مرغوب فيها أينما حلت ، فكفاكم ايها العروبيين من الاكاذيب و التضخيم  والمبالغة ، فالحقيقة التاريخية تؤكد ان بنو هلال  مجرد قبيلة اعرابية بدوية معدودة من الرعاة  البدو الرحل غير مرغوب  فيها البتة اينما حلت لانها  كانت  مجرد قبيلة  بدوية متوحشة مجبولة  على النهب و السلب و التخريب كما وصفها  ابن خلدون ، و تنقلها من الحجاز الى مصر ثم الى المغرب   لم يكن هجرة بارادتها بتاتا بل تم نفيها وطردها و و ترحيلها من منطقة الى اخرى  في اتجاه  المغرب  بسبب فسادها و طغيانها و توحشها للتخلص منها لانها عبارة عن مجموعة اعراب متوحشين مخربين  لا يجيدون غير السلب و النهب و قطع الطرق كما يصفهم ابن خلدون  : حيلتهم الغذر و لا يراعون  لا دين و لا ملة مصداقا لقول الله عز و جل الاعراب اشد كفرا و نفاقا .

لا علاقة لأعراب بني هلال بنشر الاسلام في شمال افريقيا 

هذه الاكذوبة التي يزعمها  العروبيين  ان بنو هلال ساهموا في نشر الاسلام  بشمال افريقيا !!!! و لعمري هذه أكبر أكذوبة لا يصدقها سوى السذج و الاغباء ، فالاسلام انتشر بكامل ربوع شمال افريقيا مند قرون قبل قدوم بني هلال و لا علاقة لأعراب بني هلال  الذين تشوب قصتهم الاكاذيب و الاساطير بنشر الإسلام كما  يدعي  العروبيين المغرضين  كذبا و زورا اليوم  دون دليل يذكر و لا فضل لهم في أي إسهام حضاري ، بل خرّبوا  ما كان قائما من حضارة وعمران  بالاساس .