احتضار المنظمة العنصرية التي سعت لطمس هوية الشعوب غير العربية.. الجامعة العربية بلا رئيس والكل يعتذر عن رئاستها

بعد سنين من الفشل وبعدما كانت بوقا  عنصريا يدعو لطمس هوية  القوميات  الاخرى غير العربية كالامازيغ والكورد  والاقباط والنوب والسريان  وغيرهم ...  وتعريب الاخضر والياب لتأسيس حلم همي يسمونه "الوطن العربي الكبير  من المحيط الى الخليج" ! هاهي اليوم هذه المنظمة العنصرية التي تدعى بـ"الجامعة العربية" تحتضر واصبح الجميع يتهرب من رئاستها في مشهد يوحي  بترنحها وهي  تلفظ أنفسها الاخيرة بعد عقود من القمم الفاشلة و البيانات الختامية الانشائية المليئة  بالشجب والتنديد والقرارات  الفارغة...

جامعة الدول العربية قوميات الشرق الاوسط وشمال افريقيا



ففي النصف الأخير من مارس/آذار 1945، وبدعم بريطاني كبير ، نشأت جامعة الدول العربية، مُتخلّقَة في أرحام شتى من أمشاج شرقية وغربية، لتعاصر بذلك أزمة فلسطين من أيامها الأولى، وتشهد على أزمات العرب خلال أكثر من 7 عقود دون أي إنجاز حقيقي على ارض الواقع .

وخلال تلك العقود، لم تكسب الجامعة العربية قوة الشباب ولا حكمة المسنين، وها هي الآن تلفظ أنفاس الشجب والتنديد اللذين كانا طيلة عقود أقوى أسلحتها العنثرية.

كان "الزعماء العرب" في السنين الخوالي "يتشرفون" بقيادتها ويتنافسون على رئاستها، ثم تحولت رئاستها اليوم إلى جمرة تتقاذفها أيادي القادة، بعد اندلاع الثورات التي شهدتها المنطقة ضد الانظمة العروبية الديكتاتورية، ثم جاء الإعلان عن تطبيع  العلاقات بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل الذي كان بمثابة المسمار الاخير في نعش الجامعة العربية.

ولم تكن هذه "الجمرة الحارقة" غير تلك التي أحرقت آمال الشعوب العربية ومستقبلها طيلة العقود السبعة الماضية، قبل أن تعود على نفسها بالالتهام؛ "فالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله".

مسلسل من الاعتذارات عن قبول رئاسة الجامعة المحتضرة 

فيلسطينيون يحملون نعش عليه شعار الجامعة العربية في اشارة الى وفاتها


فقد اعتذرت حتى الآن 6 دول عن تسلم رئاسة دورتها الحالية، ولم تتطوع أي دولة حتى الآن لتسلم الدور ورفع الراية، علما بأن رئاسة دورات الجامعة تتم في الظروف الطبيعية وفق الترتيب الهجائي لأسماء الدول الأعضاء.

فبعد نحو أسبوع من توقيع اتفاقية التطبيع بين الامارات واسرائيل ، وتحديدا في 22 سبتمبر/أيلول، قررت فلسطين التخلي عن حقها في رئاسة مجلس الجامعة العربية للدورة الحالية، ردا على التطبيع  الاماراتي مع إسرائيل.

وكان يفترض أن تتسلم قطر راية الجامعة العربية، بيد أنها أعلنت في 25 سبتمبر/أيلول اعتذارها عن تسلم الدورة الحالية للجامعة عوضا عن السلطة الفلسطينية، حسب رسالة وجهتها المندوبية العامة القطرية لدى الجامعة العربية.

في الأيام اللاحقة لذلك توالت الاعتذارات؛ بدءا من الكويت، ثم لبنان، فجزر القمر، لا تريد أي منها أن تُذكر في دفاتر التاريخ أنها تولت قيادة العرب في ظرف كهذا.

وحين وصل الدور قبل أيام إلى ليبيا، بادرت هي الأخرى يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بالاعتذار عن تولي الرئاسة الدورية للجامعة، لتدق بذلك مسمارا آخر في الجسد المنهك لجامعة العرب.

وهكذا باتت زعامة الجامعة العربية كرسيا شائكا وجسدا أجرب تتفادى دول عديدة الاقتراب منه، بعدما اصبحت هذه  المنطمة العنصرية شبه مشلولة وعاجزة امام الوضع العربي الذي  يزداد تأزما كل يوم .

متى يعلنون وفاة جامعة الدول العربية؟



بغير الورود والدموع يودع العروبيون جامعتهم العربية، بعد أن طغت على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات متعددة لإعلان وفاة " الجامعة العربية ".

فقد اعتبر الإعلامي المصري معتز مطر أن اعتذار تلك الدول عن رئاستها يؤكد ما قيل سابقا من أنها ماتت إكلينيكيا، والمطلوب الآن هو التعجيل بدفنها وتسليم رئاستها لإسرائيل.

واعتبر مغرد آخر أن تخلي 6 دول عربية عن رئاسة الجامعة العربية "بعد الغطاء الذي منحته للمطبعين هو أفضل تضامن عربي منذ تأسيس الجامعة".

وكتب الاعلامي  عبد المنعم مغردا :" اعتذار أكثر من دولة عن تولي رئاسة الجامعة العربية يؤكد سقوطها والنظر إليها كمنظمة معادية.
سقطت عندما تصهينت وتحولت إلى أداه لخصومنا، وكيان يعادي كل قضايانا.
من يتخلى عن هويته الإسلامية لا يلزمنا."

لم تلتزم الجامعة ولم تلزم معظم دولها بمبادئ الأمم المتحدة، لا في الحرية ولا العدالة والديمقراطية والنماء الاجتماعي، فأقامت الدكتاتورية كراسيها على قواعد من جوع وخوف عربي في زمن لا إيلاف فيه ولا رحلة شتاء ولا صيف نحو الحرية.

وبدل عدم التدخل في شؤون الغير، كانت -في أحيان عديدة- المؤامرات والحصار والاحتلال والتدمير من الداخل والخارج سلوكا بارزا في سياسات عدد من الدول العربية، خاصة خلال العشرية المنصرمة، التي شهدت أقوى حراك عربي نحو الحرية، وأفظع نكسة عربية نحو القهر والدكتاتورية.

وفي محصلة أيامها، ها هي "الجامعة العربية" -وفقا لما يرى مغردون ومحللون اعلاميون- تلفظها الأيام العربية كأنها مصابة بمرض معد يفر منها الأصحاء فرار الانسان السليم من الاجربب، بعدما  كانت بوقا  عنصريا يدعو لطمس هوية  القوميات  الاخرى غير العربية كالامازيغ والكورد  والاقباط والنوب والسريان   وتعريب الاخضر واليابس .

المصدر : الجزيرة + وكالات