الإمام الامازيغي المعزول بسبب “المقاطعة” في أول خروج إعلامي له يروي تفاصيل العزل وأسبابه الحقيقية

في أول خروج إعلامي له قال الإمام الأمازيغي المعزول مصطفى الموهري الصنهاجي أن خطبة الجمعة التي أثارت كل هذا الجدل وتسببت في عزله و إنهاء مسيرته خطيبا على منابر سلا لمدة 25 سنة كانت خطبة عادية تحت عنوان “أخلاقيات التجارة”، وأنه تم تأويل مقاصدها من طرف مخبري السلطة تأويلا مغرضا.

وقال الامام  مصطفى الموهري الصنهاجي أن الخطيب الذي يأتي بمواضيع تعالج واقع الأمة وتتناول مشاكل المجتمع و”لا ينوّم” المصلين، ولا يقتصر على الحديث عن فرائض، معرض للمنع في كل لحظة.


وعن مضمون الخطبة التي تسببت في عزله، قال الموهري أنها كانت خطبة عادية عن أخلاقيات التجارة و النهي عن الاحتكار  من المنظور الشرعي، وانه دأب على تناول هذا الموضوع كعادته قبل كل رمضان حيث يعمد بعض التجار الجشعين لإحتكار بعض البضائع التي يزداد الطلب عليها شهر رمضان لرفع الاسعار، ودليل الخطبة أنها لم تتحدث عن المقاطعة أو الدعوة لها وهو ما يشهد به المصلون الذي استغربوا قرار العزل بسبب هذه الخطبة.

وعن كيفية إختيار مواضيع خطبه للجمعة، قال الخطيب مصطفى الموهري الصنهاجي أنه يركز  على ضرورة ارتباط موضوع الخطبة بأحداث ووقائع المجتمع، حيث يقول “ملي يوقع اغتصاب في الحي يجب أن نتكلم عنه، وإذا وقع انتحار يجب أن أتحدث عنه” لأن خطبة الجمعة يجب  أن تعالج المشاكل التي يعرفها الناس والمجتمع من الجانب الشرعي، وليس تنويم المصلين.

وعن حملة التعاطف الكبيرة التي أطلقها المغاربة من أجل التضامن معه، إعتبر الموهري أن المغاربة معروفون بنصرة المظلوم ونصرة العلماء غير المتحزبين.

الإمام المعزول ظلما الاستاذ مصطفى الموهري الصنهاجي 

و يشار الى أنه مباشرة بعد خطبة “أخلاقيات التجارة” تلقى الامام مصطفى الموهري الصنهاجي اتصالا مفاجئا من مندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في سلا، الذي قال له إن الوزارة وصلها تقرير أنه تكلم عن “المقاطعة” في خطبته المنبرية، فتم اتخاد قرار العزل من الخطابة في حقه. 

 و عن الجهة التي رفعت التقرير، وجه مصطفى الموهري الصنهاجي أصابع الاتهام إلى ممثل السلطة (المقدم) في الحي الذي يضم المسجد الذي شهد خطبته المثيرة للجدل، حيث قال أنه “ربما جاءت من مقدم الحي الذي قرأ قراءته الخاصة وألصق التهمة”. 

وعن اختيار موضوع الاحتكار بالذات في هذا المناسبة، قال الموهري إنه دأب عن الحديث في خطبه قبل كل شهر رمضان على الاحتكار والمضاربة في الاسعار ، وتكلم فعليا في خطبته ليوم الجمعة الماضية، على محتكري السلع في رمضان ونهى عن ذلك من المنظور الشرعي، وذنبه أن خطبته تلك تزامتنت مع حملة المقاطعة التي يشنها نشطاء فيسبوكيين مغاربة والتي تستهتف منتوجات معينة بالذات  من اجل خفض اسعارها، فتم تأويل مقاصد خطبته تأويلا مغرضا.

وبعد قرار العزل الذي تم بموجبه انهاء مساره الذي دام 25 سنة خطيبا على منابر سلا، قال الامام أنه ليس خصما لأي جهة  وليس له أي إنتماء حزبي او سياسي وأنه مرتاح الضمير الأن وأنه سيتفرغ لحياته الخاصة ولأسرته خصوصا انه يبلغ من العمر الان 77 سنة.

ورغم غصة الاحساس بالظلم التي لا يخفيها الامام مصطفى الموهري الصنهاجي ، إلا أنه إعتبر نفسه أنه أدى مهمته على أحسن وجه بما كانت تستحق من اهتمام وتعب وحسن نية، وصرح أنه كان دائما يقوم بالتهييء الطويل لخطبه بنفسه و التي تأخذ منه ليالي للإعداد لها قبل كل جمعة، وأنه ليس من الخطباء الذين لا يجتهدون في خطبهم ولا تهمهم مشاكل الناس ويعتمدون فقط على “القص واللصق”، من محرك البحث جوجل ولا يهمهم تنوير الناس وتوعيتهم .

يذكر أن الامام  مصطفى الموهري الصنهاجي مباشرة بعد تطرقه في خطبة الجمعة ليوم الجمعة 4 ماي 2018 في مسجد إبراهيم الخليل بحي شماعو بمدينة سلا لأحكام التجارة والاحتكار؛ وهي الخطبة التي اعتاد أن يلقيها قبيل كل رمضان تحذيرا للتجار من هذا الفعل المدموم ، لم تمض أربع وعشرون ساعة حتى وجد الأمام الموهري رسالة إعفائه من الخطابة والدروس وتأطير الحجاج بين يديه !.

ويبدو أنه تم قراءة مابين سطور الخطبة بما تهوى الأنفس وظنت الظنون بمشاركته في حملة المقاطعة ضد غلاء الأسعار التي يقوم بها نشطاء فيسبوكيين مغاربة، فجرى رفع تقرير على الفور وتم اتخاد قرار العزل بسرعة البرق وتم تنفيده في ظرف أربع وعشرين ساعة !.

فما أسرعهم حينما يتعلق الامر بحماية مصالح "خدام الدولة" فيتصرفون بسرعة البرق ولو بناءً على تقارير وهمية! ولكن عندما يتعلق الأمر بتسوية ملفات وقضايا المواطنين الحقيقية يتم التعامل معها بسرعة السلحفات ويتماطلون فيها شهورا وربما أعواما !!!.