الدولة المغربية تستنجد بالأمازيغية للتأكيد على مغربية الصحراء ...

تحتضن مدينة بويزاكارن باقليم كلميم جنوب المغرب أشغال الملتقى الجهوي ،  الثاني تحت شعار “الثقافة الأمازيغية والحسانية في خدمة الهوية الوطنية”، والذي يستمر على مدى يومين من 31 دجنبر 2016 الى  1 يناير 2017 ،

ويتضمن برنامج اليوم الأول من  الملتقى  حسب بلاغ للمنظمين ، ندوة علمية  حول ” الذاكرة المشتركة بين الثقافة الأمازيغية و الحسانية ” بمشاركة نخبة من الأساتذة و الباحثين المختصين  و  المهتمين بالثقافة الأمازيغية و  الحسانية  ، والتي ستنكب على  مناقشة  الجذور التاريخية و  الحضارية للتداخل بين الثقافة الأمازيغية و  الحسانية ، مظاهر و تجليات التداخل   بين الثقافة الأمازيغية و  الحسانية ، دور التداخل الثقافي الأمازيغي الحساني في تقوية روابط التواصل بين شمال المغرب وصحرائه ، أبعاد و  آفاق  التداخل بين الثقافتين الأمازيغية والحسانية .

كما سيشهد اليوم الثاني ورشتين علميتين حول ” دور التمازج الثقافي الحساني الأمازيغي في الاندماج والوحدة” و” آليات المحافظة على الإرث الثقافي المشترك الحساني والأمازيغي”.

 
                         
ويهدف هذا الملتقى المنظم  بمدينة بوزاكارن باقليم كلميم من طرف جمعية بويزكارن للتنمية و الثقافة بشراكة مع وزارة الثقافة المغربية و بتعاون مع ماستر اللغة  و الثقافة الأمازيغية بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بأكادير و المجلس الجماعي لبويزكارن و المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة كلميم واد نون ،إلى فتح نقاش علمي أكاديمي حول الثقافة الأمازيغية و الحسانية والترابط التاريخي القائم بينهما. 


كما يتضمن برنامج اليوم الأول أيضا تقديم كتاب ” دراسات صحراوية ” للكاتب خوليو كارو بروخا  ، بحضور المترجم الدكتور: أحمد صابر . أما اليوم الثاني فيتضمن ورشتين عمليتين ، الأولى حول ” دور التمازج الثقافي الحساني الأمازيغي في الاندماج والوحدة “و الثانية حول ” آليات الـمحافظة على  الإرث الثقافي  المشترك الـحساني   و الأمازيغي   ” .

وخلال اليوم الاول لأشغال الملتقى التي انطلقت يوم أمس السبت أكد أكاديميون وباحثون ، أن العلاقة بين الثقافتين الأمازيغية والحسانية علاقة وطيدة ومتجدرة تمتد لعصور تاريخية عريقة.

واعتبر المتدخلون، وهم أساتذة جامعيون وباحثون ومسؤولون، خلال الندوة الافتتاحية  أن التمازج والتلاقح بين الثقافتين الأمازيغية والحسانية لم يكن “عرضيا” ولا وليد اليوم وإنما هو أصيل وتاريخي.

وفي هذا الصدد، أكد المدير الجهوي للثقافة بجهة كلميم واد نون الطالب بويا العتيك، أن التداخل بين اللغة الأمازيغية واللهجة الحسانية لم يكن تداخلا حديثا وإنما يمتد للعصر الصنهاجي الذي كان أساسا لبعض الكلمات الحسانية.

وتطرق العتيك إلى مراحل بروز هذا التلاقح والتداخل بين الثقافتين خصوصا الفترة التي تميزت بالدفاع عن وحدة المغرب ضد الاستعمار الإسباني التي اشتد فيها التمازج بين الثقافتين ، مضيفا أن هذا التلاقح تم بموجب تمازج العنصر الحساني “البيضاني” مع العنصر الأمازيغي وذلك عبر ظروف مختلفة من التاريخ أبرزها الفترة التي هبت خلالها الكثير من القبائل الامازيغية نحو  منتطقة الصحراء للدفاع عن وحدة المغرب.

كما أن هذا التمازج بين الثقافتين رافقه أيضا ، يضيف المسؤول ذاته، تلاقح وتداخل أدبي يتجلى في تعلم الكثير من القبائل الصحراوية للغة الأمازيغية حيث أن الكثير من الألفاظ الحسانية هي ألفاظ أمازيغية منها أسماء الأماكن ، كما أن بعض مكونات البيت الشعري الامازيغي أصبحت حسانية.

ومن جهته، أبرز عميد كلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة ابن زهر بأكادير احمد بلقاضي أن التداخل بين الثقافتين الامازيغية والحسانية هو حاضر وسيستمر ، لأنهما مترابطان على أساس اللغة والثقافة والهوية المغربية والوحدة الترابية.
ولامس المشاركون في هذه الندوة الثقافية الجذور التاريخية للتواصل بين الثقافتين الأمازيغية والحسانية على مدى فترات طويلة من التاريخ، مبرزين بعض أوجه هذا التواصل الذي بلغ حد “التمازج” من خلال حضور قوي للبعد الأمازيغي في الشعر الحساني والعكس.

وأكدوا، في هذا الصدد، على ضرورة استثمار التداخل والتمازج التاريخي بين الثقافتين في تأكيد تلاحم وترابط ساكنة الصحراء والقيم الثقافية التي أسست لها في التعايش والتعدد الثقافي.

وكان رئيس جمعية بويزكارن للتنمية والثقافة ، قد أكد خلال الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى ، أن الجنوب المغربي شكل مجالا تعايشت فيه الكثير من الأشكال والأنماط الثقافية المختلفة حيث أبدعت الساكنتان الامازيغية والحسانية المتواجدة بهذه المنطقة الجغرافية نمطا ثقافيا مشتركا ومتقاسما بينهما شمل الكثير من الجوانب المختلفة (لغات، عادات، ثقافة، شعر..).

وتتواصل أشغال هذا الملتقى ، الذي ينظم تحت شعار “الثقافة الأمازيغية والحسانية في خدمة الهوية الوطنية”، بتنظيم ورشتين علميتين حول ” دور التمازج الثقافي الحساني الأمازيغي في الاندماج والوحدة” و” آليات المحافظة على الإرث الثقافي المشترك الحساني والأمازيغي”.