بسبب نية خليفة حفتر إعادة إحياء القومية العربية ، هل ستندلع ثورة أمازيغية بليبيا ؟

أعلن خليفة حفتر عن نيته في تبني فكرة إعادة إحياء القومية العربية، الأمر الذي أثار مخاوف الأمازيغ  في ليبيا الذين يقطن أغلبهم في منطقة نفوسة الواقعة قرب الحدود التونسية. وقد أضاف التقرير أن أمازيغ زوارة يصرون على القيام بثورة للحفاظ على هويتهم الأمازيغية.

وقام سكان مدينة زوارة الواقعة في أقصى الغرب الليبي برفع الأعلام الأمازيغية في المباني الحكومية للمدينة وفي الطرق الرئيسية، تأكيدا على تمسكهم بهويتهم الامازيغية.

كما أن الأمر الذي أثار مخاوف الامازيغ بليبيا  هو إعلان خليفة حفتر نفسه قائدا لما يسمى بالجيش العربي الليبي. وحول هذا الموضوع، أكد الكولونيل الامازيغي سالم بدروش أن "الأمازيغ يرفضون هذا الإعلان لأن خليفة حفتر هو قومي عروبي يتبع منهج جمال عبد الناصر  البائد". 


و قال محافظ هذه المدينة حافظ بن ساسي إن "شمال أفريقيا كان أمازيغيا قبل قدوم العرب، ونحن نحارب اليوم من أجل الحفاظ على هويتنا ونؤكد أننا مازلنا موجودين." وتجدر الإشارة إلى أن نفس هذا الخطاب قوبل بالقمع خلال عهد الديكتاتور العروبي المقبور معمر القذافي، الذي لطالما رفض الاعتراف بالامازيغية في ليبيا وقام باغتيال ونفي وسجن العديد من المناضلين الامازيغ .

ومن بين مظاهر القمع في عهد الديكتاتور القدافي ، وقع إلغاء اللغة الأمازيغية ومنع التواصل بها في الاماكن العامة !!! ومنع تسمية المواليد الجدد بأسماء أمازيغية ! وتم تهميش المناطق الناطقة بالامازيغية، واعتبار جميع الليبيين عربا..، إلا أنه بعد إسقاط نظام القذافي الديكتاتوري إستعاد امازيغ ليبيا بعض حقوهم .


وذلك بعدما شارك الامازيغ وعلى مدار خمس سنوات و بقوة في الثورة ضد نظام القذافي الديكتاتوري والاطاحة به ، وقد إستطاع الأمازيغ في ليبيا  إعادة إبراز الهوية الأمازيغية وتوحيد جميع أمازيغ ليبيا انطلاقا من زوارة مرورا بالبلدات الواقعة في منطقة  نفّوسة وصولا إلى الجنوب الغربي موطن الطوارق. وفي الإجمال ويمثل عدد الناطقين ىالأمازيغية في ليبيا حوالي 10 الى 20 بالمائة من مجموع سكان ليبيا.

في المقابل فإن مدينة زوارة تفرض رقابتها على منطقة رأس الجدير الليبية الحدودية مع تونس والتي تغيب فيها رقابة السلطة الليبية الأمر الذي سمح للأمازيغ بالسيطرة عليها وقيادة ثورة هادئة انطلاقا منها. 


و تأكيدا على محاولة التحرر من هيمنة الدولة الليبية، قام محافظ مدينة زوارة الأمازيغي بتطبيق سياسته الخاصة في محاربة الجريمة ومقاومة شبكات الهجرة السرية دون اللجوء إلى القضاء الليبي غير الناجع، حسب تعبيره.

كذلك فإن اللغة الأمازيغية أصبحت تدرس في المدارس الإبتدائية والجامعات، التي تقوم بانتداب أساتذة من المغرب والجزائر حيث حققت القضية الأمازيغية تقدما وعرفت منعرجا آخر. وبالإضافة إلى ذلك، يكافح أمازيغ ليبيا من أجل الاعتراف بلغتهم كلغة رسمية ثانية في الدستور الليبي، لكن هذا المطلب يقابل بالرفض من طرف القوميين العرب والاسلاميين المتعصبين للعروبة .

وقد قاطع الأمازيغ انتخاب برلمان مصغر متكون من 60 نائب سنة 2014، بسبب غياب ضمانات بخصوص الاعتراف بهويتهم ولغتهم  في الدستور. وفي نفس الوقت، انسحبت أقاليم أخرى كالطوارق وتوبو من الهيئة الدستورية لنفس الأسباب، ولأنهم رغبوا في أن يحظى مطلبهم على التصويت بالإجماع.

نقلا عن جريدة لوموند الفرنسية بتصرف .