الرد على هراء الوزير الداودي حول التطرف الامازيغي المزعوم .. مع نمادج من التطرف العربي الاسلامي ضد الامازيغية في وطنها

هناك الكثير من المغالطات والإدعاءات الزائفة التي يروج لها خصوم القضية الأمازيغية لغة وثقافة وهوية  في الساحة المغربية؛ بسبب الاستسلام التلقائي للعاطفة الزائدة، والتعصب الديني  والايديولوجي،  والأهواء الذاتية ، والرغبة في تصفية الحسابات مع بعض المثقفين والمفكرين الامازيغ الذين لا ينساقون مع أطروحاتهم  بإسم الدين والوطنية !! التي تسعى إلى منع أي إهتمام باللغة والثقافة الامازيغية في وطنها  .

و مناسبة هذا الكلام ما صرح به لحسن الداودي وزير التعليم المغربي المستَلب أمازيغيا والمؤدَج عربيا بأنه يجب محاربة التطرف الامازيغي ضد العربية والاسلام ، وهذه مغالطة منطقية بئيسة ، إنه  كمن يخترع شيء خيالي سخيف وينسبه لخصمه او يجتزأ من كلامه، ومن ثم يدين هذا الكلام الذي اخترعه هو ونسبه لخصمه وذلك لتشويه موقف خصمه وقضيته . في حين  يتغاضي و يتعامى  هذا الوزير عن الحقيقة المتجلية على ارض الواقع فعلا وهي التطرف العربي القومجي والاسلامي الحقيقي ضد الامازيغية في وطنها ومند عقود من الزمن حتى اللحظة .

 فهل هناك تطرف أكبر من موقف جل الاسلاميين و القومجيين العنصري في المغرب من الامازيغية ، الذين  يعتبرون الأمازيغية صنيعة إستعمارية و لغة منافسة للغة العربية المقدسة باعتبارها لغة القرآن ولغة البيان والإعجاز ولغة الجنة. لذا، يستوجب الإسلام حسب تأويلاتهم للنصوص الدينية التي يعتمدون عليها إقصاء الأمازيغية في وطنها وعدم الاهتمام بها ومحاربتها لأنها تحيل على التمزق وإثارة الفتنة وإشعال النعرات حسب تبريراتهم السخيفة ، وأنها لغة الكفر والتطرف والانفصال وتمزيق الوطن والأمة على حد سواء حسب زعمهم . فهل هناك تطرف اكبر من هذا !؟ ومن هو المتطرف هنا ؟ هل الامازيغي الذي يطالب بحقه المشروع  أم الذي ينكره عليه ويسعى جاهدا لكي لا يناله بإفتراء التبريرات المغرضة و الاتهامات السخيفة!؟ 



بل و يُعتبر حزب العدالة والتنمية المغربي ، الذي ينتمي اليه الوزير لحسن الداودي ومتشع بأفكاره ، أحد أشد الاحزاب المغربية عداوة للامازيغية لغة وثقافة وهوية في وطنها ، والدليل على ذلك أن هذا الحزب ،مع حزب الاستقلال المتعصب للعروبة ، هما الحزبان المغربيان الوحيدان اللذان  قاما بمجهود كبير لمنع الاعتراف بالامازيغية في الدستور المغربي في التعديل الاخير!! حيث اعترضوا بقوة وتعصب على مقترح  ترسيم اللغة الامازيغية  في دستور 2011 !!  فهل هناك تطرف اكبر من هذا !! فماذا نسمى هذا الوقوف ضد الاعتراف بلغة وثقافة في وطنها الام  يا سيادة الوزير!!. فكفاكم  من الهراء والاستغباء .

نمادج من التطرف العربي الاسلامي ضد الامازيغية في وطنها 


الدعوة الى ابادة اللغة الامازيغية ومنع اي اهتمام بها وحصر الاهتمام بالعربية باعتبارها لغة القران والاسلام والجنة ولغة شريفة ومقدسة ...

منع استعمال الامازيغية في المحاكم  وخطب الجمعة والعيدين و في الادارات  العمومية والتلفزيون على مدى خمسين سنة ولايزال !!!

منع  تأسيس أحزاب سياسية للدفاع عن الأمازيغية ، في حين تزخر الساحة باحزاب سياسية تدافع عن العروبة والاسلام 

تحريف التاريخ الامازيغية ومنع تدريس المرحلة ما قبل الاسلام واعتبارها جاهلية في حين يتم تدريس تاريخ الجزيرة العربية ما قبل الاسلام !!!

منع التسمية بالاسماء الامازيغية واعتبارها  أسماء وثنية غير أسلامية في حين يسمح بالتسمية بأسماء عبرية وفارسية وتركية وعربية ما قبل الاسلام !!! 

إتهام الامازيغ  المطالبين بحقوقهم الثقافية واللغوية  المشروعة  بالعنصرية والخيانة والعمالة الاجنبية والكفر والالحاد والدعوة  للفتنة !!!!

تحريم الاحتفال بالسنة الامازيغية إيناير واعتبارها كفرا و وثنية !!!

تحريم إلقاء التحية الامازيغية  Azul  واعتبارها كفرا وزندقة !!!

تسمية وطن الامازيغ التاريخي شمال افريقيا زورا وبهتانا بـ"المغرب العربي " !!!

اعتبار دعوة الامازيغ لتصحيح هذا المصطح العنصري خروجا عن الاسلام والملة ودعوة للفتنة !!!

نكتفي بهذا القدر وهو فقط عبارة  عن قطرة من بحر التطرف العربي الاسلامي ضد الامازيغية في وطنها مند عقود . بعد تهميشها ومحاربتها والتنكر الرسمي لها والزج في السجون ببعض مناضليها بتهم واهية حينها ،وإعتبار المغرب بلدا عربيا !!!  بل هناك من قادة الاسلاميين والقومجيين من دعا بصريح العبارة الى ابادة الامازيغية في وطنها باسم  العروبة والاسلام .وبعد هذا كله يتهمون الامازيغ بالتطرف !!!.

خلاصة القول  الحركة الامازيغية  لم تأتي من فراغ، وليست وليدة أي عنصرية ، وليست إستعمارية النشأة، بل هي  أرفع وأسمى من إتهامات  كل من هب ودب ،حتى غدت تقضي  مضجع أعداء الامازيغية  و باتوا يطرحون  حولها أسئلة ساذجة ،و يتهمون مناضيليها بتهم سخيفة جدا كالخيانة و العمالة للإستعمار والتطرف !!!، لكن الأمر هنا لايعدو كونه أساليب خسيسة وإرهاب فكري لإسكات الامازيغ ، وتنكر للواقع، وسد للآذان عن الحق الصادع.

وعموما فالأمازيغ  اصبحوا واعين تمام الوعي بقضيتهم و يعرفون قدر أنفسهم  و ما لهم و ما عليهم  و ما يحاك ضد لغتهم  وثقافتهم   و لعبة  الدولة و ازلامها ومؤامراتهم  اصبحت مكشوفة و لم يعد يجدي الخداع، لذا اضطرت الدولة مكرهة لا حبا في الامازيغ للاستجابة لبعض مطالب الامازيغ بارتجال ، كانشاء قناة شبه أمازيغية و المعهد الملكي للثقافة الامازيغية و ترسيم الامازيغية في الدستور، حيث لا يرقى تجاوب الدولة الى مستوى ما يطمح  اليه الامازيغ و ما لم تتعامل الدولة مع المطالب المشروعة بجدية فالقضية لن تبارح مكانها والامازيغ لن يستسلموا أبدا ولن يهدأ لهم بال  ولن يجدي أي إرهاب فكري في إسكاتهم .

البوابة الامازيغة .