قصة جمعية الصداقة الأمازيغية اليهودية التي فضحت موقف الاسلاميين والقوميين العرب اليوم

قبل عشر سنوات تقريبا، بالتحديد سنة 2007،  قرر مجموعة من النشطاء  والباحثين الامازيغ واليهود تأسيس  جمعية  مشتركة تحث إسم: جمعية الصداقة الأمازيغية اليهودية ، وتم الاعلان عن ذلك بعد النقاش و الاتفاق بين الطرفين .

وحددت الجمعية لنفسها أهدافا ثقافية واقتصادية واجتماعية وسياسية. وأكدت بهذا الخصوص أنها تسعى ثقافيا لتشجيع التعاون والتبادل الثقافي بين الأمازيغ واليهود والحفاظ على التراث الأمازيغي لليهود الذين هاجروا من شمال افريقيا إلى إسرائيل....

جمعية الصداقة الامازيغية اليهودية
كان شعار الجمعية : معا نواصل تعايش الأجداد 


 وقد أعلنت اللجنة التأسيسة  للجمعية حينها في بيان لها وزعته على  الصحافة الوطنية والدولية،  أن هدفها "توثيق الصلات التاريخية بين الأمازيغ واليهود الإسرائيليين الذين استوطنوا المناطق الأمازيغية بشمال افريقيا منذ قرون في تعايش سلمي تام مع الأمازيغ ثم وهاجروا إلى إسرائيل".
  
وكانت ترمي سياسيا  لحماية الحقوق الأساسية للشعبين الأمازيغي واليهودي امام المنظمات الدولية،  ومكافحة اللاسامية والعنصرية، والاعتراف الدستوري والرسمي باللغة والثقافة الأمازيغية  والبعد العبري بالشمال الأفريقي وبلدان المهجر حيث تقيم الجالية اليهودية والامازيغية معا. وتسعى أيضا لمكافحة "التشدد والارهاب" بكل أشكاله واستغلال الدين لأغراض شخصية وسياسية.
 
أما اقتصاديا واجتماعيا فتعتزم الجمعية ربط صلات لتحقيق مشاريع تنموية وصحية وفلاحية وصناعية بين المغرب وإسرائيل.وتشجيع  اليهود الإسرائيليين على العودة إلى المغرب بأي وقت يشاؤون والاستثمار فيه.

الناشطة اليهودية إيمانويلا تحيي الأمازيغ من القدس


 الناشط الامازيغي الراحل احمد الدغرني صرح حينها قائلا: "من حق الأمازيغيين تأسيس مثل هذه الجمعية لتعزيز علاقات تاريخية بين الأمازيغ واليهود" وهو مر حر علية هجوم عنيف من القوميين العرب والسلاميين معا وتم التحريض ضده. وقد سبق للدغرني أن سافر  إلى إسرائيل لحضور مؤتمر دولي، والتقى بشخصيات سياسية مسؤولة، وهو لا يرى في ذلك عيبا أو تطبيعا من وجهة نظره.

احمد الدغرني
الناشط الامازيغي الراحل احمد الدغرني خلال زيارته لاسرائيل لحضور احد المؤتمرات


من جانبه أكد الناشط الأمازيغي علي حداوي حينها أن  الجمعية يمكنها أن تلعب دوراً سياسياً مهماً أيضاً من خلال تقريب الرؤى وتضييق الخلافات بين العرب وإسرائيل، مشدداً على ضرورة التفريق بين اليهود والدولة الإسرائيلية وبين الصهيونية كحركة سياسية واليهودية كديانة.

ولفت خداوي إلى كون جمعية الصداقة الأمازيغية اليهودية أسست لإحياء تاريخ وتراث مشترك بين الامازيغ واليهود عمره أزيد من 3000 سنة ووقع تهميشه لأسباب سياسية وتاريخية عديدة، مردفاً أن جلّ أضرحة ومقابر أولياء اليهود وصالحيهم بالمغرب توجد في المناطق الأمازيغية بالأساس. واضاف بإمكان هذه الجمعية أن تلعب دوراً حيوياً في دعم التواصل والتعاون الثقافي بين الأمازيغ واليهود بهدف تحقيق مصلحة المغرب والجالية اليهودية التي هاجرت من المغرب. وان الجمعية أيضا ستسهم بشكل فاعل في تشجيع عودة اليهود المغاربة في إسرائيل إلى بلدهم المغرب للاستثمار لكون هذه الجالية كثيرة العدد هناك، وهو ما يشكل فائدة اقتصادية للمغرب.

يهودي عاش مع الامازيغ قبل رحيله الى اسرئيل فتعلم لغتهم  يردد نشيدا بالأمازيغية 


ومباشر بعدما إتضحت جدية تأسيس جمعية الصداقة الأمازيغية اليهودية،  ثارت ثإئرة  الاسلاميين المغاربة والقوميين العرب الذي شرعو يوزعون تهم "الخيانة والصهيونية والتطبيع" حسب تعبيرهم على النشطاء الأمازيغ، كما إنتفض  بعض السياسيين وأئمة المساجد المنتمين  لحزب العدالة والتنمية الاسلامي  ضد تأسيس الجمعية  ولجأوا الى التحريض وتهييج العوام في خطبهم ضد النشطاء الامازيغ، فتمت مهاجمة بيت الناشط الامازيغي الراحل احمد الدغرني بالحجارة ليلا وتكسير زجاج نوافد بيته، كما تم  تهديد النشطاء الامازيغ سواء  الذين اعلنوا عن قرار تأسيس الجمعية اوالمؤيدين لهم بعواقب وخيمة وباعمال ارهابية في حال اقدموا على تأسيس الجمعية. 

وقد قاد حينها القومي العروبي خالد السفياني منسق ما يسمى"مجموعة  العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين ومناهضة التطبيع"، الحملة المناهضة لهذه الخطوة بمساندة من حزب العدالة والتنمية  الإسلامي، وقد مورست ضغوط على بقية المنظمات الأمازيغية بهدف تجريم هذه الخطوة ومنعها والتي وصفوها  بخيانة" القضايا العربية والإسلامية العادلة"حسب وصفهم. 

ويشهد التاريخ اليوم ان هؤلاء القومجيين والاسلاميين الذي هاجموا النشطاء الأمازيغ  وناهضوا تأسيس جمعية الصداقة اليهودية الامازيغية، هم انفسهم الذين بلعوا ألسنتهم  الأن وتعاملو بالصمت والخَرس التام  مع  إعلان المغرب رسميا تطبيع العلاقات مع إسرائيل ثقافيا واقتصاديا وسياسيا وفتح مكتب الاتصال فلم ينبسوا بكلمة واحدة، ما يؤكد أن هجموهم الهستيري ضد النشطاء الامازيغ  ليس دفاعا عن فلسطين بل لغرض في نفس يعقوب.