هكذا خان الأمويون القائد الأمازيغي طارق بن زياد وجعلوه مجهول المصير وبدون قبر لهذا السبب

يعتبر القائد الأمازيغي طارق بن زياد Tariq ibn Ziyad القائد العسكري الوحيد في التاريخ  الاسلامي مجهول المصير وبدون قبر معروف حتى الان، و يقصد بهذا الحديث ما تورده  الكتب والبحوث التاريخية عن شخصية عظيمة يفترض أنها تضاهي أكبر الفاتحين في التاريخ الإسلامي من حيث الفضل والشهرة والأهمية. خصوصا بعد إنتصاره على "رودريغو" المعروف باسم "لذريق" في معركة وادي "لكة" لتفتح له الطريق نحو انتصارات متتالية....

طارق بن زياد Tariq ibn Ziyad فاتح الاندلس


إنه القائد الامازيغي المسلم الذي قاد بضعة آلاف من المجاهدين الأمازيغ، وعبر بهم البحر الأبيض المتوسط من أقصى نقطة وصلتها الفتوحات الإسلامية في القرن الأول للهجرة، أي ساحل المغرب الأقصى، واقتحم بهم أوروبا من مدخلها الأندلسي، وثبّت أقدام الدولة الإسلامية في قلب العالم الغربي خلال شهور قليلة، في الوقت الذي تطلّب فيه فتح بقعة تضاهي الأندلس من حيث الأهمية الرمزية والاستراتيجية مثل القسطنطينية عدة قرون...

طارق بن زياد، الذي تُرجّح  كل كتب التاريخ والبحوث أنه أمازيغي الأصل من شمال افريقيا، قاد الدولة الأموية إلى بسط سيطرتها على شبه الجزيرة الإيبيرية في ظرف وجيز جدا، لكنه انتهى في ظل حكمها قائدا مجهول القبر والمصير، وآخر عهد لسجلات التاريخ به هو حين وصل إلى دمشق عاصمة الخلافة وقتها، لتسليم مغانم الفتح الكبير للخليفة الأموي ، ثم ليختفي أثره من شاشات التاريخ الى الابد.

وتذكر كتب التاريخ أن موسى بن نصير وطارق بن زياد  توجها نحو عاصمة الخلافة الإسلامية دمشق بالشام، ومعهما كميات كبيرة من الغنائم  الآتية من فتح الاندلس، وصادف ذلك مرض الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك،  فطلب أخوه سليمان  بن عبد الملك  من موسى بن نصير تأخير وصولهما إلى عاصمة الخلافة إلى حين ما بعد وفاة الخليفة الوليد، كي يستأثر بالغنائم  وينسب فتح الأندلس لنفسه، وهو ما لم يستجب له القائدين ، مما جعلهما يواجهان غضب سليمان بن عبد الملك بعد توليه الخلافة.

سارع الخليفة الأموي الجديد سليمان إلى عزل موسى بن نصير، بينما تم نفي طارق بن زياد وتشريده فدخل طارق مرحلة نسيان كبير، حيث غادر سجلات التاريخ في هذه المرحلة ولم يعد يظهر له أثر يذكر، وتضاربت الأخبار والروايات بين قتله ونفيه وبين القول إنه تحول إلى رجل فقير  ومشرد وتائه في دروب دمشق بالشام، إلى أن توفي  شحاتا حوالي عام 101 هجرية الموافق لـ720 من الميلاد فظل مجهول القبر الى يومنا هذا.

وتتطرق بعض الروايات الاخرى إلى شنآن وقع بين القائد الأموي موسى بن نصير وطارق بن زياد، حيث تحكي بعض المصادر كيف أن ابن زياد وعيا منه بأهمية مائدة ذهبية مرصعة بالأحجار الكريمة ، وكانت من غنائم فتح الاندلس، يقال إنها تعود إلى سليمان بن داوود، فقام باستبدال أحد أرجلها الأصلية برجل بديلة، بعدما استشعر الغذر والخيانة من موسى بن نصير الذي اراد ان ينسب شرف فتح الاندلس الى نفسه، وبعد وصولهما إلى قصر الخلافة، قام موسى بن نصير بتقديم المائدة  الذهبية على أنها هدية منه للخليفة ودليل على قيادته لفتح الاندلس، فأخرج طارق بن زياد الرجل الرابعة الأصيلة ليكشف أنه هو من قاد النصر الإسلامي وفاتح الاندلس الحقيقي.

كما تشير بعض الروايات إلى أنَّ سياسة الأمويين  القاضية بتفضيل العنصر العربي على غيره من العناصر في الدولة الأموية، كانت سببًا اخر في إهمال طارق بن زياد وتهميشه وتشريده كونه، بحسب أصحاب هذا الرأي، أمازيغي الأصل ومن العجم، ولا ينبغي أن يستأثر بأي مجد في الدولة الأموية، وكانو يتخدونه كرأس حربة فقط . 

تنافس هذه الروايات رواية أخرى تقول إن الخليفة الاموي سليمان بن عبد الملك أسقط الرّجُلين معا لأنه أراد الاستئثار بشرف فتح الأندلس لنفسه، وفي كل  الاحوال تدهب جميع الروايات الى ان طارق بن زياد وقع ضحية خيانة وغذر الأمويين الذين خانوه رغبة منهم في الاستئثار بشرف فتح الاندلس لانفسهم  فحاكوا ضده الدسائس والمؤامرات لطمس أثره لكن التاريخ أنصفه وخلده.