الباحث مارتي كورنيا يشرف على إنجاز نسخ للنقوش الصخرية الامازيغية القديمة التي حيرت الباحثين

تم  الاسبوع الماضي تناول موضوع حول طرق جديدة لتأريخ مطلق للرسوم الصخرية الامازيغية القديمة  في المغرب، كمحور لمحاضرة احتضنها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في الرباط ألقاها مارتي ماس كورنيا، أستاذ في قسم ما قبل التاريخ وعلم الآثار في الجامعة الوطنية للتعليم عن بعد في العاصمة الاسبانية مدريد.

وصرح مارتي ماس كورنيا، ان "تأريخ الرسومات الصخرية التي تم اكتشافها بالمغرب، يعتبر من أهم الإشكاليات التي تواجه الباحثين، موضحا أن هذه الصعوبات، تكمن أساسا في تواجد مواقع هذه الصخور في الهواء الطلق،وعلى مساحات شاسعة ،  مما يجعلها "عرضة للتأثيرات الخارجية".

في السياق ذاته، وبخصوص حصة النقوش الأمازيغية بموقعي تمنارت وطانطان، أكد الباحث أن "العديد من النقوش والرسومات الصخرية لها علاقة وثيقة بالثقافة الأمازيغية بمختلف تجلياتها، وتعكس خصوصيات الحضارة الامازيغية القديمة ".



وأضاف الباحث الإسباني ، الذي سبق له أن أطر أطروحة دكتوراه حول "الفن الصخري الأمازيغي بمنطقة درعة السفلى في المغرب"، في اللقاء العلمي الذي نظمه مركز الدراسات التاريخية والبيئية التابع للمعهد يوم الجمعة الماضي، لتقديم خلاصة بحث أنجزه فريق مغربي-إسباني متعدد التخصصات لدراسة الفنون الصخرية المتواجدة بمنطقة درعة السفلى وبإقليم طانطان، أن فريق البحث اعتمد على التقنيات الحديثة في المجال، والتي ساعدته في إنجاز نسخ للرسومات الصخرية القديمة، بغية صياغة خطاطات لها أبعاد إحصائية وعلمية.

نقش صخري أمازيغي غامض ضارب في عمق التاريخ بمنطقة الاطلس 


وأوصت الدراسة التي أشرف عليها باحثون من المركز الوطني للتراث الصخري (المغرب)، والجامعة الوطنية للتعليم عن بعد (إسبانيا)، بتوجيه البحث العلمي إلى ميادين ذات صلة بعلم الآثار والأنثروبولوجيا وغيرها من الميادين التي ستساهم في نفض الغبار عن جزء مهم من المعطيات التاريخية ذات صلة بالحضارة الامازيغية القديمة .

مهتمين اوربيين خلال معاينة لبعض النقوش الصخرية الامازيغية بالاطلس الكبير

ويذكر ان أرض المغرب و شمال افريقيا عموما  تحتضن عشرات المواقع التاريخية التي تؤتثها مئات النقوش الصخرية الفنية الامازيغية تعود لأزمنة غابرة  خلفها الانسان الامازيغي القديم ، لكنها للاسف معرضة للإهمال و لا تقلى العناية اللازمة من طرف الحكومات المتعاقبة في بلدان شمال افريقيا .

وتفيد المراجع المتخصصة بان منطقة «أقا» بولاية طاطا (جنوب جبال الاطلس) تتوفر على مئات النقوش الصخرية الامازيغية  التي ترجع الى فترة ما قبل التاريخ. ويضم وادي درعة بورزازات ما لا يقل عن ثلاثين موقعا للنقوش الصخرية اشهرها في ضواحي تنزولين (وسط درعة).