لسنا بحاجة لأغنية (الصحرء تيناغ أتكا) نحن بحاجة لأغنية (أكال ويناغ أيكا) ضد تجريد الامازيغ من أراضيهم بسوس

أقدم أربعون فنّانا أمازيغيا من منطقة سوس، في سابقة من نوعها، على  إنجاز أغنية جماعية باللغة الأمازيغية، تحمل عنوان "الصحراء تيناغ أتكا"، وتعني "الصحراء لنا"، وتقديمها تعبيرا منهم عن دعم مغربية الصحراء ، ومساهمتهم في التوعية والتحسيس والدفاع عن مغربية الصحراء . 

لكن أيها الفنانين الامازيغ ، بصفتكم ابناء منطقة سوس ، كان الاجدر بكم  إصدار أغنية جماعية بعنوان:  (أكال ويناغ أيكا) ضد عملية نزع الأراضي البورية للسكان الامازيغ  المهمشين بمنطقة سوس التي يقوم بها المخزن المغربي باعتماد قوانين استعمارية بدريعة تحديد الملك الغابوي. حيث يستغيث السكان المحليين ويحتجون  ضد هذا الظلم والاجحاف المخزني وخرجوا في تظاهرات واصدروا بيانات معبرين عن اعتراضهم وإستنكارهم واحتجاجهم ضد هذه السياسة المخزنية التي تسعى لتجريدهم من اراضيهم البورية  التي توارثوه مند قرون اب عن جد.

على اليمين صورة جماعية للفنانين السوسيين اصحاب الأغنية الجماعية للصحراء
وفي اليسار معناة الامازيغ الحقيقية بسوس

 فهؤلاء السكان الامازيغ المهمشين والمغلوبين على امرهم  ومعاناتهم مع سياسة التفقير ـ يا أصحاب الصحراء تيناغ أتكا ـ هم أولى بالدعم والمساندة  باغنية جماعية بعنوان: ـ أكال ويناغ أيكاـ مثلا أما الصحراء فليست بحاجة لاغنيتكم  الجماعية  للتأكيد على مغربيتها طالما الدولة المغربية لاتزال تعمل على إقصاء وتهميش الاغنية الامازيغية نفسها  بكل ابعادها رسميا !!  والتي لا تتلقى أي دعم رسمي ماديا كان أو معنويا من الدولة مثل الاغنية العربية!!!. 

ساكنة سوس الامازيغية تحتج ضد تجريدهم من اراضيهم لكن لا حياة لمن تنادي 

 فهل أدركتم مدى غباء مبادرتكم التي أقدمتم عليها حين إقدامكم على أداء أغنية جماعية لاجل الصحراء، وتجاهلتم معانات أهلكم الامازيغ في سوس تُنزع منهم أراضيهم البورية من طرف المخزن أمام أنظاركم ، و تُنهب ثراوتهم المعدنية دون ان يستفيدوا  منها سنتيما واحدا،  بالإضافة لمعاناتهم من هجومات قطعان الخنازير البرية كل ليلة على مزروعاتهم المعاشية التي تقوم بإتلافها  بالكامل سنويا تحث انظار ورعاية مندوبية المياه والغابات المخزنية التي تمنع على السكان  قتلها او مسها بسوء ومن تجرأ  وفعل  يدفع غرامات طائلة !! ، و كذلك معاناتهم مع هجومات البدو الرحل الصحراويين سنويا بقطعانهم الكبيرة  من الجمال الجائعة التي تأتي على مغروساتهم واشجارهم  وعلى الاخضر واليابس دون تدخل السلطات رغم المناوشات و الشكايات المتكررة للسكان ،بالاضافة لمعاناتهم الكبرى من إنعدام الطرق المعبدة  والقناطر والمستشفيات و المياه النقية والمشاريع التنموية . أليس هؤلاء السكان أولى بالمساندة الرمزية ، أما مغربية الصحراء فليست بحاجة لاغنيتكم الجماعية مقارنة بمعانات الامازيغ الحقيقية مع التفقير والتهميش الممنهج ضدهم في عقر وطنهم .

السكان الامازيغ ينوبون عن الدولة في شق الطرق في مناطقهم حيث تنعدم البنية التحتية
بينما تنهب ثراوتهم المعدنية دون ان تستفيد منها منطقتهم في شيء 

نذكركم ـ يا أصحاب أغنية الصحراء تيناغ أتكا ـ ان ساكنة منطقة سوس الامازيغية في الظروف الحالية حيت تُنزع منهم اراضيهم البورية وتُنهب ثرواتهم المعدنية من طرف المخزن وفي ظل التهميش الاقتصادي الممنهج ضدهم وضد ثقافهم ولغتهم وهويتهم الامازيغية ، ليسوا بحاجة لأغنية (الصحرء تيناغ أتكا) إنما هم بحاجة لإنخراطكم في التوعية والدعم والاحتجاج ومساندتهم في نضالهم ، وكان أولى بكم إصدار أغنية جماعية بعنوان  (أكال ويناغ أيكا) مثلا كتضامن منكم مع احتجاجهم ونضالهم  ضد عملية نزع أراضيهم البورية ونهب ترواثهم المعدنية التي لا يستفيدون منها شيئا .

لكن للاسف نرى أن مشاكل وهموم الساكنة الامازيغية في واد  و أنتم في واد  أخر ، فدائما ما نجدكم  تغنون لأجل الصحراء أو فلسطين أومشاكل الشرق  الاوسط  الاخرى، وتتجاهون معانات ومشاكل وهموم اخوانكم الامازيغ الذين يعيشون الى اليوم  في أسوأ الظروف وتحث وطأة الظلم والتفقير والتهميش والتهجير القسري !!!.

البوابة الامازيغية.