بعد دعوته الى إلقاء الاذان بالامازيغية .. الناشط الامازيغي عمر افضن يرد على منتقديه في حوار خاص ..

أثارت تغريدة  للناشط الأمازيغي عمر افضن العضو السابق بالمكتب السياسي للحزب الديموقراطي الامازيغي الممنوع، على حسابه بالفايسبوك، جدلا واسعا بعد دعوته الى إلقاء الأذان بالأمازيغية،  مما خلق جدالا داخل المجتمع بين مؤيد  ومعارض للفكرة، حيث اعتبرها البعض دعوة الى احياء موروث البورغواطيين الامازيغ الذين كانوا يلقون الاذان بالامازيغية ، واخرون  اعتبروها الحادا و خروجا عن تعاليم الدين الإسلامي ورموه  احيانا بالزندقة،  بينما اصطف الى جانبه دعاة حرية المعتقد وحرية التعبير.

 الناشط الامازيغي إبن منطقة أيت باعمران المعروف بدفاعه المسثميت عن الامازيغية وعن الهوية الأمازيغية للصحراء وعن الاسلام الامازيغي المعتدل، الذي يعتبره مخالفا للاسلام المتشدد بالمشرق، بتغريدته هاته فتح نقاشا واسعا، ومواكبة منا لتداعيات الواقعة، ولتقريب القراء أكثر من خلفيات ذلك، ننشر الحوار التالي مع الناشط الأمازيغي عمر إفضن حول الموضوع نقلا عن موقع سوس بلوس:

الصورة من تصميم : البوابة الامازيغية

أولا مالدافع الى نشر هذه التغريدة التي دعيت خلالها الى الأذان بالأمازيغية، مما أثر جدلا واسعا في المجتمع، الا يعتبر ذالك مسا بأحد الركائز الحساسة للمجتمع المغربي حين يتعلق الأمر بالدين الإسلامي؟


أولا من حق أي كان التعبير عن ارائه و أفكاره بالوسائل التي يراها مناسبة لذلك، ماعدا العنف المرفوض في كل أدبيات الديمقراطيين والحقوقيين في العالم، وأنا من الذين يكتبون ويصرحون بأفكارهم متى وأين أتيح لهم ذلك في وسائل الإتصال المباشرة والغير المباشرة  ومنها بطبيعة الحال الفايسبوك، وأنا لم أتي بجديد قلت لماذا لا يكون الأذان كذالك بالأمازيغية وهذا حق لأن الأذان في اللغة العربية هو الإعلام بالشيء، وهنا الإعلام جهرا بوقت الصلاة ولا بأس إن كان بلغة مجموعة بشرية لا تفهم اللغة العربية، وليس عند الأمازيغ فقط ولكن أيضا في الهند مثلا و بوتسوانا و كل الأماكن التي يعتقد فيها البشر بالإسلام ولا يعرف اللغة العربية، يجب مناقشة الموضوع من حيث المغزى لا من حيث الظاهر.

 اليست دعوة صريحة الى احياء مذاهب امازيغية نعتت بالخوارج و الزندقة كالبورغواطيين كما جاء في أحد الردود على تغريدتكم؟

الإسلام بدأ في الدخول البطيءالى شمال افريقيا منذ غزوة عقبة بن نافع الفهري 665م، وهو من الشرق و دخل بالقوة واغلب المؤرخين  كتبوا عن ذلك صراحة و لم يخعوه بما فيه المؤرخين العرب، كان هناك صراع دموي قارب السبعين سنة بين الامازيغ و الحركات الاسلامية العنيفة، ولا يمكن نعث الحركات الأمازيغية المؤسسة عبر التاريخ على الوازع الديني بالخارجية لأن الاسلام لم يكن دين تربتها لتخرج عنه فهي تلقته وكيفته حسب الوسط الذي تعيشه، ومنهم الإباضيين و البورغواطيين وايضا نتيجة الرغبة السياسية القوية في التخلص من التبعية لمركز الخلاقة بالشرق، وهنا يمكن ان نفسر أيضا ظهور المرابطين والسعديين والموحدين بقيادة المهدي بن تومرت الذي لا يتقن إلا الأمازيغية و بها أسس دولته الدينية، وكل الطرق والزوايا  التي ظهرت في بلاد تمازغا ومنها مثلا ايت إعزا ويهدا بالصحراء، وهو ما يمكن أعتباره بنماذج من الدين الأمازيغي الدي يسعى الى الطمئنينة الروحية والنفسية للمجتمع و لا يشكل الدين أي مركب نقص و عقدة في تربيتنا الأمازيغية هناك اشكال الثقافة الدينية في دراستها قد تكون الأرقى في تاريخ البشرية لإنسانيتها وانتفتاحها وعفويتها وحتى في  لحظات تادينة الطقس الديني الامازيغي نحتاج فقط أن نفتح أعيننا أكثر على ذواتنا قبل ذوات غيرنا حضاريا.

الا ترى أن بلادنا لا تحتاج الى مثل هذا النقاش الذي لا يفيد في شيء؟


هي موضوعات راهنية مرتبطة بضرورة الدفاع عن التعايش الديني بين الشعوب و الأمم هناك الان صورة نمطية في العالم حول الدين الإسلامي بسبب تنامي حركات الطرف الديني، و بينما نحن بلد ينظر اليه على أنه إسلامي فلابد أن نظهر ما يميزنا عن غيرنا في السلوك الحضاري المنفتح و المتعايش للدين الاسلامي بالمغرب، و تنامي التطرف الديني في أوساط الشباب هو نتيجة الفجوة الروحية للدين عند المغربي التي تم اهمالها عدم الإهتمام بالموروث الثقافي الديني المغربي الذي يختلف عن الشرق، وتعد الأمازيغية أحد المفاتيح الأساسية في محاربة التطرف و سيادة السلم.

حاوره : سعيد المعالي .
نقلا عن موقع سوس بلوس .