تحطيم خرافة عروبية إسمها المغرب العربي .. شمال إفريقيا بلاد الامازيغ وليست مغربا عربيا

من الخدع النفسية المعروفة التي يعتمدها أصحاب الايديولوجيات في العالم   لتزيف الحقائق التي لا تخدم اغراضهم لأجل السيطرة و التدجين ، هي تكرار الأكاذيب  باعتماد الاعلام و المدرسة وغيرها  حتى تصبح هذه الاكاذيب حقيقة يصدقها ويقبلها الناس و تصبح من المسلمات في لاواعيهم يتعصبون لها خصوصا  البسطاء والجهلاء منهم  .

 وهذه الخدعة بالذات  ما طبقته مند العشرينات من القرن العشرين حكومات بلدان شمال افريقيا المتعصبة للعروبة والمتشبعة بفكر القومية العربية الشوفيني الذي يهدف الى طمس هويات الشعوب غير العربية و احلال هوية عربية محلها ، وذلك عندما إعتمدت هذه الحكومات مصطلح "المغرب العربي" العنصري الايديولوجي لوصف الوطن التاريخي  للامازيغ  لطمس الهوية الامازيغية للمنطقة و احلال العربية محلها !، فأستغلت الاعلام و التعليم .. لترسيخ هذا الوصف العنصري الخرافي الايديولوجي في أذهان الناس كحقيقة  باعتماد خدعة التكرار المستمر و المغالاطات و الاكاذيب ، لكن اليوم أصبحت المصطلحات العنصرية والمسيئة للشعوب و الأفراد عاجزةً عن الإستمرار و الملاءمة مع العصر الذي نعيش فيه الآن حيث تناضل كل الشعوب من أجل تحقيق حريتها و كرامتها و تثبيت مبادئ المساواة و العدالة الإجتماعية دون ميز او اضطهاد.

شمال إفريقيا بلاد الامازيغ  وليست مغربا عربيا 




قبل الغزو الاسلامي لشمال أفريقيا لم يكن قط  أي  وجود أو أثر للعرب بالمنطة ، بل سكنها الامازيغ السكان الاصليون لشمال افريقيا مند قرون سحيقة قبل الميلاد و لاتزال ملايين منهم يقيمون بالمنطقة  حتى اليوم لهم  لغتهم الخاصة وعاداتهم وتقاليدهم الافريقية الاصيلة ، وتراثهم الثري والموغل في العمق التاريخي لآلاف السنين... شعب تاريخي أصيل  إحتك وتعامل مع شعوب تاريخية مجاورة عديدة كالفراعنة و الفينيقيين و الرومان و الاغريق .. وترك بصمات حضارته على مجمل الحضارة الافريقية الشمالية منذ عهود الفراعنة وما بعدها.

 بعد الغزو الاسلامي  لشمال افريقيا وعلى مدى عدة قرون حاول خلالها الفقهاء و الدول المتعاقبة خلق امة جديدة باسم الاسلام الذي شيّع بانه فوق القوميات والطوائف وافضل من المعتقدات والاديان السائدة لكنه في جوهره كان ولا يزال مجرد تكريس لثقافة جزيرة العرب وقيمها وعاداتها وتقاليدها ولغتها التي خدمها  الامازيغ  بالمنطقة أكثر من العرب ...وهكذا و على مدى 14 قرن كانت النتيجة  إستعراب نسبة هامة من الامازيغ و بالخصوص في السهول لإحتكاكهم المباشر بالدخلاء مع انعزال سكان المناطق البعيدة .

 و بعد ابتلاء بلدان شمال افريقيا في بداية القران العشرين  بايديولوجية القومية العروبية العنصرية الدخيلة و تطبيقا لها تم تهميش  ثقافة ولغة الامازيغ من طرف الانظمة المتعصبة للعروبة ، حيث تم نهج سياسة التعريب  و فرض الهوية  العربية على الجميع مع تهميش وإقصاء  ثقافة ولغة الامازيغ  في الاعلام و التعليم  و الادرات .. لأجل طمس الهوية الامازيغية في شمال افريقيا ،  وتتويجا  لذلك تم نسب وطن الامازيغ  التاريخي تامازغا  برمته زورا للعرب بجرة قلم  وأطلقوا عليه في تحدي صارخ للحقيقة إسم " المغرب العربي" !!!! و المضحك اكثر ان يتابكى العرب اليوم عن سياسة مزعومة يقولون ان اسرائيل تمارسها لتهويد القدس و في الوقت ذاته هم يمارسون سياسة تعريب شمال افريقيا  !!!!

  إنهيار خرافة "المغرب العربي " أمر حتمي لأن الحقيقة عصية عن التزوير 


اليوم في عصر العلم و حقوق الانسان أصبح  أنهيار مصطلح "المغرب العربي" الايديولوجي  أمر حتمي لأن مصير كل مصطلح اديولوجي عنصري هو مزبلة التاريخ مثل خرافة " المغرب العربي"  حيث انكشفت مدى عنصرية هذا المصطلح الخرافي الذي لا يستند على أي أساس تاريخي او موضوعي او علمي  سوى على ما راكمه  بعض العروبيون من أكاذيب و ادعاءات واهية زائفة والتي يريدون إيهام الناس بأنها  حقائق تاريخية لا يأتيها الباطل عن عروبة شمال افريقيا  اعتماداً على خطابات  ممزوجة بالخرفات و الاساطير يجعرون بها ليل مساء  وحدهم  ، لكن الحقيقة عصية عن التزوير و كل إصرار يائس منهم على فرض ادعائهم  المضحك ذاك غير المتطابق مع تاريخ  المنطقة مصيره الفشل الدريع ، لانه إدعاء يتناقض تناقضا صارخاً مع الحقائق التاريخية المعتمدة على الشواهد العينية الباتة و على البراهين الاركيولوجيا وما ذكره مؤرخو  روما و مؤرخو اليونان وكل المؤرخين عبر القرون التالية بعد ذلك وكل  الدراسات التاريخية الحديثة  والتي تؤكد جميعا بشكل لا جدال فيه أن هوية شمال افريقيا هوية أمازيغية و لا تزال  ولم تكن المنطقة قط ذات هوية عربية باي شكل من الاشكال و في أي وقت من الاوقات .
خريطة قديمة لبلاد الامازيغ توضح الاسم التاريخي الاوربي للمنطقة ـ  بارباريا ـ  نسبة الى سكان المنطقة الاصليين الامازيغ الذين يسمون في اللغات الاوربية بـ BERBER 

كل اللغات الاوروبية تؤكد الهوية الأمازيغية لشمال افريقيا 

خريطة اوربية  تعود للقرن الماضي توضح حدود الساحل البربري كما كان يسمى في كل اللغات الاوربية حتى الامس القريب 

حتى الامس القريب كانت سواحل شمال افريقيا تعرف في كل اللغات  الاوربية بإسم  الساحل البربري Berber Coast
 نسبة الى  سكان شمال افريقيا لاصليين و هذا المصطلح كان  مستخدما من قبل الأوروبيين الى حدود القرن التاسع عشر للإشارة إلى المناطق الساحلية الوسطى والغربية من شمال أفريقيا والتي هي حاليا المغرب، الجزائر، تونس وليبيا حيث تم اشتقاق الاسم من الأمازيغ في شمالي أفريقيا.

و كل اللغات الاوربية أيضا لاتزال تؤكد  على الهوية الامازيغية للمنطقة  و ذلك من خلال وصف كل ما تتميز به شمال افريقيا من حيوانات و نباتات بالصفة الامازيغية   .  فنجد مثلا  في كل اللغات الاوربية أسماء كل الحيوانات التي  تتميز بها شمال افريقيا تحمل الصفة الامازيغية حتى اليوم  مثل :
الاسد البربري
المكاك البربري
الحجل البربري
الحصان البربري
الضبع البربري
الفهد البربري
السنجاب البربري
الضأن  البربري
الخنزير البربري
اللوز البربري
التين البربري

جل سكان شمال افريقيا المستعربين أمازيغ و ليسوا عرب 


 كل المراجع التاريخية تقول ان عدد العرب الذي هاجروا الى البلدان الاخرى خارج الجزيرة العربية بعد ظهور الاسلام لا يتعدون مائتي ألف شخص .. فكيف يعقل ان يكون نسلهم كل  هذا الكم الهائل من البشر الذي يسكون لبنان و مصر و السودان و شمال افريقيا ففي هذه البلدان لم يكن للعرب وجود فيها قبل ظهور الاسلام !!!

إن عرب الخليج  اليوم يدركون تمام الإدراك أن المغاربيين ليسوا عربا اقحاح بل  مجرد أمازيغ مستعربين او عرب بالتبني و التبعية و فعلا هذا ما تؤكده كل الدراسات العلمية الحديثة حول الهابلوغروب الدموي لسكان شمال افريقيا خصوصا  في المغرب و الجزائر هذه الدراسات تشير الى ان ازيد من % 90 من سكان الجزائر و المغرب   هم  شمال افريقيين اي امازيغ  الاصل ينحدرون من اصل واحد  سواء مستعربين و غير مستعربين  و الباقي يتوزع بين الاصل الاوروبي و الاسود جنوب الصحراء  و المشرقي .

فعلا و بقليل من التفكير نلاحظ ان عدد سكان شمال افريقيا من ليبيا حتى المحيط هم ازيد من 80 مليون بينما سكان الجزيرة العربية لا يتجاوزون 40 مليون فكيف يعقل ان ستة قبائل التي قيل لنا انها نزحت من المشرق الى المغرب الكبير ان يكون نسلها 80 مليون بينما بقي في الجزيرة العربية  مئات القبائل العربية فيكون نسلها فقط 40 مليون نسمة ..كيف يعقل هذا !!!

الثقافة المغاربية ثقافة امازيغية بإمتياز


الكسكس الطبق القومي لبلدان  شمال افريقيا هو طبق امازيغي ألاصل 

ثقافة شعوب الدول المغاربية هي ثقافة امازيغية بامتياز بالمفهوم الانتربولوجي العام للثقافة ،بدئا من الطبخ مثل الكسكس الامازيغي الاصل والطبق القومي المميز للمنطقة مرورا بالعادات و التقاليد والاهاجيز الشعبية و انتهاءا باللباس التقليدي و المعمار القديم ..الخ . فبالرغم من  كل محاولات  التعريب و الطمس والمحو وتقتيل العادات والتقاليد الامازيغية الاصلية في وطنها الاصلي  لا زال هذا الشعب مميزا في كل شيء عن المشارقة الى اليوم في لغته و ثقافته و تقاليده و لباسه و اعرافه و فنونه وطبخه ..و جل اسماء مدنه و قراه و مناطقه لا تمت للعربية بصلة بالله عليكم ما معنى تطوان و وهران و فزان  وكباو .. ما معنى تلمسان و تموشنت و تابلاط ..ما معنى ادرار و تاكانت و ما معنى تاسيلي و تيارت وأهكار  .. ما معنى مراكش و مكناس وجدة وتارودانت و ازرو و افران و كلميم و اكادير و ازمور و تيط مليل ..على سبيل المثال لا الحصر   . ما معنى  كل هذا في اللغة العربية !!! لا معنى له طبعا لانها من صميم المعجم الامازيغي اللغة الاصيلة بالمنطقة .

 اللهجة المغاربية مجرد ترجمة حرفية للامازيغية 

اللهجة المغاربية يستعصي على المشارقة فهمها لانها  ببساطة امازيغية الهيكل و الفونولوجيا  وهذا ما يجهله الكثير الذي يعتقدون ان اللغات مجرد كيس مفردات و كلمات فقط  و هذا غير صحيح ، فاي لغة في الاساس هي هيكل لغوي و بنية لسانية في اساس ، وأي لغة او لهجة  ليست مجرد  كلمات و مفردات فقط .. و هكذا الامر مع اللهجات المغاربية خصوصا الجزائرية و المغربية ..مفرداتها عربية و اوربية و امازيغية لكن تراكيبها و فونولوجيتها امازيغية محضة ، فعندما حاول اجداد الامازيغ  التخاطب بالعربية إقتبسو المفردات  العربية و صبوها في التراكيب الامازيغية فنشأت هذه اللهجة المغاربية بتراكيب محض أمازيغية  .و هذا ما يجهله الكثير من المستعربين في شمال افريقيا اليوم نتيجة الكم الهائل من المغالطات و الاكاذيب العروبية التي تم حشوها بادهانهم حتى بات  قسم كبير منهم يتوهم اليوم  يشكل ساذج أنه عربي قح سليل أفرقيش الخرافي و بني هلال و بني شمشوم و بني من لست ادري ...!! لمجرد انه وجد ابويه يتكلمون لهجة  يكاد عرب الخليج لايفقهون منها جملة واحدة. 

وزارة الخارجية الامريكية لا تعترف بمصطلح "المغرب العربي" الشوفيني


كما هو معلوم في ادبياتها تتجنب وزارة الخارجية الامريكية  إستعمال كل مصطلح شوفيني غير موضوعي  في وثائقها و من ضمن هذه المصطلحات مصطلح "المغرب العربي" و تستعمل بدلا من ذلك مصطلح   North Africa   للتعبير عن المنطقة  او في الغالب الاعم مصطلح "الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، وهو يستخدم غالبا في الأعمال الأكاديمية والتقارير السياسية.

توقفوا أيها العرب عن نعث بلاد الامازيغ بـ"المغرب العربي "

هذا النداء موجهه للكتاب والمثقفين العرب النزهاء  والموضوعيين فقط ، أما القوميين المتعصبين للعروبة فلا يجدي معهم منطق و لا كشف حقائق لأن  كل همهم مراكمة المغالطات والاوهام التي  بنىوا عليها  إيديولوجيتهم القومية، وما برحوا الى اليوم يراكمون على أساس ذلك  خطابات زائفة و صفحات إنشائية بحبر زئبقي . إلا أن الحقيقة تبقى عصية عن التزوير . ملخص الكلام  : شمال افريقيا ليست مغربا عربيا و لم تكن قط ، وكل وصف لها بـ"المغرب العربي" لا ينم سوى عن جهل و ترديد ببغائي او عن تعصب عروبي ... أما الهوية الحقيقية  لشمال إفريقيا فهي هوية أمازيغية بشهادة التاريخ و الطوبونيميا و الاركيولوجيا ، و كل إدعاء غير هذا فهو من باب السماء تحتنا و الارض فوقنا !.