المتطوعات البلجيكيات يقدمن شكرهن للسكان الأمازيغ عن حسن الضيافة ويغادرن المنطقة بعد التهديدات الارهابية

قررت الفتيات البلجيكيات المتطوعات مغادرة المنطقة، بعد انتهاء جزء كبير من عملهم التطوعي لبناء طريق محلي يفك العزلة عن قرية  أمازيغية مهمشة من طرف الدولة في ضواحي تارودانت، جنوب شرق المغرب. 

وقد تقدم سكان القرية الأمازيغ بالشكر الجزيل للفتيات البلجيكيات المتطوعات وبهذايا رمزية تعبيرا عن امتنانهم العظيم لعلمهن الانساني الجليل، في حين قامت الفتيات بارتداء الزي الأمازيغي التقليدي للمنطقة تعبيرا عن شكرهن لحسن الضيافة الذي لقينه من طرف السكان الأمازيغ، كما قمن بإلتقاط صورة ذكارية بنفس الزي الأمازيغي قبل مغادرتهن المنطقة بعد التهديدات الارهابية التي اطلقها بعض الاسلامين المغاربة المحسوبين على حزب العدالة والتنمية العروبي الاسلامي المتشبعين بالفكر الوهابي المشرقي الدخيل بسبب لباسهن القصير اثناء العمل.

وكانت مبادرة الفتيات البلجيكيات أثارت جدلا كبيرا في المغرب بعد التهديدات الارهابية التي عبر  عنها بعض المحسوبين على حزب العدالة والتنمية الإسلامي دو  الفكر المشرقي الدخيل، لارتدائهن ملابس غير لائقة حسب وصفهم، حيث زعم بعصهم أن مبادرة الفتيات المتطوعين لها  "دوافع خفية خبيثة" وهي نشر "الانحلال والفسوق" وتقويض الطابع الاسلامي للمنطقة بسبب ملابسهن القصيرة حسب تعبيرهم!!! .

الفتيات يقمن بعملهن كباردة انسانية جميلة خلافا لتأويلات الاسلاميين المريضة

وبخلاهم قام سكان القرية الأمازيغ باستضافة الفتيات ومساعدتهن، وقد قام أيضا إمام مسجد القرية الأمازيغي المعتدل بإستضافة الفتيات في بيته وقدم لهن وجبة غذاء في بادرة  أثارت إستحسان الجميع وتعبر عن التدين المحلي السمح لدى الامازيغ في المنطقة، في حين أثارت غيض بعض المتشددين.

إمام القرية يستضيف الفتيات المتطوعات في بيته 



ونتيجة لتلك التهديدات، اختارت المنظمة البلجيكية "Bouworde" إلغاء مشاريعها التطوعية القادمة بالمغرب  والتي استمرت أكثر من 15 عامًا ، حيث كان يتم أرسال مجموعات من المتطوعين الشباب من بلجيكا للمساعدة في مشاريع البنية التحتية مثل قنوات المياه والمدارس والطرق و مراكز دعم المرأة في المناطق المهمشة.

شيخ أمازيغي من سكان القرية يتطوع لمساعدة الفتيات في عملهن


وفقًا للبيان الصحفي الصادر عن المنظمة يوم أمس ، فقد تم قرار الالغاء بعد المشورة مع السفارة البلجيكية في الرباط.

الفتيات البلجيكيات في صورة تذكارية باللباس التقليدي الأمازيغي للمنطقة قبل المغادرة

يذكر ان الامن المغربي اعتقل قبل أيام  رجل تعليم في مدينة القصر الكبير (شمال المغرب) بسبب تدوينة على الفيس بوك دعا فيها إلى قطع رؤوس المتطوعات البلجيكيات بسبب سراويلهن القصيرة التي ظهرن بها خلال اشتغالهن !!!

 وكانت منظمة بوورد "Bouworde" البلجيكية التي أرسلت الشابات المتطوعات إلى المغرب في إطار أعمالها الإجتماعية قد وجهت إستفسارا إلى سفير بلجيكا في الرباط لمعرفة إن كانت الفتيات المتطوعات بأمان في المكان الذي يوجدن فيه أو أن هناك خطر ما يهددهن لإصدار أمر بالمغادرة .