باحث أمازيغي موريتاني يلقي محاضرة عن اللغة الأمازيغية الزناگية بموريتانيا

خلال فعاليات المهرجان الذي نظمته جمعية “أمازيغ صنهاجة ” بدعم من وزارة الثقافة، قدم الأستاذ الباحث الأمازيغي والإعلامي الموريتاني المقتدر، السيد بابا ولد حرمة، محاضرة حول موضوع “اللغة الأمازيغية بموريتانيا بين طغيان الطوبونيميا وانحصار الإستخدام” .

وكان ذلك في سياق الندوة الدولية حول راهنية القضية الأمازيغية بشمال إفريقيا، والتي شارك في العديد من الباحثين من بينهم أيضا الإعلامي الأزوادي علي الأنصاري ...

بابا ولد حرمة
الباحث الأمازيغي الموريتاني السيد بابا ولد حرمة

الباحث بابا ولد حرمة، في خضم حديثه، تناول مسألة الهوية الأمازيغية بموريتانيا، حيث استعرض تاثير مجموعة الأحداث التاريخية التي اثرت بشكل كبير في انحسار استعمال اللغة الأمازيغية بموريتانيا “أواي ن إژناگن” بالتعبير الأمازيغي المورتاني، وأهم هذه الأحداث نجد حرب “شرببه” التي دامت حوالي 20 سنة بين كر وفر بين أمازيغ مورتانيا “التجمع القبلي لإبدوكل” و أولاد ناصر العرب الحسانيين، والتي كانت تجسد صراع الهوية الأمازيغية المرابطية والغزاة الحسانيين.

هذه الحرب حسب الباحث بابا ولد حرمة،خلفت تغيرات كبيرة في المجتمع الأمازيغي بموريتانيا سياسيا،عسكريا ،اجتماعيا وثقافيا،حيث تراجع استعمال اللغة الأمازيغية الموريتانية تدريجيا بمقابل تمدد لغة بني حسان بعد سيطرتهم علي مقالد السلطة العسكرية والسياسية على حساب القبائل الأمازيغية .

كما أكد الباحث،أن الطوبونوميا الموريتانية تؤكد بما لا شك فيه أن موريتانيا أمازيغية بالأصالة ومازالت تحافظ جغرافيتها على لغة الأجداد المرابطين الأمازيغ ،من خلال عدة أسماء للأماكن والمدن نذكر منها: (انواكشظ، أدرار، تگانت، تنجغماجغ، تيديكلت، تيرس، زمور، أوداغوست، توفاكت، تيلمت، أفلّا، أضار …الخ.). ولاتزال قبائل زناكة جنوب موريتانيا تتحدث  الامازيغية الى يومنا هذا .

خريطة لغات موريتانيا
لازال السكان يتحدثون الامازيغية (الزناكية وتاماشقت)  جنوب موريتانيا حتى اليوم

كما ذكر نفس الباحث خلال محاضرته ببعض العوامل التي ساهمت في الحفاظ على اللغة الأمازيغية الزناگية في بعض المناطق الموزتانية ،منطقة “الگبلة” بالخصوص(الترارزة وبوتلميت ونهر السينغال) ،كما كان لقبائل الزوايا دور أساسي في الحفاظ على اللغة الأمازيغية في الأشعار وغيرها.

محاضرة هي الأولى من نوعها لباحث أمازيغي من موريتانيا، تأتي في سياق تنامي الوعي بالهوية الأمازيغية لدي العديد من المثقفين والباحثين المورتانيين، الذين بدؤوا في المجاهرة بأصولهم وهويتهم الأمازيغية الاصلية مستغلين وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة.