بعدما حافظ عليها الأمازيغ لمدة قرون ... الخليجيون يهددون غزلان الأطلس النادرة بالإنقراض

تتعرّض غزلان الاطلس في عدد من المناطق بالجنوب المغربي لخطر الانقراض، بسبب استشراء القنص العشوائي من طرف الخليجيين الذين يتم إستقطابهم وتوفير كل الإمكانيات والمستلزمات لهم.

 وهو ما دفع فاعلين مدنيين في مجال القنص إلى مطالبة الجهات المعنية خصوصا  المندوبية السامية للمياه والغابات ووزارة الداخلية بالتحرّك العاجل لوضع حد للقنص العشوائي في هذه المناطق الذي أصبح يهدد غزلان الأطلس النادرة بالانقراض بعدما حافظ عليها الأمازيغ لمدة قرون  .

القنص الصيد العشوائي


وكانت جمعية محاربة الصيد غير المنظم قد دقّتْ ناقوس الخطر سابقا إزاء المخاطر المحدقة بالثروة الحيوانية بالجنوب المغربي، خاصة جبال الاطلس والصحراء، وأنشأت صفحة على موقع "فيسبوك"، تفضح فيها بالصور ما تصفه بـ"الإبادة" التي يتعرض لها الغزال وأنواع حيوانية أخرى بهذه المناطق، كما أطلقت حملة تحت شعار "ما تقيش غزالتي".

القنص الصيد العشوائي

في الصور التي نشرتْها الجمعية يظهر قناصون وهم يتباهوْن بأعداد الغزال التي قنصوها، بشكل عشوائي. وتقول الجمعية إنّ هذا النوع من القنص الذي يجري خارجَ القانون أصبح منظما من طرف بعض "المُعتدين" الذين يستقدمون هواة القنص من الخليج لإبادة الثروة الحيوانية بالجنوب المغربي.

وبحسب المعطيات التي قدمتها الجمعية، فإنَّ القنص العشوائي أصبح منظما ويكتسي صبغة القنص السياحي من طرف بعض المحترفين، الذين يستقطبون الخليجيين عبر وسائل التواصل الحديثة، وخاصة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ويوفّرون لهم كل شيء، من سكن وأسلحة وخرطوش وحتى الفساد، بحسب الجمعية.

هذه الوضعية دفعت بجمعية مكافحة الصيد غير المنظم إلى توجيه مراسلات عدة إلى المندوب السامي للمياه والغابات، مطالبة إياه بالتدخل العاجل لإنقاذ الثروة الحيوانية بالمناطق الجنوبية من النزيف الذي تتعرض له، مُرفقة بالصور الموثّقة لعمليات القنص العشوائي من طرف هؤلاء الذين يفتقدون للوعي البيئي.

وبالرّغم من هذه المراسلات، فإنَّ استمرار "إبادة" الثروة الحيوانية ما زال مستمرا، في غياب السلطات المعنية، ممثلة في المندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر، ووزارة الداخلية، وفق الجمعية التي أبرزت أنَّ عملية إبادة غزال الاطلس والأيل البربري والحجل البربري...، تمت بطريق احترافية، ويجني من ورائها منظمو رحلات القنص الذين يستقطبون الخليجيين أموالا طائلة.

وتساءلت الجمعية عن السبب الذي جعل السلطات المعنية لا تتحرك لوضع حدّ للنزيف الذي يطال الثروة الحيوانية في الجنوب المغربي؛ حيث يجري الصيد العشوائي بالليل والنهار، وينشر المُتعاطون له من الشخصيات و الامراء الخليجيون صورهم بوجوه مكشوفة مع الحيوانات التي اصطادوها على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي. "فهل تخاف السلطات من هؤلاء؟"، تتساءل الجمعية.

وقد تم السنة الماضية رصد مخيمات لأمراء خليجيين بالجنوب المغربي وهو يأوي وفد كبير من الأمراء والشخصيات الخليجية ويترأس الوفد شقيق الملك السعودي سلمان عبد العزيز آل سعود، أحمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمان آل سعود، يقومون بعمليات "صيد جائرة تحت حراسة أمنية مشددة، وبمباركة من السلطات المغربية" !!.

وتعتبر غزلان الأطلس هي السلالة الوحيدة المتبقية من غزلان دوركاس النادرة التي تتواجد بالمغرب، وهو أحد أصغر أنواع الغزلان، يرجح العلماء أن هذه الفصيلة أصبحت مهددة بالانقراض، بسبب الصيد الجائر من طرف الخليجيين، وقد لاحظ السكان المحليون أكثر من قدوم العديد من السيارات الرباعية الدفع أصحابها معظمهم من الخليج من أجل الاستمتاع بصيد هذه الحيوانات وهو ما يهددها بالانقراض ما لم يتم التدخل لحمايتها قبل فوات الأوان .