هل أتى العرب بالحضارة الى شمال أفريقيا كما يزعمون أم عطلوا تطورها الحضاري ..كشف الحقيقة الصارخة

يحلوا  للكثير من أشباه المتعلمين والعوام المستعربين في شمال افريقيا ترديد ببغائيا بمناسبة و بدونها و بفخر زائف أن العرب أتوا بالحضارة الى شمال افريقيا! بل ويتبجحون على الأمازيغ بهذا الوهم السخيف.

و لعمري هذه أكبر أكذوبة يرددها  هؤلاء الاغبياء المستعربين فسار على خطاهم  الدهماء  و الغوغاء الجهلة في ترديد هذه الوهم السخيف ببغائيا ، و الحقيقة الصارخة أن العرب لم يأتوا بأي حضارة الى شمال افريقيا كما يتوهم ذلك هؤلاء الغوغاء ، بل حطموا ما كان قائما من أسس ومظاهر الحضارة في شمال افريقيا وعطلوا نموها الحضاري بقيمهم البدوية التي افرزتها ثقافة الصحراء التي نشأوا فيها .



لنرى هل أتى العرب  فعلا بالحضارة الى شمال افريقيا كما يزعم هؤلاء العوام واشباه المثقفين !؟. ولنرى ما مدى صحة هذه الاسطوانة المشروخة التي يرددونها دون درة تمحيص.

يقول العلامة الكبير إبن خلدون الشاهد على العصر  في كتابه الشهير المقدمة :
 العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب و السبب في ذلك أنهم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش و أسبابه فيهم فصار لهم خلقاً و جبلةً و كان عندهم ملذوذاً لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم و عدم الانقياد للسياسة و هذه الطبيعة منافية للعمران و مناقضة له فغاية الأحوال العادية كلها عندهم الرحلة و التغلب و ذلك مناقض للسكون الذي به العمران و مناف له فالحجر مثلاً إنما حاجتهم إليه لنصبه أثافي القدر فينقلونه من المباني و يخربونها عليه و يعدونه لذلك و الخشب أيضاً إنما حاجتهم إليه ليعمدوا به خيامهم و يتخذوا الأوتاد منه لبيوتهم فيخربون السقف عليه لذلك فصارت طبيعة وجودهم منافية للبناء الذي هو أصل العمران. ( إبن خلدون ـ كتاب المقدمة)

هنا ينفي العلامة الكبير إبن خلدون نفيا قاطعا أن يكون للعرب أي إسهام حضاري في شمال إفريقيا، مؤكدا ان طبيعتهم منافية للبناء الذي هو أصل العمران والسبب في ذلك، حسب تحليله، أن العرب أمة وحشية، وصفة أمة وحشية تعني قوم نشأ في القفار والصحاري مثل الوحيش بعيدا عن قيم الحضارة،وكما يؤكد ذلك علماء الاجتماع فالانسان إبن بيئته، وأن الطبيعة الوحشية و البدوية تلك التي تتطبع بها العرب وجُبلوا عليها مناقضة ومنافية للعمران والحضارة .



ويضيف العلامة الكبير إبن خلدون في ذات الكتاب قائلا :
العرب أهل نهْبٍ وعَبَث، ... وليست لهم عناية بالأحكام وزجر الناس عن المفاسد ، وأنهم أبعد الناس عن العلوم و الصناعات...و انظر إلى ما ملكوه و تغلبوا عليه من الأوطان من لدن الخليقة كيف تقوض عمرانه و اقفر ساكنه و بدلت الأرض فيه غير الأرض فاليمن قرارهم خراب إلا قليلاً من الأمصار و عراق العرب كذلك قد خرب عمرانه الذي كان للفرس أجمع و الشام لهذا العهد كذلك و أفريقية و المغرب لما جاز إليها بنو هلال و بنو سليم منذ أول المائة الخامسة و تمرسوا بها لثلاثمائة و خمسين من السنين قد لحق بها و عادت بسائطه خراباً كلها بعد أن كان ما بين السودان و البحر الرومي كله عمراناً تشهد بذلك آثار العمران فيه من المعالم و تماثيل البناء و شواهد القرى و المدر. ( إبن خلدون ـ المقدمة)

هنا يؤكد العلامة إبن خلدون أن شمال افريقيا لما جاز اليها العرب عادت بسائطه خراباً كلها حيث خربوا العمران الذي كان قائم اصلا و كانوا أبعد الناس عن العلوم و الصناعات و أنهم إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب. وهذا الكلام ينسف نسفا زعم العوّام المستعربين في شمال بأن العرب أتوا بالحضارة الى شمال افريقيا.

يضيف العلامة الكبير إبن خلدون في ذات الكتاب قائلا  عن العرب وطريقتهم في تحصيل المال والمعيشة في عصره :
طبيعتهم انتهاب ما في أيدي الناس ، وان رزقهم في ظلال رماحهم وليس عندهم في اخذ أموال الناس حد ينتهون إليه بل كلما امتدت أعينهم إلى مال أو متاع أو ماعون انتهبوه . والسبب في ذلك أنهم امة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم خلقا وجبلة.

هل من الحضارة في شيء من كانت صفاته هذه ؟ (انتهاب ما في أيدي الناس ). إنها  صفات قطاع الطرق حرفيا وليست صفاة بناة الحضارة، وفعلا فالعرب في شمال افريقيا، حسب ما تؤكده كل كتب التاريخ، كان كل همهم  النهب وتحصيل الغنائم والجواري باسم الاسلام  وليس نشر الحضارة التي يفتقدونها أصلا .

يقول المؤرخ  حسين مؤنس  في كتابه ( فتح المغرب) :
و اصبحت ولاية افريقية كلها تحت رحمة المسلمين فأخدوا يغنمون ما يجدونه حتى جمعوا غنائم طائلة و يظهر انهم لم يغادروا ناحية الا وصلوها و بلغوا سفوح الجبال حيت ترعى قطعان البربر فاستاقوا كثيرا من الماشية و اجتمع للمسلمين من ذلك كله ثروة طائلة 
هل من الحضارة في شيء السطو على ممتلكات الناس ونهب أموالهم !!!؟ مرة اخرى  هذه صفاة قطاع الطرق وليست صفاة بناة الحضارة.

يضيف العلّامة الكبير ابن خلدون  عن العرب وجهلم لأبسط قواعد تنظيم أمور الحياة والمجتمع، قائلا :
العرب ليست لهم عناية بالأحكام وزجر الناس عن المفاسد ودفاع بعضهم عن بعض أنما همهم ما يأخذونه من أموال الناس نهبا وغرامة . وأيضا فهم متنافسون في الرئاسة وقل أن يسلم احد منهم الأمر لغيره ولو كان أباه أو أخاه أو كبير عشيرته إلا في الأقل وعلى كره من اجل الحياء ، فيتعدد الحكام منهم والأمراء وتختلف الأيدي على الرعية في الجباية والأحكام .. فيفسد العمران وينقض .
إستنتاج إبن خلدون هذا هو إستنتاج دقيق جدا ولازال ساريا الى يوما هذا والدليل امامنا الانظمة العروبية الديكتاتورية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا التي تنهب ثروات شعوبها وتبدها في توافه الامور وحالة الحروب العبثة التي لا تنتهي من اجل السلطة والتسلط والاستبداد لا غير . 

ويضيف العلامة ابن خلدون عن العرب والصناعة قائلا  :
 العرب ابعد الناس عن الصنائع  والسبب في ذلك أنهم اعرق في البداوة وابعد عن العمران الحضري وما يدعو إليه من الصنائع وغيرها .. والعجم من أهل المشرق وأمم النصرانية عدوة البحر الرومي أقوم الناس عليها لأنهم اعرق في العمران الحضري وابعد عن البداوة وعمرانه . ولهذا نجد أوطان العرب وما ملكوه في السلام قليل الصنائع بالجملة حتى تجلب إليه من قطر آخر وانظر بلاد العجم من الصين والهند والترك وأمم النصرانية كيف استكثرت فيهم الصنائع .
كيف يعقل أن يكون من لا يعرف كيف يصنع حتى حذائه بنفسه بانيا وناشرا للحضارة !! إحترموا عقولنا رجاءً.

ويضف العلامة الكبير إبن خلدون نافيا أن يكون للعرب علاقة بالعلوم العقلية في عصر قائلا :
من الغريب الواقع أن حملة العلم في الملة الإسلامية أكثرهم العجم لا من العلوم الشرعية ولا من العلوم العقلية إلا في القليل النادر وان كان منهم العربي في نسبه فهو أعجمي في لغته ومرباه ومشيخته مع العلم أن الملة عربية وصاحب شريعتها عربي . والسبب في ذلك أن الملة في أولها لم يكن فيها علم ولا صناعة لمقتضى أحوال السذاجة والبداوة التي يتصف بها العرب. وأما العلوم العقلية أيضا فلم تظهر في الملة إلا بعد أن تميز العلم ومؤلفوه واستقر العلم كله صناعة فاختصت بالعجم وتركتها العرب وانصرفوا عن انتحالها فلم يحمله إلا المعربون من العجم شان الصنائع كما قلنا أولا .

ابن خلدون هنا يستغرب ويكشف كيف أن العرب في واد و العلوم العقلية والصناعة في واد اخر بسبب احوال السذاجة والبداوة لديهم، وكما هو معلوم فالعلوم العقلية هي أساس الحضارة، فكيف يعقل أن يكون من هو بعيد كل البعد عن العلوم العقلية مؤسسا أو ناشرا  للحضارة !!! ، و الان لانزال نسمع بعض العوام المستعربين الجهلة يرددون ببغائيا أن إبن فرناس وابن بطوطة وابن رشد ( الأمازيغ)، وابن سينا والخوارزمي وسيبويه والرازي  (الفرس )...الخ أنهم علماء عرب، جاهلين بأن هؤلاء علماء عجم وليسوا عرب.

 وبعد كل هذا يأتي العروبيون و يٌصرّون على مراكمة الاكاذيب و الادعاءات الواهية بان العرب أسسوا و نشروا الحضارة في شمال افريقيا اعتماداً على مزاعم شفوية ممزوجة بالخرفات و الاساطير دوّنوها وحدهم ، مع إصرارهم على صحة مزاعيمهم الواهية تلك غير المتطابقة مع تاريخ المنطقة بل تتعارض تعارضاً صارخاً مع الحقائق التاريخية للمنطقة المعتمدة على الشواهد العينية الباتة و على البراهين الاركيولوجيا وما أورده المؤرخون النزهاء القدماء والجدد منهم على حد سواء  .

واليوم  لو قام  إبن خلدون وسمع إدعاء القومجيين العرب بأن العرب أتوا بالحضارة الى شمال افريقيا سيستلقي على ظهره من الضحك، لأن الحضارة لا تنبعث فجأة بين عشية وضحاها لدى الشعوب كما يتوهم هؤلاء المعاتيه، بل هي صيرورة تاريخية و تتطور تدريجي مع الزمن له امتداد عميق في الماضي السحيق.

فلو كان العرب ناشروا حضارة بعد الاسلام لكانت لهم أولا حضارة عظيمة قبل ذلك في موطنهم الاصلي الجزيرة العربية التي كان سكانها حينها مجرد قبائل بدوية متناحرة ورعاة إبل يسكنون خيام الوبر !!! وفاقد الشيء لا يعطيه، ومن التخريف و الهذيان الزعم بان بالعرب انشؤوا حضارة مباشرة بعد الاسلام  أو قاموا بنشرها بالمناطق المجاورة !!!.

بل العكس هو الصحيح فليس هناك أي شيء يٌعتد به جاء به العرب الى شمال افريقيا غير  الخراب و التخلف و الاجرام و التزمت و الظلام والتعصب والارهاب والجهل المقدس واحتقار المرأة  و الاستحمار والاستضباع ... لكن نتيجة الدعاية الهائلة للاوهام و الهراء الذي ينعق به القومجيون العروبيون و فقهاء التزمت على حد سواء  بات الكثير من العوام  اليوم يتوهمون بأن العرب أتو بالحضارة والنور والخلاص الى المنطقة !!!. بينما الحقيقة الصارخة كل المظاهر الحضارية التقليدية السائدة اليوم في شمال افريقيا سواء كانت مادية او غير مادية التي تنفرد بها المنطقة هي من صميم الحضارة الأمازيغية العريقة في مفهومها الانتربولوجي العام .

صورة ذات صلة
احد نمادج المعمار الامازيغي الاصيل 
فأي حضارة أتى بها العرب الى شمال افريقيا وكل الادلة تؤكد أن الامازيغ كانت لهم حضارتهم الخاصة قبل قدوم العرب ولاتزال متجلية الى يوما هذا، وحاربوا كل الغزاة بقوة واسسوا ممالكهم الخاصة ومدنهم عريقة مثل غدامس و غرداية وطنجة وتيلمسان... وسكّوا النقود وبنوا الاسوار العالية والبيوت والقلاع و صنعوا الابواب والنوافد الخشبية في الوقت الذي كان فيه العرب يسكنون خيام الوبر .

اثاث وحلي ومنسوجات أمازيغية تعود للعصور القديمة باحد المتاحف التاريخية

الامازيغ  صنعوا الحلي الفضية مند القدم و برعو فيها وتفننوا في نسج الزاربي والافرشة و الملابس الصوفية مثل الجلباب والسلهام  والاحدية والامتعة الجلدية في الوقت الذي كان فيه العرب يمشون حفاة في الصحراء وينهبون القوافل التجارية ...

أسالب أمازيغية فريدة لري الحقول مند القدم  في مدينة غدامس الامازيغية 

الامازيغ صنعوا معاصير الزيتون و الرحى الحجرية لطحن القمح و الحبوب و اللوز و أركان  وحفرو الابار و شقوا السواقي و أنشأوا  البساتين و الحقول و صنوعوا أذوات خاصة لجلب المياه من الابار والانهار لسقي المزروعات وتمرسوا في تربية النحل و كل أنواع الدواجن والماشية في الوقت الذي كان فيه العرب يجوبون الصحاري و القفار خلف قطعان الابل و لا يعرفون حتى ماهي الزراعة .

الامازيغ برعوا في تجفيف اللحوم و الثمار و الفواكه الصيفية للشتاء و  تفننوا في صنع الاواني الفخارية والنحاسية وبرعوا في الطبخ و ابتكرو أطباق متنوعة من الطعام مثل الكسكس و  الطاجين و بركوكس والبازين والتاكرا و أوركيمن و أدخص و البغرير و أملو و غيرها  في الوقت الذي كان فيه العرب لا يعرفون غير التمر و لبن النوق ...

الامازيغ تفننوا في الغناء و انشاد الاشعار و انواع الرقص و الفنون مند القدم كأحواش و أحيدوس  وسنّوا أعياد و تقاليد و عادات إحتفالية و إجتماعية رائعة مثل إدرنان و إيض ن وسكاس و إنموكارن وأماوال ... في الوقت الذي كان فيه العرب يعبدون اللات و العزى.

الاحتفال بالحياة  والترفيه الجماعي من صميم قيم الامازيغ مند القدم 

ألامازيغ  إبتكروا أعراف و قوانين خاصة غاية في العدل مثل " تيمّوغرا وتاويزا وتاضا وتافوكورت وإنفلاسن..." لتنظيم جميع امورهم الخاصة في الحياة  كالزراعة و الحقول و الرعي و السقي و التجارة و المواسم ..الخ في الوقت الذي كان فيه العرب قبائل متناحرة يغزوا بعضهم بعضا ... الخ ،

وبعد كل هذا يأتي عامي جاهل و ساذج مغسول الدماغ إن كان له دماغ اصلا فيردد على مسامك ببغائيا العرب أتوكم  بالحضارة!!! عن أي حضارة تتحدث أيها المعتوه!. و اول اجراء قام به العربان عندما وطئت اقدامهم شمال افريقيا هو حرق مكتبة الاسكندرية دون وعي منهم بقيمتها العلمية و بقيمة العلم اساسا لأنهم مجرد بدو . اما اليوم  فقد عطلوا تماما التطور الحضاري في شمال افريقيا بقيمهم البدوية السائدة وثقافة الصحراء التي يسعون لفرضها بالقوة وباسم الاسلام على الجميع .

أما النزر القليل من التطور والتيكنولوجيا و الحداثة  اليوم في شمال شمال افريقيا والشرق الاوسط عامة فالذي أتى بها الى المنطقة هو الاستعمار الاوربي وليس العربان، فلا تمنوا علينا أوهامكم السخيفة المضحكة بعد اليوم  أيها المستعربين الجهلة رجاءً. 

البوابة الامازيغية.