طبيب يفضح الرواية المخزنية ويكشف معلومات خطيرة حول مقتل شهيد حراك الريف عماد العتابي

كشف الطبيب عبد الوهاب التدموري، الغطاء عن معطيات في غاية الإثارة حول الوضع الصحي للناشط عماد العتابي قبل وفاته، متأثرا بالجروح التي أصيب بها على مستوى الرأس أثناء تفريق القوات العمومية لتظاهرة 20 يوليوز بالحسينة.

وصرح التدموري الذي يشتغل طبيب بطنجة، إن هناك تسجيلات بكاميرات الفيديو الخاصة بمستشفى الحسيمة توثق للحظة وصول عماد العتابي للمستشفى ومن جاء به”، لكن ربما حسب ما قيل لي ، يردف التدموري، “وقع حذف لهذه اللقطات من سجل الكاميرات بالمستشفى، بمعنى أن هناك نية مبيتة لتظليل العدالة والتحقيق”، معتبرا  أنه “لا يعقل أن يكون هناك شريط يصور جميع المراحل بالمستشفى ولكن عند الوصول إلى مرحلة دخول الشهيد العتابي إلى المستشفى عندما كان مصابا تحذف تسجيلات الكاميرات؟”


وأوضح الطبيب التدموري، أن “العتابي كان قد وصل للمستشفى في حالة غيبوبة وتم إيداعه بشكل مباشر في مصلحة الانعاش ووضع تحث جهاز التنفس الاصطناعي”، مضيفا “وحسب معطيات من داخل المستشفى فقد أجرية له (العتابي) مجموعة من الفحوصات وخاصة الفحص بأشعة السكانير والتي أظهرت وجود قطعة معدنية داخل جمجمته، وهذه الأخيرة لم تكن مهشمة بكاملها وإنما كان بها تقب، ومن خلاله دخلت تلك القطعة المعدنية للدماغ وأحدثت تلفا في الأنسجة الدماغية ونزيف داخلي”، مؤكدا أنه “عندما يكون الأمر في هذه الحالة يعتبر المصاب ميتا سريرا”.

وأبرز الطبيب المشار إليه أنه “علاقة بالضرر الذي حدث للعتابي داخل الدماغ وتواجد هذه المادة الصلبة داخل الدماغ والتقب الذي أحدثته يستبعد بالمطلق فرضية إصابته بحجر، كما يستبعد كذلك الفرضية القائلة بإصابته بقنبلة مسيلة للدموع، لأن هذه الأخيرة تطلق الغازات ولا تنفجر، وإذا أصابت الجمجمة مباشرة فستحدث فيها تهشما كبيرا وليس تقب صغيرا، مما يرجح أنه هناك شيء أخر أُُستعمل وأحدث ضررا كبيرا على مستوى الجمجمة وأنسجة الدماغ بتلك الطريقة”.

وأشار المتحدث نفسه الى “أن عملية نقل العتابي أثارت الكثير من التساؤلات حول أسباب نقله والسرعة التي تم نقله بها”، مؤكدا أنه “حتى لو تم نقله (العتابي) حينها للمراكز الاستشفائية العالمية فلن يحدث ذلك أي تغير على المستوى الطبي، اللهم إلا إذا كان الغرض من هذا التنقيل خفض التوتر وتفادي ما يمكن أن يحصل في حالة بقائه (العتابي) بالمستشفى المحلي في تلك المرحلة وكذا ربما لأن المتتبعين لوضعه كان سيسهل عليهم الحصول على المعلومات والمعطيات حول تطور حالته الصحية وربما في هذا الاتجاه تأتي عملية نقله وليس لفائدة طبية أو لمصلحته وإنما للحد من تسرب المعلومات من داخل المستشفى”.

وكشف التدمويري، أنه كان هناك شنآن في مستشفى الحسيمة بين السلطات من جهة والطبيب المعالج والإدارة من جهة ثانية، بعدما رفضت الإدارة نقله ورفض الطبيب المعالج توقيع إذن التنقيل للرباط، قبل أن يقع في نهاية المطاف توافق وترضخ إدارة المستشفى للسلطات”، مؤكدا أن “وثيقة نقل العتابي كات تشير إلى نقله نحو مستشفى إبن سيناء وليس المستشفى العسكري، مما يشير إلى أن النية كانت هي التستر أكثر على حالته الصحية بحكم أن المستشفى العسكري فيه صعوبة أكثر فيما يخص الولوج إلى المعلومة ومعرفة تطور الحالة الصحية للعتابي”.

عملية نقل العتابي، يقول التدموري ” لم تكن ذات جدوى على المصلحة الصحية والطبية له، بل ممكن أن تكون قد أدت إلى أضرار إضافية خاصة خلال نقله بالمروحية وما يمكن أن يحدث من ارتجاجات، لأنه في تلك المرحلة يجب أن يكون المريض ملقى على السرير ولا يجب تحريكه لأن تحريكه سيحدث ارتجاجات دماغية إضافية أخرى مما سيؤثر على الخلايا المتبقية على مستوى الدماغ”، مشددا على أن “نقله غلط لا فائدة صحية فيه، اللهم إلا إذا كانت هناك أغراض أخرى من وراء هذا التنقيل”، مبرزا أن ” تواتر الأحداث بين أنه كانت نية مبيتة مند البداية لتحريف مجرى التحقيق والتأثير في نتائجه”، مضيفا أن “تقرير التشريح الطبي ونتائج البحث والتحقيق ستبين كل هذا”.

وعبر التدموري عن أمله “بأن تكون السلطات جادة في إجراء تحيق نزيه وتطلع الرأي العام على الحقيقة الكاملة حول أسباب استشهاد العتابي”، مؤكدا أنه يقول هذا الكلام علاقة بما يمكن أن يسير إليه التحقيق لأنه “ربما هناك نية مبيتة للتظليل وعدم الكشف عن الحقيقة كاملة”