الغموض يلف "وفاة" الناشط الأمازيغي جمال عبدي، وأسرته تشكك في رواية السلطة بانتحاره

ما تزال "وفاة" الأستاذ والناشط الأمازيغي، جمال عبدي، مدرس اللغة الامازيغية بتازة ورئيس الكونفدرالية المغربية لجمعيات مدرسات ومدرسي اللغة الأمازيغية، بمدينة تازة، تثير المزيد من الاستفهامات في تحولها إلى لغز محير إثر عدم اقتناع أسرته بخنيفرة بتفسيرات حول رواية “الانتحار” التي تحدثت عنها الجهات الرسمية وتناقلتها بعض المنابر الإعلامية وبعض صفحات التواصل الاجتماعي.

حيث لم يفت شقيق المعني بالأمر، مصطفى عبدي، إخراج القضية إلى العلن ووضعها في واجهة الأحداث من خلال تصويره شريط فيديو، بالصورة والصوت، للتعبير عن شكوكه وشكوك الاسرة في الرواية الرسمية والاشارة الى  الغموض الذي يشوب وفاة شقيقه جمال عبدي واستبعاد رواية “الانتحار” المتداولة رسميا، والمطالبة بكشف حقيقة ما حدث للمتوفى.

الناشط وأستاذ اللغة الامازيغية الفقيد جمال عبدي

وكان الأستاذ جمال عبدي قد عثر عليه ميتا، في ظروف غامضة، يوم الثلاثاء 29  نونبر 2016، حيث وجد مشنوقا وعنقه ملفوف بحبل، وسط غموض أول الأمر بشأن الأسباب التى دفعته للانتحار، لينتشر الخبر على شبكة مواقع التواصل الاجتماعي وإعلانات النعي، على أساس أن الوفاة طبيعية، ودون أي إشارة لموضوع الانتحار الذي أخذ “يتسلل” بين أحاديث المعارف والأصدقاء.

ويشتهر الفقيد جمال عبدي، ابن مدينة خنيفرة، كوجه بارز بين أساتذة اللغة الأمازيغية على المستوى الوطني، والذي استضافته القناة التلفزية الثامنة أكثر من مرة، ويعد بالتالي من الفاعلين المبدانيين على ساحة المجتمع المدني الأمازيغي، ومن مناضلي الحركة الامازيغية الذين ناضلوا بقوة في سبيل تعميم تدريس اللغة الأمازيغية وضمان مأسستها في مختلف القطاعات الحيوية، وقد انتخب بالاجماع، في الفاتح من دجنبر 2013، أول رئيس للكونفدرالية المغربية لجمعيات مدرسات ومدرسي اللغة الأمازيغية، حيث ظل مدافعا بمعنوياته المرتفعة عن حقوق ومطالب أساتذة اللغة الأمازيغية، وشارك في عدة معارك احتجاجية لارغام وزارة التربية الوطنية على فتح قنوات الحوار من أجل لصالح مدرسي اللغة الأمازيغية.

خروج شقيق المعني بالأمر لاستنكار الرواية الرسمية حول ظروف وفاة شقيقه، والتشكيك الواضح في أن يكون قد وضع حدا لحياته بتلك الطريقة المأساوية التي لا يقبلها المنطق.

وكم تضاعفت استفهامات أسرته بخنيفرة أمام قرار التسريع في مراسيم دفن جثة ابنها بتازة دون إعطائها الوقت الكافي بنقل جثمان الفقيد إلى مسقط رأسه خنيفرة، في حين أكد شقيقه في الشريط المصور أن أفرادا من الأسرة عاينوا جثته، بمستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بتازة،  ولم تكن عليها ولا على شفتيه أو عينيه أو عنقه أي أثار أو علامات تدل على عملية شنق.

 كما لا يوجد أي سبب للاعتقاد بحدوث انتحار، حيث “كان يبدو شبه نائم”، والأدهى، حسب الشقيق، أن أسرة المعني بالأمر لما تقدمت للوكيل العام باستئنافية تازة لمطالبته بتقرير التشريح الطبي فاجأهم هذا الأخير بعدم توصله بهذا التقرير!. ما كان بديهيا أن يضع بالأسرة أمام سلسلة من علامات الاستفهام.


وبينما شدد شقيق المتوفى على مطالبة الرأي العام بمساندة أسرته، لم يفته مناشدة الملك بالتدخل لإرغام الجهات المسؤولة على فتح تحقيق في ملابسات وظروف وفاة شقيقه الذي كان شخصا محبوبا لدى الجميع ومواظبا على أداء عمله الدؤوب بمجموعة مدارس تيناست بتازة، ويعيش ظروفا هادئة وخالية من المشاكل، ولم يكن تبدو عليه أية توترات نفسية أو حالات انطواء قد تقوده إلى فكرة قتل نفسه، وهناك معلومات تؤكد تقدم الأسرة بشكاية لوكيل الملك بابتدائية تازة للمطالبة بفتح تحقيق نزيه ودقيق في الموضوع لتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة، ويهذه لم يستبعد المراقبون أن تدخل هيئات حقوقية وأمازيغية لمتابعة هذا الملف.  

شقيق الفقيد يشير للغموض الذي يلف الوفاة ويطاب بفتح تحقيق نزيه