الأمازيغية أيضا من التوابث يا جمعية علماء مؤخرة الزمان

تحدث الدكتور عبد الرزاق قسوم،رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عقب لقائه بوزيرة التربية الجزائرية نورية بن غبريت، عن تمسك جمعية العلماء المسلمين الجزائريين  بمسألة الثوابت الوطنية دون غيرها !.

ومن يعرف تاريخ هذه الجمعية يدرك أنها تصر على الدفاع عن العربية والإسلام فقط ، بصفتهما ثابتان أساسيان دون غيرهما .


لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هو لماذا لا تدافع هذه الجمعية، ورئيسها الدكتور عبد الرزاق قسوم عن الأمازيغية كثابت من ثوابت الهوية الوطنية أيضا ؟ 

بل هناك سؤال أخر، وأسئلة عديدة تطرح...لماذا يصر الدكتور قسوم على إفصاء وتهميش الأمازيغية، ثقافة ولغة وهوية؟ وهي الاسبق وجودا من العربية والاسلام بالجزائر ...لماذا لا تزال الجمعية متمسكة بالثوابت التقليدية، العروبة والاسلام فقط ، وتصر على تهميش الأمازيغية التي يعرف الجميع ان المجتمع تبناها، واعتنقها بلا رجعة؟ ويتمسك بها الامازيغ بقوة ...لماذا لا تساير الجمعية الأطروحات الجديدة، وتنفتح مثل المجتمع برمته، على البعد الأمازيغي؟... لماذا هذا الإصرار على الرفض والتهميش والانكار والاصرار على الخطأ !؟.

كان على الجمعية أن تحرص على أن تكون صاحبة فكر واقعي جامع  لكل عناصر الهوية الوطنية، ولا تترك جانبا بعض من عناصرها، فتأخذ ما يعجبها، ويترك ما لا يعجبها وفق تصور أيويولوجي يقوم على الإنتقائية، بل وفق تصور ولى، يقوم على طروحات ماضوية لم تعد تجدي وتفيد.

الأمازيغية لم تتنكر للإسلام يوما، وهذا يعرفه أعضاء الجمعية جيدا، فلماذا لا يردون الجميل في المقابل ويسيرون على خطى الإعتراف وليس الإنكار والتهميش !؟ 

أعتقد أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إذا كانت عبارة عن قدوة في المجتمع، فمن الواجب من هذا الباب أن تعطي المثال، وتكون بمثابة واجهة لروح الاعتراف بالهوية المتعددة الأبعاد في الجزائر، وهي الاسلام، الأمازيغية والعربية، وليس وفق الثنائية الكلاسيكية التي هي العربية والإسلام .في تحيّز وتعصّب واضح للعروبة  الوافدة على حساب الهوية الاصلية الحقيقية للبلد. 

بقلم: حميد آيت مزيان بتصرف