تقرير عن مداخلات الاكاديميين خلال فعاليات المهرجان الدولي للثقافة الأمازيغية بفاس

 خلال  فعاليات اليوم الاول  للمهرجان الدولي للثقافة الأمازيغية بفاس،  صرح رئيس المعهد الدولي للغات والثقافات بفاس، الدكتور موحى الناجي، إن الأمازيغ يشكلون نسبة كبيرة في المجتمع، لكن لهم تمثيلية ضعيفة، وأضاف أن الحكومة المغربية تتعايش مع الحركة الأمازيغية مادامت ثقافية وليست سياسية، مذكرا بالمنع الذي طال تأسيس الحزب الديمقراطي الأمازيغي.



الناجي الذي كان يتحدث في الجلسة الأولى المندرجة في إطار فعاليات المهرجان الدولي للثقافة الأمازيغية بفاس، والتي حملت عنوان "الأمازيغية وحضارة البحر الأبيض المتوسط والعيش المشترك"، أوضح أن منع تأسيس الحزب يجد تبريره في الدستور والقانون الذي يرفض تأسيس الأحزاب السياسية على أساس إثني.

وأبرز المتحدث أن الحركة الأمازيغية لعبت دورا هاما في تعزيز المجتمع المدني والديمقراطية في المغرب، مشددا على أنها حركة مسالمة ولا تنادي بالعنف وتعمل في إطار القانون، معتبرا أن ذلك لا يمنع من القول إنها تتميز بالغموض اعتبارا لغياب تصور واضح لأهدافها وإستراتيجيتها المستقبلية.


الناجي شدد على أن الاعتراف الرسمي باللغة والثقافة الأمازيغيتين يؤكد على التعددية الثقافية للمغرب، باعتبارها خاصية في شمال إفريقيا، في وقت أصبحت فيه التعددية مكونا أساسيا من مكونات الهوية الوطنية.

ويرى رئيس المعهد الدولي للغات والثقافات بفاس أن إحياء الأمازيغية راجع للمجتمع المدني والأكاديميين والصحافيين والفنانين، "هم من دعموا الحركة، إضافة إلى عوامل خارجية وعلى رأسها العولمة التي أدت إلى حصر قوة الدولة وسقوط الشيوعية وفشل القومية العربية".

الصحافي الفلسطيني زكي أبو الحلاوة، الذي اختار لمداخلته عنوان "تأثير الصراع العربي الإسرائيلي في ثقافة التعايش حول البحر المتوسط"، قال إن الديانات التي يدين بها أغلب العالم كانت متوسطية، و"كذلك الحضارات التي أنشأت العالم وطورته كانت متوسطية، وكذلك الأفكار والتقنيات التي طورت حياة العالم متوسطية، والمتوسط زاخر بكل جميل ومخيف".


وأضاف المتحدث خلال الجلسة الأولى، والتي سيّرتها الدكتورة فاطمة صديقي، أنه لإيجاد مناخ ثقافة التعايش بين دول منطقة البحر المتوسط وأوروبا لابد من احترام الكرامة الإنسانية وثقافة السلام للجميع، وذلك من خلال احترام جميع الديانات والمعتقدات الأخرى، و"يمكن أن يتم ذلك ضمن رسم شبكة تبادل ثقافي مبنية على الثقة المتبادلة في جميع الجوانب الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية لبناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة".

ويرى أبو الحلاوة أن حوض البحر الأبيض المتوسط ورغم أنه "يحمل في طياته ثقافة التعايش لكنه مازال يحمل ثقافة الهمجية"، معتبرا أن التوترات، خصوصا في الشرق الأوسط، تتحول في كثير من الأحيان إلى صراع مفتوح، "بما في ذلك ما يسمى الحرب على الإرهاب".

الصحافي الفلسطيني شدد على ضرورة الانتقال من مرحلة الشعارات إلى مرحلة التطبيق العملي لكل ما يشجع على نجاح ثقافة التعايش لتشمل العدالة وتطبيق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعلمنة واقتصاد السوق، وذلك للتمكن من إيجاد أرضية صلبة لبناء أسس تعايش سليم مبني على احترام الشعوب وحق مصيرها.


ويعتقد حلاوة بأنه "رغم الحالة المزرية للوضع في العالم العربي، خاصة بعد فشل الربيع الديمقراطي، فمازال تأثير الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين واضحا على تطور مفهوم مصطلح التعايش بحوض المتوسط".

وفي مداخلة أخرى بعنوان "الإرث الايجابي لثقافات البحر البيض المتوسط"، أبرز إلبرتو تونيني، الأستاذ بجامعة فلورنسا الإيطالية، استحالة اختزال دول البحر الأبيض المتوسط في ثقافة وحضارة أو هوية واحدة، وقال إن الهويات غير ثابتة، وإن التبادل الثقافي موجود والمبادلات كانت ولا تزال نمط عيش الأفراد والأشخاص في أنحاء المتوسطي.

واعتبر المتحدث أن هناك آلاف اللاجئين عبر العالم يعْبُرون الحدود ويعانون الأمرّين، "ليست لديهم مشاكل العيش المشترك بقدر ما لديهم مشاكل العيش فقط"، يقول الأستاذ الجامعي الايطالي.


أما دادوة حضرية نبية، عن مركز البحث في الأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران الجزائرية، فاختارت أن تبرز التعايش الثقافي عن طريق قصائد الحوفي بتلمسان، في مداخلة لها بعنوان "قصائد الحوفي بتلمسان..نموذج التعايش الثقافي العربي الأمازيغي منذ عصر الملوك الزيانيين".

المتحدثة تطرقت إلى نوع من قصائد الحوفي، والتي هي قصائد شعرية كانت تؤديها النساء داخل البيوت الكبيرة المحاطة وهن يلعبن بالجغاليل، وتعود إلى العصر الزياني، معتبرة أنها نموذج للتعايش الثقافي بين اللغة العربية والملحون والثقافة الأمازيغية.