موريتانيا ليست دولة عربية ولا يجب أن تكون .. بقلم الكاتب الموريطاني : الحسين ولد محمد عمر

بقلم الكاتب الموريتاني: الحسين ولد محمد عمر.
تجدد الحديث منذ فترة عن مسألة قديمة متجددة يبدو أنها تحرج الموريتانيين بشكل عميق على الرغم من انعدام الفائدة الاقتصادية والاجتماعية المجنية من ورائها، فمنذ التصريحات التي نسبت للسيد محمد حسنين هيكل  والتي جاء فيها أن مشكلة العرب أساساً هي في قبولهم ضم دول لا علاقة لها بالعروبة كالصومال وموريتانيا والإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة المصرية لتنشيط السياحة، كل هذه العوامل مجتمعة دفعت العديد من القوميين علي كيل الشتائم لهيكل نفسه منذ فترة ولحكومة مصر الحالية علي اعتبارها استثنت موريتانيا من هذا الإجراء الخاص بالتأشيرات، هذه المسائل دفعتني إلي الإدلاء برأيي في مسألة قيل فيها الكثير.



لقد أثار انتباهي  أحد القوميين (الموريتانيين) وهو ينتقد الجزيرة علي أنها اعتبرت المناظرة التي جمعت بين مرشحي الرئاسة المصريين في المرحلة الأولي السيد عمرو موسي وعبد المنعم عبد الفتوح  أنها الأولى عربيا، ( لأن التلفزيون الموريتاني نظم  قبل ذلك مناظرة بين المرشحين للرئاسة الموريتانية أحمد ولد داداه وسيد محمد ولد الشيخ عبد الله) . فما كذبت الجزيرة ، إنما نحن الذين نسعى خلف العروبة ، فلا نحن عرب ولا هم يحزنون.  

 فحتى الرئيس الليبي الراحل على الرغم من تعصبه الشديد للعروبة وغرابة أفكاره الا انه ولى العرب ظهره واتجه إلي إفريقيا لان لا فائدة ترجي من الانتماء إليهم، وحتى سوريا التي تقول أنها قلب العروبة النابض ولت ظهرها للعرب كذلك واتجهت إلي إيران ، فما الفائدة إذا من الهرولة وراء دول وعروبة لا تقدم ولا تأخر في زمن البقاء فيه للأقوى اقتصاديا لا غير. 

ليس الحل أن نستمر في الجري والتقاط كل كبيرة وصغيرة تصدر عن هذه الدولة أو تلك لنثبت عروبة موريتانيا، فكثيرا ما التقي الكترونيا بشباب عرب يتبين لي من خلال نقاشي معهم أنهم لم يسمعوا بموريتانيا على الإطلاق وحتى أنهم يسالوننى في أي قارة ويستغربون من حديثي معهم باللغة العربية ويسألونني أين تعلمتها؟ ليتضح لي أن عروبة موريتانيا في معظم الدول العربية لا تتعدى كونها عبارات على أوراق دبلوماسية، وإذا كانت عروبة موريتانيا هذا حالها فلا فائدة منها.

الكاتب الموريطاني : الحسين ولد محمد عمر

حتى الشعب الموريتاني في غالبه لا يعتبر نفسه شعبا عربيا وإذا تحدثت معه أحد الأشخاص فإنه يقول لك نحن لسنا عرب، نحن دولة إفريقية فقط، وفي بعض الأحيان ننسى على أننا من دول ما يسمى اتحاد المغرب العربي الخمس وكثيرا ما تستثنى موريتانيا من هذه المجموعة لأننا في حقيقة الحال لسنا دولة عربية ولن نكون وهذا الانفصام في الشخصية ومحاولة إثبات عروبتنا هو ما يجر لنا هذا التهميش، فنحن إذا كنا عرب لسنا ملزمين بتبرير ذلك لأحد وإذا كنا غير ذلك –وهي الأسلم- فلا فائدة من تبرير أمور أكثر ضرها من فائدتها.

خلال بحثي في مواقع العديد من الدول العربية اتضح لي بما لا يدع مجالا للشك أنهم لا يعتبرون موريتانيا من ضمن الدول العربية، فكثيرا ما ستجد أنهم يصنفون موريتانيا علي أنها من الدول الإفريقية، فلا المحاظر ولا ظهور العيس ولا التقاليد( العربية) ولا حفظ القرآن ولا إتقان قواعد النحو  شفعت لموريتانيا في تغيير صورتها عند العرب، لذا علي القوميين  الذين تساقطوا عند أقدام صدام حسين وعند أقدام القذافي من بعده ولا عند أقدام عبد الناصر قبل الكل أن يركزوا اهتمامهم علي بلدهم ويعطوه ما يستحق من الولاء لان من لا يحترم وطنه لا يستحق أن يحترم، يحضرنا سؤال طرح على زعيم أحد الأحزاب السياسية في إذاعة محلية عن أن ولائه لرئيس ليبيا الراحل أقوي من ولائه لموريتانيا  فقال نحن سنقدم ولائنا لكل من يخدم قضايا الأمة العربية، عن أي عروبة تتحدث أيها السياسي !!؟.

 لا شك  في كون الموريتانيين أفارقة " بالقارة " بطبيعة الحال ، أما من حيث الأصل فأكيد أن الأصول أمازيغية صنهاجية رغم ادعاء بعض القبائل لأصول مشرقية وهو ما يصعب تصديقه لانعدام الدليل القاطع ، يرجع الكثير من الناس وأنا من بينهم تعلق الموريتانيين بالعروبة لعقدة نتيجة الإقصاء الذي يعانيه الموريتانيين كعرب من الدول العربية نفسها ، فتجدهم يغتنمون أي فرصة لإثبات عروبة أراها شخصيا مزيفة ولا تهمني إطلاقا لأن قضايا كثيرة ذات أولوية محلية أهم بكثير من العروبة ومتعلقاتها ، كما أن العروبيين أو اللاهثين خلف هذا الفكر القومجي أفسدوا مناهجنا التعليمية ولم نجن من العروبة الا الفشل والمشاكل ليس إلا.