4 حقائق تؤكد الهوية الامازيغية للصحراء : ما يجهله العالم عن الصحراء المتنازع حولها بين المغرب والبوليزاريو

كثيرا ما يزعم  القوميون العرب أن الصحراء المتنازع حولها بين المغرب والبوليزاريو المدعومة من الجزئر، هي  أرض  عربية،  كما يزعمون أيضا أن ساكنة الصحراء تنحدر من قبيلة بني حسان العربية  التي إستقرت  بالصحراء ما بين القرن الثامن والتاسع  هربا من القحط والمجاعة بالمشرق ، لذا يؤيدون قيام جمهورية عربية بالمنطقة لأنهم ينسبون تقاليد ساكنة الصحراء وموروثها الثقافي الامازيغي زورا إلى المشرق . بينما حقيقة الصحراء بعيدة كل البعد عن تلك الادعاءات والمزاعم.

فالصحراء  تنبض بثقافة السكان الأصليين للصحراء (قبائل صنهاجة والتوارك الامازيغ ) التي سادت الصحراء منذ قرون غابرة ولاتزال ، وفي ما يلي 5 حقائق تؤكد الهوية الامازيغية للصحراء وتثبت بما لا شك فيه أن العروبيين يعيشون أوهاما عربية منقطعة النظير فوق صحراء أمازيغية .

4 حقائق تؤكد الهوية الامازيغية للصحراء :


الحقيقة الاولى : الأصل الأمازيغي للسكان

لا ايجادل احد في كون الصحراء هي موطن قبائل صنهاجة الامازيغية عبرالتاريخ التي بنحدر منها السلطان يوسوف بن تاشافين، ويتكون المجتمع الصحرواي  اليوم في غالبيته العظمى من قبائل أمازيغية صنهاجية وتوارقية بعضها مستعربة بعد إعتناقها الاسلام واحتكاكها مع قبيلة بني حسان الوافدة . واخرى لا تزال تتكلم الامازيغية جنوب كلميم وإفني، هذه الحقائق تؤكدها دراسات الهابلوغروب الدموي التي تؤكد ان ازيد من 90 % من الصحراويين ينتمون للهابلوغروب الدموي الامازيغي الشمال افريقي  E1b1b1b ولا علاقة لهم جينيا بسكان المشرق.

ومازالت هذه القبائل الصحراوية الامازيغية المستعربة تحتفظ بأسمائها الأمازيغية ونورد على سبيل المثال لا الحصر: قبائل أيت لحسن / أيت بوهو / أيت براهيم / تجاكنت / إزركيين / مجاط / اولاد تيدرارين وهي قبيلة تستوطن إقليم بوجدور، وقبيلة تاوبالت التي تستوطن أراضي باقليم طنطان، قبيلة ييكوت بشرق طنطان، بالإضافة إلى كل القبائل التي يبتدئ اسمها بأيت مثل ، ايت اوسى، ايت موسى أوعلي، ايت ياسين، بالإضافة إلى الأفخاذ والفصائل القبلية والتي تفيد تسمياتها نسبها الامازيغي مثل إيد بوتزْوا... .


 لقد وردت مجموعة من أسماء هذه الفصائل القبلية بكتاب ” جوامع المهمات في امور الرقيبات ” لصاحبه محمد سالم بن الحبيب بن عبد الحي ” مخطوط ” في الصفحة 119 ومنها: ادميسات وهي فخدة من قبيلة بوسبع، ايت اوكنيس وهي فخدة من قبيلة امريبيط ثم افخاد تنتمي إلى قبيلة الركيبات وهي كالتالي: اهل باعلي – اهل اتناخ – اهل افرياط- اهل داعلي – اهل بابا عم – اهل بلا – اهل دادا – اهل دح – اولاد بيه.الخ ، وبالتالي فلا حق للعروبيين نسب هذه القبائل إلى المشرق وإلا فإنهم يعيشون هذا الوهم والزيف التاريخي  أما الحقيقة فجل القبائل الصحراوية هي قبائل أمازيغية بعضها مستعربة واخرى لا تزال تتكلم الامازيغية جنوب كلميم وإفني .

الحقيقة الثانية : أصل اللهجة الصحراوية

يعتقد  الصحراوين أن لهجتهم (الحسانية) عربية صرفة حسب إدعاءات العروبيين الزائفة ، بينما الحقيقة حسب علم اللسانيات. لهجتهم هي خليط أمازيغي عربي ويغلب عليها النظام الصوتي الأمازيغي ومليئة بمفردات أمازيغية صحراوية لا مكان لها في المعجم العربي. فجل أسماء الحسانييين مثلا تكون مسكونة الحروف أومركبة من كلمات أمازيغية مثل :  أحمد ولد دادا / محمد ولد علي فال / مختار ولد حْميدّوش/ بوكيوض / بوكشوض / فاطنا.... فهذه الأسماء وغيرها ذات فنولوجيا أمازيغية مسكونة الحروف ومركبة من كلمات أمازيغية النطق مثل (حْميدّوش/فاطنا.. أو أمازيغية الأصل مثل (دادا / فال/...) واللائحة طويلة.

بالاضافة الى هذا فهناك قائمة طويلة من الافعال الكلمات الامازيغية في اللهجة الحسانية ونجد على سبيل المثال لا الحصر: يسّوكُف، إفرن، إبزكَ، إدز، إيريفي،  إسيفض، تولتميت، أغنجا، زوكني، تادكالت، أبوخام، أركاز، زمم، أكيوض ... والقائمة طويلة.

فهنا لا ننفي وجود كلمات عربية بل نتفحص مدى نقاء عربية بني حسان وهنا لسان الحسانيين يفضح بما لا شك فيه نظرية اللهجة العربية النقية وبالتالي فاللغة الأمازيغية متجدرة في اللسان الحساني وبذلك تضع أمام الحقيقة والتاريخ زيف مزاعم العروبة الخالصة للهجة الحسانية .

الحقيقة الثالثة : الطوبونومية ألامازيغية الصرفة 

تتضح الهوية الأمازيغية للصحراء بشكل جلي على مستوى الطوبونومية ، فمناطق الصحراء تحمل في مجملها تسميات أمازيغية صرفة، لانها ظهرت نتيجة وضعية بشرية وثقافية ولغوية أمازيغية سائدة بالصحراء و لأنها مرتبطة بالانسان الأمازيغي الذي عاش بهذه الأرض منذ القدم فصورت له صورا حية عن استقرار و كيفية عيشه. وانطلاقا من تحليل مدقق لطوبونومية الصحراء نستنتج انها أمازيغي محض فمثلا :

  • اكيدي : كلمة امازيغية تعني فيافي رملية.
  • تين ضوف : كلمة أمازيغية مركبة تعني المكان الخاص بالحراسة
  • كير: كلمة امازيغية تعني حافة شديدة الانحدار .
  • وادي إيتقي : يعني واد الطين .
  • أسا : تعني اسفل الشئ.
  • اخف نير: كلمة امازيغية و هي اسم لقرية صحراوية بين طرفاية و طانطان و تعني رأس الحافة.
  • كَراكَارات: كلمة أمازيغية صرفة وهي في الاصل مكونة من مقطعين كَر  وتعني بين   وكَارات وتعني الكتبان 
والكثير من الاسماء الامازيغية الاخرى لا يتسع المجال لحصرها جميعا مثل :
طانطان / أوسرد / بوجدور وتعني بالامازيغية مكان تواجد السنجاب الصحرواي (أجدور) بكثافة  .... الخ.

ونذكر ان وادي الذهب والساقية الحمراء هي مجرد ترجمة حرفية للاسماء الامازيغية الاصلية وهي : أسيف وورغ / تارغا زوكاغن كما ذكرت في مراجع تاريخية قبل تعريبها على غرار الكثير من اسماء الاماكن الاخرى سواء  بالمغرب والجزائر .

الحقيقة الرابعة:  تقاليد السكان امازيغية محضة

وهي تتعلق بعادات وتقاليد ما يسمى المجتمع الصحراوي الحساني. فأغلب هذه التقاليد والعادات وشكل الملابس لا تمت بصلة بعادات وتقاليد العرب في المشرق بل هي أمازيغية الأصل ومن صميم ثقافة  سكان الصحراء الأمازيغ الطوارق الذي لازالون يحتفظون بها إلى يومنا هذا. فتقاليد العرس مثلا عند الحسانيين في الصحراء وموريتانيا وشمال مالي والنيجر هي تقاليد أمازيغية محضة تستمد أساسا من تقاليد قبائل التوارق الامازيغ (إماجغن) سكان الصحراء الكبرى الاصليين وأسيادها . فمدة العرس الصحراوي سبعة أيام للبنت البكر ويومين أو ثلاث للحالات الأخرى وهذه العادات من صميم عادات الطوارق الامازيغ و لا أثر لها في المشرق .

 ونجد كذلك نمط الموسيقى والرقصات الصحراوية  هي مجرد نسخة لموسيقى  ورقصات الطوارق الامازيغ خصوصا التي تسمى (أكول) وهي كلمة أمازيغية موجودة لدى الطوارق ، بينما لا نجد أثرا لنمط  الرقص والموسيقي  الصحراوي  بالجزيرة العربية .

فباستثناء الأشعار والأغاني التي تلقى باللهجة الحسانية فأغلب العادات والتقاليد الصحراوية و أزيائهم التقليدية .. لن تجد لها مصدرا بالمشرق ، بل هي من صميم ثقافة وتقاليد أمازيغ الصحراء الطوارق( إيموهاغ ). وأكثر ما يميز المرأة في المجتمع الصحراوي هو ما تتميز به المرأة الامازيغية الطارقية العريقة من حرية لا مثيل لها في المشرق عبرالتاريخ ، فهي متحررة أكثر مثل الرجل ويمكن لها الزواج أو الطلاق عدة مرات كما يمكنها الاختلاط بالرجال في الحفلات والأعراس. وهذه من سمات المرأة الطارقية الأمازيغية .

خلاصة القول  كل الدلائل اللغوية والتاريخية والثقافية تثبت الهوية الأمازيغية للصحراء  وبالتالي فالعروبيين  يعيشون أوهام وأضغاث أحلام فوق صحراء أمازيغية .

البوابة الامازيغية .