لمحة عن الشاعر الامازيغي وجد كركر سفير الثقافة الامازيغية بالمكسيك

على غرار الاديب الامازيغي الراحل محمد شكري ، نشأ الشاعر الامازيغي وجد كركر  wajd karkar بمدينة طنجة أيضا وتعرف على بعض الأدباء، وقرأ إبداعاتهم، فاهتم  بكتابة الشعر بعدما جرب نظمه في صباه الباكر. وهناك التقى مرارا محمد شكري، فاستمع الأديب العالمي لأسئلة اليافع المتوثب الذهن وناقشه، فزاد حماس وجد للكتابة. قرأ لعدة ادباء اجانب ، وتعلم اللغة الإسبانية فقرأ للشاعرين غارسيا لوركا وروبين داريو وغيرهما، وكذا لروائيين وقاصين من أمثال غارسيا ماركيث وخوان رولفو.

الشاعر الامازيغي وجد كركر سفير الثقافة الامازيغية بالمكسيك 


أزداد  وجد كركرعام 1981، في قرية قصيطة بقبيلة آيت أوزين الامازيغية ، و عاش لمدة في مدينة سبتة وانتسب خلال المدة ذاتها، لناد يعلم رياضة فنون الحرب. وإذا كان قدر محمد شكري قد ساقه إلى أن يشتغل بالتدريس شمال المغرب، فإن قدر وجد كركر قاده، بعد سنوات من الاغتراب الداخلي، إلى أن يحط الرحال بالمكسيك لتدريس اللغة الأمازيغية بحرف (تيفيناغ) بجامعة مكسيكو.


وقد أنشأ وجد كركر جمعية رياضية، ثم بعد ذلك بثلاث سنوات، أسس رفقة طلبة من جامعة محمد الأول بوجدة جمعية ثقافية أمازيغية، أطلقوا عليها اسم "إيسوراف"، وظلت تشتغل إلى حدود سنة 2009. وحتى سن التاسعة والعشرين من عمره، نهل وجد كركر من الكتابات ما تيسر له، واغترف من تجربته الحياتية الغنية، ومن ينابيع الشعر الأمازيغي، وفي ظرف ثلاث سنوات حصل على الباكالوريا باللغة الإسبانية بمعدل عال، وهو الآن يدرس الأدب الإسباني في جامعة مكسيكية، ويدرس  الثقافة و اللغة الأمازيغية وحرف (تفيناغ) في الجامعة الوطنية للاركيولوجيا والتاريخ بالمكسيك.


نظم شعرا وجدانيا بلغته الأمازيغية الأم، قبل أن يترجمه إلى الإسبانية ثم إلى لغات أخرى، وكتب القصة أيضا. لكن تمت دعوته إلى المكسيك بصفته شاعرا، وذلك خلال المهرجان الدولي للشعوب الأصلية عام 2008. واختارته منظمة شعراء العالم "قنصلا لشعراء الريف". وبعد حوالي خمسة أشهر من عودته إلى المغرب، اتصلت به إحدى الجامعات التي تهتم بالثقافات ولغات الشعوب الأصلية في مكسيكو قصد الالتحاق بها لتدريس اللغة والثقافة وتاريخ الأمازيغ.

واضطلع وجد كركر بدور مهم باعتباره حاملا للثقافة الأمازيغية. وكان هدفه واضحا يتمثل في تقديم صورة حقيقية عن هذه الثقافة للشعب المكسيكي الذي لم يكن يعرف شيئا عنها، ولا عن المقومات الحضارية لشمال إفريقيا. وحاول وجد كركر، في هذا الصدد، نشر المعرفة بواقع المغرب وثقافته وتاريخه وحضارته، فيما كان هدفه الثاني أكاديميا، يتمثل في تكوين الطلبة سواء في اللغة والثقافة وتاريخ المغرب، أو شمال إفريقيا بصفة عامة، حتى يتسنى لهم إنجاز بحوثهم في هذا المجال، سواء في اللغات الأصلية أو في مجالات أخرى أنثروبولوجية أو أركيولوجية. وبدأت جهوده تعطي أكلها، بإنجاز عدد من الطلبة بحوثا، سواء في الإجازة أو الماستر أو الدكتوراه، حول الثقافة الأمازيغية، وصدور بحوث مطبوعة ومقالات وكتب في هذا المجال.

في البداية كان عدد الطلبة قليلا، لا يتجاوز التسعة، قبل أن يرتفع عددهم إلى 26 طالبا. معظمهم مكسيكيون ومكسيكيات، لكن توجد بينهم جنسيات أخرى كألمانيا والأرجنتين وهندوراس واليابان. وبالنظر إلى تفتح الشعب المكسيكي وحبه للتعرف على ثقافة الآخر ولغاته، فإن جهود هذا الشاعر الأمازيغي المغربي قطعا لن تذهب سدى.

و قد شهدت أيام 25، 26 ، و 27 من شهر أبريل سنة 2012، بمدينة ساكاتيكاس بالمكسيك لقاء دوليا بمشاركة الأستاذ حسن أوراغ، رئيس وحدة الأركيولوجيا بجامعة محمد الأول بوجدة، حيث كان الأخير من محاضري هذا اللقاء الدولي المُنظم من طرف طلبة شعبة الأنثربولجيا بجامعة ساكاتيكاس.

و في بداية اللقاء تناول الأركيولوجي الميكسيكي خيراردو فيرنانديز، رئيس شعبة الأنثربولوجيا بالجامعة المذكورة آنفا، كلمته التي عبر من خلالها على أهم الأسباب التي دفعت طلبة الأنثربولوجيا إلى تنظيم هذا اللقاء الدولي ومثمنا في نفس الآن مشاركة الدكتور الامازيغي حسن أوراغ، الذي تحدث عن العمق التاريخي لأرض الشمال الإفريقي، وثراء تراثه الثقافي الذي لا يقدر بثمن، الممتد منذ غابر الأزمنة، حيث اعتبر الأستاذ أن اللقاء يجمع بين ثقافتين يفصلهما البعد الجغرافي، لكن يقربهما حس الانتماء إلى نفس المميزات الجغرافية للبلدين، وإلى ثقافتين قديمتين أيضا، مبينا أن التراث التاريخي لشعبي المكسيك والأمازيغ مشترك في عمقه، ويحمل نفس الخصائص الأساسية.

من جانبه، حضر هذا  اللقاء  الشاعر الامازيغي وجد كاركار، أستاذ اللغة الأمازيغية في الجامعة الوطنية للاركيولوجيا والتاريخ بالمكسيك، مع الأركيولوجية الامريكية السيدة  أزول راميريز رودريغيز، اللذان قدما عرضا حول الثقافة الأمازيغية في ثامزغا، بالإضافة إلى باحثين أخرين عَرّفوا بالحضارة الأزتيكية وبآخر الحفريات المتعلقة بهذه الحضارة العريقة .