قصة مواطن أمازيغي أصر على التحدث بالامازيغية داخل إدارة مغربية

يمكن لهذها لقصة تشجيع تنزيل الأمازيغية، وهوالسبب الذي دفعني لسردها لكم. 

جرت وقائع القصة في مدينة ميدلت أواخر الشهر الماضي وهي مدينة أمازيغية في جبال الأطلس الكبير. يتعلق الأمر بأن وجدت أحد افراد عائلتي يعاني من مشكل أحال بينه وبين كراء شقته الجديدة لمدة طويلة والسبب هو تماطل المصالح المختصة بربط الشقة بشبكة الماء والكهرباء. وجدت الأمر غريبا بحيث أن هكذا ربط يتم في أجل 48 ساعة على الأكثر في المدن الكبرى كالدار البيضاء مثلا. فقررت الذهاب إلى الإدارة المختصة ويتعلق الأمرطبعا بالمكتب الوطني للماء والكهرباء. 

قصة مواطن أمازيغي أصر على التحدث بالامازيغية داخل إدارة مغربية


كان الأمر متوقعا. فنظرا لقلة ما يكتب عن الاختلالات في تعامل مكتب الماء والكهرباء في خدمة جيدة للمواطنين، خاصة في المناطق البعيدة عن المركز كما هو الحال في مدينة ميدلت، أصبح هذا المكتب متعاليا إلى حد أن من ولجه يصبح مجبرا على التحدث بالعربية وقبول كل ما يقوله الموظفون دون أي حق في النقاش. عندما دخلت إلى المكتب وعاينت ذلك المنظر، صرخت في وجه أحد الموظفين بالأمازيغية قائلا له: "ريغ أدنيغ المدير دغي" أي: أريد أن أقابل المدير الآن. لم يتفاجأ الموظف بصراخي فقط ولكن أيضا كوني صرخت بلسان أمازيغي مُبِين. وقبل أن يرد رأيت المدير يخرج من مكتبه متجها نحوي وهو يبتسم ويرجو مني خفض صوتي. واصلت الاحتجاج عليه بالأمازيغية أمام مرأى ومسمع الجميع بينما هو يجيبني بالعربية.

استمر المدير في لعبته الصغيرة، أي لعبة استعمال العربية التي تعطيه نشوة التعالي على المواطنين وبالتالي فرض وجهة نظره. لكن لم يلبث أمام اصراري على التحدث بالأمازيغية أن افتضح أمره، لسبب لا أعرفه، فطفق يتحدث هو أيضا بالأمازيغية ونادى أحد الموظفين وحدثه بالأمازيغية وطالبه بالقيام بالمُتعيّن لإنهاء المشكل الذي جئت بخصوصه. آنذاك بدأ جميع المرتفقين بالتعليق والتحدث بالأمازيغية بمن فيهم الموظفون وأثنوا على تشبتي بحقي اللغوي وحقي في تسوية مشكلتي.

لماذا لا يقوم إذن جميع المهتمين بتنزيل الأمازيغية بالالتزام بالتحدث بالأمازيغية بمناسبة حلولهم بالإدارات العمومية لحل مشاكلهم. ثم لماذا لا يقوم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بإنشاء مصلحة مختصة في تشجيع التداول الشفهي للأمازيغية في الإدارات خصوصا في المناطق والمدن ذات الغالبية الأمازيغية، عوض تهريب أموال المعهد الأمازيغي لشراء ضيعات التفاح.