نظام أمغار ... أروع نظام إبتكره الامازيغ

  كان مند القِدم لدى القبائل الامازيغية بالمغرب  ، معمولا بنظام رائع وعريق لتنظيم شؤون الحياة و للفصل في المنازعات و يسمى  الشخص الذي يتولى منصب هذا النظام  بـ { أمغار}  ، هذا النظام العريق ابتكره الامازيغ مند القدم و كان فعالا في تنظيم  شؤون حياتهم العامة و للبث و الفصل في منازعاتهم  بالعدل دون الحاجىة لسلطة مركزية او خارجية .

نظام أمغار ... أروع نظام إبتكره الامازيغ 



  كانت طريقة تنصيب أمغار بأن يجتمع رجال القبيلة لإختيار أحد أشخاص القبيلة تتوفر فيه شروط خاصة ،غالبا ما يكون أكبر سنا و معروفا بنزاهته و  برزانته و بحكمته  وخبرته ، ومشهودا له بالصدق و الأمانة  ، ليتولى منصب أمغار ليبث في المنازعات و الخصومات بين الافراد و العائلات و اتخاد القرارات و يتولى أيضا تمثيل القبيلة عند المفاوضات مع القبائل المجاورة الاخرى .

 أمغار يتولى منصبه تطوعا  دون أجر أو تعويضات ، و هو من يتولى اختيار مساعديه من الامناء ، و يمثل أمغار السلطة العليا للقبيلة و يكون مهيب الجانب ، يحتكم اليه السكان للفصل بينهم  في نزاعاتهم  وفي خصوماتهم العامة و الخاصة و قضاياهم المختلفة ، و يتولى كذلك إدارة  الجلسات  المحلية التي تناقش الطوارئ  و مستجدات  و قضايا القبيلة لإتخاد القرارات المناسبة ، و فوق هذا كله كان ينبغي له ان يكون ديبلوماسيا قادرا على التفاوض بنجاح مع إمغارن القبائل المجاورة عند المنازعات  بين القبائل  .

و الطريف  أن شيوخ القبيلة  كانوا يتهربون من تولي منصب أمغار، ليس هروبا من صعوبة المنصب ،بل يرون أنفسهم غير مؤهلين  لذلك ، لذا لم يكن السكان يحتارون في إختيار أحد الشيوخ للمنصب  بل في إيجاد من يقبله ، لذا كان السكان  يضطرون الى إختيار أحد الشيوخ غيابيا عن قصد ان كانو يرونه آهل لمنصب أمغار فيأتونه في بيته للإلحاح عليه كي يقبل ، و لا تنتهي ولاية أمغار إلا بوفاته او إستقالته لعذر مقبول ،و تجدر الاشارة أن نظام  أمغار كان معمولا به لدى جل القبائل الامازيغية بالمغرب في سوس و الاطلس المتوسط و الريف أيضا ، و من هنا تتجلى عبقرية المجتمع  الامازيغي قديما في تنظيم نفسه ذاتيا دون الانزلاق للفوضى ، حتى عند انعدام سلطة مركزية  أو خارجية .و لكن للآسف هذا النظام العريق  يكاد يختفي اليوم بعد الهجرة المكثفة نحو المدن و بعد شمول سلطة الدولة لجميع مناطق المغرب النائية .